أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   الإعجاز فى القرآن والسنة (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   نعمة تنوع الثمار / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115796)

Nabil 2023-07-01 01:01 PM

نعمة تنوع الثمار / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
 
[B][FONT="Arial"][SIZE="6"][CENTER][COLOR="Navy"]نعمة تنوع الثمار

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي[/COLOR][/CENTER]


[RIGHT][COLOR="DarkSlateBlue"]يقول الله تعالى في محكم تنزيله في سورة الرعد:

{ [COLOR="Green"]وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ[/COLOR] (4)}

التدبر في آيات الله الكونية يقنع المرء حتى غير المسلم -إن لم يكن مكابرًا- بمدى طلاقة القدرة الإلهية، ويصل به مرحلة اليقين المطلق بأن الله تعالى هو الذي أبدع هذا الكون، وهو القادر على إفنائه، والقادر على إعادة خلقه من جديد، والإعجاز هنا هو سبق القرآن الكريم في الإشارة إلى حقائق لم يدركها العلماء إلا في العصر الحديث بمساعدة من التقدم العلمي والتطور التكنلوجي.
تؤثر العديد من العوامل الداخلية والخارجية في الإنتاج النباتي الأمر يؤدي إلى اختلاف النباتات بعضها عن بعض سواء من حيث اللون أو الطعم أو الرائحة أو التركيب، ومن أهم هذه العوامل: نوع التربة الزراعية التي يزرع فيها النبات، ونوعية مياه الري، والحالة الجوية التي ينمو في ظلها النبات، والخدمة الزراعية، والعامل الجيني والتركيب الوراثي للنبات؛ إذ إن لكل نبات خريطته الجينية الخاصة به.
وإذا أردنا إعمال العقل في فهم الآية الكريمة التي تصدّرت هذا المقال وتدبرها تدبرًا علميًّا عقليًّا اختصاصيًّا كما أرشدنا إلى ذلك الله تعالى بقوله: { [COLOR="green"]إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ[/COLOR] }، فإننا سنجد أن الله عزّ وجلّ أورد في الآية الكريمة عوامل التربة والماء والبيئة المحيطة وذلك في قوله تعالى: { [COLOR="green"]وَفِي الأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ[/COLOR] }؛ إذ ما دامت هذه القطع من الأرض متجاورة فإن احتمال تشابه خصائصها يصبح احتمالًا كبيرًا، كما أن هذا التجاور يقود حتمًا إلى التشابه الكبير في عوامل الإنبات { [COLOR="green"]يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ[/COLOR] }، حيث يتشابه ماء الري في الخصائص والفعل والكمية والتركيب.
ثم يتبقى العامل المؤثر تأثيرًا كبيرًا في اختلاف اللّون والطعم والرائحة والتركيب الكيميائي والتشريحي وهو العامل الوراثي، حيث يقول الله تعالى { [COLOR="green"]وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ[/COLOR] }. وهنا تجدر الإشارة إلى أنه من المتعارف عليه علميًّا أن لكل جنس نباتي خصائصه الوراثية التي تميزه عن بقية الأجناس النباتية، كما توجد داخل الجنس النباتي الواحد أنواع مختلفة في تركيبها الجيني، بينما توجد تحت كل نوع نباتي أصناف مختلفة في بعض صفاتها الجينية. وتختلف الأجناس والأنواع والأصناف النباتية في جيناتها الوراثية، وتتابعها على الحمض النووي، وتتابع القواعد النيتروجينية في تلك الجينات، فلكل نبات خريطته الجينية الخاصة به، تُسجل في إحكام وتقدير معجزين الخصائص الوراثية لهذا النبات، وما يترتب عليها من ألوان، وأشكال، وأحجام، وطعوم، وروائح، وتركيب كيميائي، وخصائص حيوية وفيزيائية وجمالية وغيرها.
وقد أثبت العلم الحديث هذه الحقائق العلمية جميعها واستطاع الباحثون التعرف إلى الخريطة الوراثية لكل جنس ونوع وصنف نباتي، ودراسته جينيًّا، ما مكنهم من استنباط أصناف نباتية محسّنة ومطوّرة وراثيًّا قادرة على مقاومة الآفات والأمراض، ومجمعة للخصائص المرغوب فيها التي تجعلنا نفضل بعضها على بعض في الأكل، وهي خصائص مخلوقة في الجزيئات الوراثية لكل نبات خلقه الله سبحانه وتعالى بقدرته، وهذا إعجاز ضمني اشتمل عليه قول الله تعالى: { [COLOR="green"]وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ[/COLOR] }.
فالعلماء المسلمون، وغير المكابرين من غير المسلمين منهم يقرُّون بأنهم لم يخلقوا شيئًا جديدًا، وإنما اكتشفوا وتعرّفوا إلى خلق الله في جينات النبات، وتركيبها وترتيبها وفعلها الحيوي وآلية عملها، وتأثيرها في خصائص النبات، فأرجعوا الفضل في نتائجهم عن هذه الخصائص إلى الله تعالى الذي أشار إليها في كتابه العزيز منذ مئات السنين، كما أشار سبحانه إلى حقيقة أن هذه الخصائص والصفات تتأثر وتتحسن كميًّا بالخدمة الزراعية، ونوع التربة ومياه الري، والبيئة الخارجية، وغير ذلك من العوامل، وصدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز في سورة الرعد:

{ [COLOR="green"]وَفِي الْأَرْضِ قِطَعٌ مُتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَى بِمَاءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الْأُكُلِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ[/COLOR] (4)}

فسبحان من { [COLOR="Green"]وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ[/COLOR] }.. سبحانه.
---------------------------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم.

ثانيًا: المصادر الأخرى:
• ابن كثير، أبي الفداء إسماعيل بن عمر (2012)، تفسير القرآن العظيم؛ بيروت: دار الكتب العلمية.
• المنّاوي، أحمد مُحمَّد زين (2015)؛ قطوف الإيمان من عجائب إحصاء القرآن؛ طريق القرآن للنشر.
• خصاونة، رنده فؤاد خصاونة (23 فبراية 2013)؛ آيات علمية في القرآن؛ صحيفة الرأي الأردنية ([url]http://www.alrai.com[/url]).
• موسى، نظمي خليل أبو العطا؛ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ فِي الأُكُلِ - رؤية جينية؛ أُسترجع في تاريخ 23 يناير 2016، من موقع الهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة ([url]http://www.eajaz.org[/url]).

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن[/COLOR][/RIGHT]
[/SIZE][/FONT][/B]


الساعة الآن »09:41 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة