القرآن الكريم : مركز أنصار السنة لعلوم القرآن الكريم : استماع - تلاوة - تفسير - ترجمة » تفسير ابن كثر » سورة الفتح
سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا ۚ يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ ۚ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا ۚ بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا (11) (الفتح)
يَقُول تَعَالَى مُخْبِرًا رَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَعْتَذِر بِهِ الْمُخَلَّفُونَ مِنْ الْأَعْرَاب الَّذِينَ اِخْتَارُوا الْمُقَام فِي أَهْلِيهِمْ وَشَغْلِهِمْ وَتَرَكُوا الْمَسِير مَعَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاعْتَذَرُوا بِشَغْلِهِمْ بِذَلِكَ وَسَأَلُوا أَنْ يَسْتَغْفِر لَهُمْ الرَّسُول صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ قَوْل مِنْهُمْ لَا عَلَى سَبِيل الِاعْتِقَاد بَلْ عَلَى وَجْه التَّقِيَّة وَالْمُصَانَعَة وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبهمْ قُلْ فَمَنْ يَمْلِك لَكُمْ مِنْ اللَّه شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا " أَيْ لَا يَقْدِر أَحَد أَنْ يَرُدّ مَا أَرَادَهُ اللَّه فِيكُمْ تَعَالَى وَتَقَدَّسَ , وَهُوَ الْعَلِيم بِسَرَائِرِكُمْ وَضَمَائِركُمْ , وَإِنْ صَانَعْتُمُونَا وَنَافَقْتُمُونَا ; وَلِهَذَا قَالَ تَعَالَى " بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا " .