أنصار السنة - إله الجهمية !!

من روائع ما ذكر ابن القيم رحمه الله في نقد منهج الجهمية في الأسماء والصفات ونفيهم صفات الله عزوجل مدّعين أن ذلك مقتضى الكمال له ويكأنهم أعلم من الله عزوجل بما يليق به :

1- أن الجهمية نفوا عن الله عزوجل الصفات التي ظنوها نقصاً في حقه كالسمع والبصر والكلام و الهداية في حين أن الله عزوجل في غيرما موضع من القرآن يعيب على الكفار على ألسنة رسله عبادتهم لآلهة ناقصة وكان سبب نقصها كونها لا تسمع ولا تبصر ولا تضر ولا تنفع ولا تتكلم ولا تهديهم سبيلاً !!

2- أن بعض المشركين كانوا أعلم بصفات الله عزوجل من الجهمية فهذا خليل الرحمان يُحاج أباه فيقول " يا أبت لما تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئاً " فلو كان إله إبراهيم عليه السلام بهذه الصفات لقال له أباه وأنت إلهك كذلك .

3- أن نفيهم لصفة الكلام يتضمن إنكار الرسالة بدايةً وكذا الوحي و الرسل و الأديان !!

وهذا الجعد بن درهم مخترع هذه البدعة الكفرية بدعة نفي صفات الله عزوجل وأسمائه وهو من لقنها للجهم بن صفوان يقول عن قوله تعالى " فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه " وددت أنها مُحيت من المصحف يتمنى أن لو مُحي كلام الله لينصر بدعته ولا حول ولا قوة إلا بالله لكونه لا يستطيع هنا أن ينفي أن المتكلم هو الله عزوجل كما استطاع أن يفعل في قول تعالى " وكلم الله موسى تكليماً " فقال المتكلم موسى وليس الله ..

فهم ليسوا كما يدّعون يريدون أن ينزّهوا الله عزوجل عن النقص بل هم قد نسبوا النقص إليه سبحانه حين ادّعوا أنهم أعلم منه سبحانه بما يليق به وبما يصح أن يتصف به ..

وقد أخزاهم الله ودحر مذهبهم ومنعه من الانتشار ما فعله خالد بن عبد الله القسري وكان من ولاة بني أمية حيث صعد المنبر يوم النحر وقال يا أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحٍ بالجعد بن درهم حيث قال " إن الله لم يكلم موسى تكليما " و " لم يتخذ إبراهيم خليلا " تعالى الله عن قول الجعد علواً كبيراً فنزل وذبحه في أصل المنبر ..

فإله الجهمية لا يسمع ولا يبصر ولا يضر ولا ينفع ولا يتكلم ولا يهدي فهم لهم دين غير دين الإسلام وقد كفرهم علماء الأمة بالإجماع وأما إلهنا فهو سميع بصير يضر وينفع يهدي ويتكلم بما يشاء متى شاء سبحانه وتعالى .