![]() |
عذراً أيها الخوارج أنتم المرجئة
[COLOR=Indigo][SIZE=6]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . عُذراً أيُها الخوارج !!! الحمد لله وحده ، والصﻼة والسﻼم على من ﻻ نبي بعده صلى الله عليه وسلم ، وبعد : فإنه من نكد العيش أن نحيا الى زمان تشتدُ فيه شوكة البدعة ، و يضعُف فيه نور السنة ، و يُفتي فيه اﻷصاغر ، و يُخون فيه اﻷكابر ، و تختلط فيه اﻷوراق ، فتفسد فيه عقائد الناس فيرون السنة بدعة ، و البدعة سنة ، و يُنكرون الصحيح ، و يقرون الضعيف ، و .......و لكن و لله الحمد و المنة مازال في أهل الحق بقية ، ينفون عن كتاب الله ، و عن سنة رسوله صل الله عليه و سلم تحريف الغالين ، و إنتحال المُبطلين ، و تأويل الجاهلين الذين عقدوا ألوية البدعة ، و أطلقوا عنان الفتنة ، الذين يقولون على الله و في الله و في كتاب الله بغير علم ، و يكتمون الحق ، و يتكلمون بالمتشابه من الكﻼم يخدعون به جهال الناس بما يشبهون عليهم . و مما إنخدع به أهل زماننا " بدع الخوارج " من الطعن في وﻻة اﻷمور ، و التشهير بأخطائم على المنابر ، و التهييج بالتظاهر و الخروج عليهم في المجالس ، و إيهام العوام أن الخروج ﻻ يكون إﻻ بالسيف فﻼ بأس فتكلموا فهذا أفضل الجهاد و غيرها ...و لما كان حال هؤﻻء الخوارج كسائر المبتدعة يعلمون أنهم لن يسلموا من سهام أهل السنة من الطعن في منهجهم ، و بيان منهج السلف الذي يُخالفهم ، عمدوا الى حيلة قديمة علمهم إياها قائدهم اﻷعظم : (وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ....) ( اﻷنعام 121 ) . و هي رمي أهل السنة بالبدع حتى يكفوا ألسنتهم عنهم ، و هي من طرق اﻹرهاب الفكري تسمى :رمتني بدائها ... و إنسلت قال ابن القيم في " الصواعق المُرسلة "( 1 ):و لما أراد المتأولون المُعطلون تمام هذا الغرض إخترعوا ﻷهل السنة اﻷلقاب القبيحة فسموهم حشوية ، و نوابت ، و نواصب ، و مُجّبْرة ، و مجسمة ، و مشبهة ، و نحو ذلك . قلت : و ما ذكره اﻹمام الصابوني في كتابه " عقيدة السلف أصحاب الحديث " في هذا الباب أشهر من أن يُذكر . و لكني وقفت على كﻼم لشيخ اﻹسﻼم ابن تيمية - عليه الرحمة - ذكر فيه النكتة في المسألة فقال( 2 ): وقد صنف أبو إسحاق إبراهيم بن عثمان بن درباس الشافعي جزءًا سماه : تنزيه أئمة الشريعة عن اﻷلقاب الشنيعة، ذكر فيه كﻼم السلف وغيرهم في معاني هذا الباب، وذكر أن أهل البدع كل صنف منهم يلقب أهل السنة بلقب افتراه ـ يزعم أنه صحيح على رأيه الفاسد ـ كما أن المشركين كانوا يلقبون النبي بألقاب افتروها . فالروافض تسميهم نواصب، والقدرية يسمونهم مجبرة، والمرجئة تسميهم شكاكا، والجهمية تسميهم مشبهة، وأهل الكﻼم يسمونهم حشوية، ونَوَابت [النَّوابت: اﻷغمار من اﻷحداث]. وغثاء، وغُثْرًا [الغُثْر: سَفِلَة الناس]، إلى أمثال ذلك، كما كانت قريش تسمي النبي صلى الله عليه وسلم تارة مجنونًا، وتارة