أنصار السنة - لماذا لا يسكن الجن العاشق ماريا شاراكوفا ويسكن من أقل منها جمالا؟

[SIZE="6"]لم يدع أحد من علماء المسلمين ومفكريهم وقادة القرائح من رجالهم، مذ كان الإسلام إلى يوم الناس هذا، أننا نملك أسئلة لكل الأجوبة، ولكننا نمتلك أجوبة منطقة لأسئلة منطقية، ونعرض عن ما هو دون ذلك، مما لا يتحمل أن يسمى سؤالا فضلا على ينزل به وصف المنطقية.

ومما أعجب له هو جرأة الذي ينشأ في الخلية وهو في الخصام غير مبين على طرح الأسئلة والإشكالات يمينا ويسرة، فقط حين يتعلق الأمر بالإسلام وعلومه وعقيدته، بينما لا تأتيه تلك الجرأة على طرح الأسئلة في مواضيع ومجالات أخرى.

كنت مع صديق، فشاء له عقله أن يطلق لسانه متفلسفا ومتنطعا، ويسألني: لماذا يترك الجن العاشق واحدة في جمال ماريا شاركوفا، بطلة التنس المعروفة، ويتلبس بواحدة تفتقد من مقومات الجمال الكثير، بل في أحيان كثيرة، ليس لها حتى ذلك القليل؟؟
ولم يكد صاحبي هذا يأتي على آخر سؤاله، حتى استلبت منه الكلام، ووجهت إليه سؤالا أعمق، فقلت له: لماذا تركت أنت واحدة مثل شاركوفا وتزوجت مثل زوجتك وبينهما في الجمال مسيرة ألف عام؟؟ أين ذوقك وأين إحساسك بالجمال؟؟
بهت صاحبي، وظن أنني أهينه وأهين زوجته، فقلت له أنت من بدأ بالمقارنة، وأكملت كلامي، وقلت:
أولا: أنت تزوجتها عن طيب خاطر منك، ولو لم تكن أعجبتك وأسرت ناظرك لما تزوجتها، بينما هي أقل جمالا من أي واحدة تخطر على بالنا ونحن نتحدث الآن، لكن أعجبتك لمعايير عندك أنت في الإختيار، وقد لا تجد تلك المعايير عند غيرك من بني الإنسان، الذي يعيش معك في البعد الزماني والمكاني نفسه، وينتمي إلى بني جنسك وعرقك ولغتك وموطنك، فما بالك بمعايير أبعاد مبابنة لأبعادك وعوالم مختلفة عن عالمك، وهءا يحيلنا إلى ثانيا.

ثانيا: أنت تتكلم عن عوالم أخرى وأبعاد مختلفة، لا نعرف عن أهلها إلا اليسير مما لا يكمل أمامنا الصورة، والأكيد أن لتلك العوالم والأبعاد، أذواق مغايرة عن أذواقنا وميولاتنا.

ثالثا: مما تختلف فيه العوالم، هو القوانين فلكل عالم من العوالم وبعد من الأبعاد، قانون يحكمه، ومثال ذلك أن أنثى الغزال أجمل من اللبؤة، فالأولى يضرب بها وبجمال عيونها المثل على الجمال، والثانية لا ينظر إليها إلا على أنها دليل القوة والسلطة، ومع ذلك فالأسد لا ينظر للغزالة إلا بعيون معدته، فللأسد أبعاده وقانونها الذي لا علاقة لها بأبعاد الغزلان ظبايا الكتبان.

السؤال في الأصل أساسه خرافة، يروج لها لأهداف منها الطعن في الإسلام وإنكار السنة، ولا يقوم على أسس فكرية ومنطلقات منطقية

كتبه: أيوب نصر 25شوال 1445 (04/05/2024)
[/SIZE]