شاعرًا، وتارة كاهنًا، وتارة مفتريًا ، قالوا : فهذه عﻼمة اﻹرث الصحيح و المتابعة التامة فإن السنة هي ما كان عليه رسول الله صل الله عليه و سلم و أصحابه إعتقاداً و إقتصاداً و قوﻻً و عمﻼً ....... أ هـ قُلت : و بالفعل إنبعث أشقاهم فأخرج من قاموس البدع كلمة " اﻹرجاء " يرمي بها كل من ﻻ يوافقهم في تكفير الحكام بإطﻼق ، أو تكفير تارك الصﻼة بﻼ تفصيل ، أو غيرها من اﻷمور التي ﻷهل السنة فيها تأصيل معروف من " إقامة الحجة ، و نفي الشبهة ، ... " و لقد رأينا لهذا الفعل ثمرة عند العوام " و العوام كالهوام أتباع كل ناعق " ، فكل من جهر بعقيدة السلف في معاملة الحكام يرميه العوام بأنه من المرجئة أو المداخلة أو الجامية أو غيرها من اﻷلقاب ، و اﻷمر كله ليس إﻻ : رمتني بدائها ... و إنسلت. [/SIZE][/COLOR] |
[COLOR=Indigo][SIZE=6]
و لكن العجب العجيب ، و النبأ الغريب أن خوارج هذا العصر لم يكتفوا ﻷنفسهم بـ " البدعة " فقط بل أصروا على إستصحاب " الحماقة " معها . فلم يجدوا في قاموس البدع إﻻ بدعة اﻹرجاء ليرموا بها مخالفيهم ظناً منهم أن المرجئة ﻻ يُكفرون الحكام ، و ﻻ يرون الخروج عليهم و ربما جعلوا زنادقة الحكام أولياء . و بما أنه للحماقة رجال ، و للحقيقة أبطال ، فالحق على خﻼف ذلك . فإن المرجئة يرون الخروج على الحكام وﻻ يشترطون له كفر السلطان . - روى ابن شاهين عن سفيان الثوري : أنه قال : إتقوا هذه اﻷهواء المضلة ، قيل له : بين لنا - رحمك الله - فقال سفيان : أما المرجئة فيقولون ... و ذكر شيئاً من أقوالهم الى ان قال : و هم يرون السيف على أهل القبلة ( 3 ). -و قيل ﻹبن المبارك - رحمه الله - : ترى رأي اﻹرجاء ؟ فقال : كيف أكون مرجئاً ، فأنا ﻻ أرى السيف (4) -و روى عبد الله بن أحمد في " السنة " بإسناد صحيح عن أبي إسحاق الفزاري قال : سمعت سفيان و اﻷوزاعي يقولون : إن قول المرجئة يخرج الى السيف( 5 ). -و روى الصابوني في " عقيدة السلف أصحاب الحديث " بإسناده الصحيح الى أحمد بن سعيد الرباطي أنه قال : قال لي عبد الله بن طاهر : يا أحمد إنكم تبغضون هؤﻻء القوم - يعني المرجئة - جهﻼً ، و أنا أبغضهم عن معرفة ، أوﻻً : أنهم ﻻ يرون للسلطان طاعة( 6 ) قلت : ﻷنهم يرون الخروج على اﻷئمة بﻼ تكفير ، و لهذا قال فيهم إبراهيم النخعي :" الخوارج أعذر عندي من المرجئة" ( 7 )ﻷن الخوارج ﻻ تخرج إﻻ بعد أن تُكِّفر -و قال أيضاً إبراهيم النخعي - رحمه الله - : لفتنة المرجئة على هذه اﻷمة أخوف عندي من فتنة اﻷزارقة( 8 ). قلت : و اﻷزارقة هم ( فرقة من فرق الخوارج أصحاب نافع بن اﻷزرق و قولهم أخبث اﻷقاويل و أبعده من اﻹسﻼم و السنة ) . -و كان عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود مرجئاً ثم رجع فأنشد يقول : ﻷول ما نُفارق غير شكٍ ... نفارق ما يقول المرجئونا.. و قالوا : مؤمن و أهل جور ... و ليس المؤمنون بجائرينا.. و قالوا : مؤمن دمه حﻼل ... و قد حُرمت دماء المؤمنينا.. ( 9 )-و قال إسحاق بن إبراهيم تعقيباً على حديث " خيار أئمتكم الذين تحبونهم و يحبونكم ... قالوا يا رسول الله أفﻼ ننابذهم بالسيف ؟ قال : ﻻ ما أقاموا فيكم الصﻼة ..." .قال إسحاق : ( و السنة عليه ، و فيها هﻼك المرجئة )( 10 ). و قبل الختام فلكم هدية من إمام أهل السنة اﻹمام المبجل أحمد بن حنبل - رحمه الله - :فقد روى عنه أنه قال : " المرجئة هم الخوارج "قال أبو الحسين بن أبي يعلى في " طبقات الحنابلة " ( 1/34-36 ) :و قد رأيت ﻷهل اﻷهواء و البدع و الخﻼف أسماء شنيعة قبيحة يسمون بها أهل السنة يريدون بذلك عيبهم و الطعن عليهم ، و الوقيعة فيهم ، و اﻹزراء بهم عند السفهاء و الجهال فأما المرجئة فأنهم يسمون أهل السنة شُكَّاكاً و كذبت المرجئة بل هم بالشك أولى ... الى أن قال : و أما الخوارج فإنهم يسمون أهل السنة و الجماعة مرجئة و كذبت الخوارج في قولهم بل هم المرجئة يزعمون أنهم على إيمان و حق دون الناس و من خالفهم كافر . أ هـ قلت : و رحم الله من قال المبتدعة إختلفوا في اﻷسم و إجتمعوا على السيف . فـ " عذراً أيها الخوارج " .. أنتم المرجئة و نحن على ما نحن عليه من السنة وهذا ما ندين الله به فعرفونا قولكم الذي به تقولون ، و ديانتكم التي بها تدينون . و صلى الله على محمد و على آله وصحبه و سلم .و كتبه أبو صهيب وليد بن سعد وفقه الله ------------------ 1- الصواعق المرسلة ﻻبن القيم ( 2/440 ) 2 - مجموع الفتاوى ( 5/111 ) 3 - رواه ابن شاهين في الكتاب اللطيف ( 15 ) ، اﻵجُري في الشريعة ( 2062 ) ، الﻼلكائي في شرح أصول اﻹعتقاد ( 1834 ) . 4 - رواه ابن شاهين في الكتاب اللطيف ( 17 ) ، و مختصر مستخرج الطوسي حديث رقم ( 17 ) تحقيق أنيس بن أحمد طاهر اﻷندونوسي . 5 - السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل ( 363 ) .6- عقيدة السلف أصحاب الحديث ( 109 ) للصابوني . 7 - السنة لعبد الله بن أحمد حديث ( 623 ) .8 - رواه الخﻼل في السنة ( 963 ) 9 - شرح أصول اﻹعتقاد ﻻلﻼلكائي حديث ( 1501 ) . 10 - مستخرج أبي عوانة حديث ( 5774) [/SIZE][/COLOR] |
:جز:
[QUOTE] و لقد رأينا لهذا الفعل ثمرة عند العوام " و العوام كالهوام أتباع كل ناعق " ، فكل من جهر بعقيدة السلف في معاملة الحكام يرميه العوام بأنه من المرجئة أو المداخلة أو الجامية أو غيرها من اﻷلقاب ،[/QUOTE] او انه تابع للمخزن ، او عابد الطاغوت |
جزيتم خيرا اخوتي في الله ..
|
أهلاً بكم ، صدقت يا شيخي عمر ، و إياكم أختي عائشة #حفيدة أم المؤمنين والحمدلله على هدايتكم ، نسأل الله لنا ولكم الثبات أختي الفاضلة.
|
[QUOTE]وقالوا مؤمن دمه حلال *** وقد حرمت دما المؤمنينا[/QUOTE]
بيت رائع :جز: |
و إياكم يا شيخي الحبيب غريب مسلم.
|
الساعة الآن »02:55 AM. |
Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة