أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   الإعجاز فى القرآن والسنة (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=55)
-   -   مواقع النجوم / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=115740)

Nabil 2023-06-01 07:13 PM

مواقع النجوم / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي
 
[B][FONT="Arial"][SIZE="6"][COLOR="Navy"][CENTER]{ [COLOR="Green"]مَوَاقِعِ النُّجُومِ[/COLOR] }

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
[/CENTER][/COLOR]


[RIGHT][COLOR="DarkSlateBlue"]هل يمكن للإنسان تصوّر أنه يرى الآن شيئًا غير موجود؟!
نعم.. يرى شيئًا لا وجود له؟! ولكن كيف يراه وهو غير موجود؟!
إلى يومنا هذا هناك من سيتّهمك بالجنون والخرف إذا قلت له ذلك!
فما بالنا بمن قال للناس ذلك قبل أكثر من 1400 عام؟!
إنه القرآن.. السبّاق دومًا.. المتحدّي دومًا.. الفائز في التحدي دومًا..
فحتى الآن لم يصل العقل البشري إلى ما هو أسرع من الضوء، ولكنني أستطيع أن أقول لك إن سرعة الفكرة هي أسرع من سرعة الضوء بكثير، ولا وجه للمقارنة بينهما، وما لا تستطيع أن تصل إليه سرعة الضوء إلا في مليارات السنين تستطيع أن تصل إليه أنت بفكرك في ثوانٍ معدودات وربما أقل من ذلك!
وبذلك أدعوك إلى أن تطلق لخيالك العنان، وتجول بفكرك وخاطرك في السماء الدنيا، وما وصلت إليه عيون أحدث المراصد الفضائية التي توصَّل إليها البشر حتى الآن.
الضوء يسير بسرعة تقارب 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة، ولك أن تتخيل طول المسافة التي يقطعها بهذه السرعة الفلكية خلال الدقيقة والساعة واليوم والسنة! ولك أن تتخيَّل أن الشمس، وهي أقرب النجوم إلى الأرض، يعادل حجمها 1.3 مليون مرّة حجم الكرة الأرضية، وتبعد عنها بما يزيد على 150 مليون كيلومتر، يقطع ضوؤها كل هذه المسافة حتى يصل إلينا في 8 دقائق ضوئية تقريبًا، ويلي الشمس في القرب إلى الأرض نجم "قنطورس القريب"، ويبعد عنها 4.4 سنة ضوئية، أما نجم الشعرى اليمانية، وهو أسطع النجوم التي نراها في السماء، يبعد عن الأرض 9 سنوات ضوئية، بينما يبعد النجم القطبي عن الأرض بنحو 400‏ سنة ضوئية‏، ومنكب الجوزاء يبعد عن الأرض 1600‏ سنة ضوئية‏، وأبعد النجوم في مجرّة درب اللبانة‏‏ يبعد عن الأرض 80000 سنة ضوئية‏. وبرغم ذلك كلّه فقد استطاعت المراصد العملاقة اليوم أن تصل إلى عمق 16.5 مليار سنة ضوئية في الكون.
ومجرّة "درب التبّانة" أو "درب اللبانة" هي واحدة من بين أكثر من 100 ألف مجرّة تم اكتشافها حتى الآن، وهي المجرّة التي تنتمي إليها الشمس والأرض وبقية المجموعة الشمسية، وتحوي ما بين 200 مليار و400 مليار نجم، وبرغم ذلك فإن ما يمكن رؤيته بالعين المجرّدة في ليلة صافية غاب عنها القمر لا يتجاوز ثلاثة آلاف نجم فقط في أحسن الظروف.
النجوم عبارة عن أجرام سماوية كروية أو شبه كروية ملتهبة، وتتفاوت في أحجامها تفاوتًا كبيرًا، ففي الوقت الذي لا تتجاوز فيه أحجام بعض النجوم ثلث حجم الشمس، توجد نجوم أخرى يطلق عليها "العمالقة الضخمة" Super Giants التي قد يصل حجمها وانتفاخها حدًّا يستطيع أن يحوي في جوفه أكثر من 30 مليون نجم في حجم الشمس التي تتسع بدورها لأكثر من مليون كوكب في حجم الكرة الأرضية!
بين هذه النجوم المتفاوتة في أحجامها مسافاتٍ فلكية يستحيل على العقل أن يتصوّرها، وهذه المسافات الشاسعة مستمرة في الزيادة مع الزمن، نظرًا إلى اتساع الكون واستمرار تباعد المجرات عن بعضها بعضًا‏. ومع ذلك فإن كل نجم من هذه النجوم يتحرك بعنايةٍ فائقة في فلك خاص به، وبين هذه النجوم تجاذب، فالكتلة الأكبر تجذب الكتلة الأصغر، وبذلك فإن أي تغيير في مواقع النجوم أو حركتها، يؤدي إلى اختلال توازن الكون بأكمله وارتطام النجوم بعضها ببعض، فالنجوم في داخل المجرّة الواحدة مرتبطة مع بعضها بعضًا بالجاذبية المتبادلة بينها، التي تحكم موقع كل نجم وكتلته، فمواقع النجوم على مسافات تتناسب طرديًّا مع كتلها، وترتبط ارتباطًا وثيقًا بقوى الجاذبية التي تمسك بها في تلك المواقع. وكل نجم من هذه النجوم ليس له موقعٌ واحد، بل له في كل لحظة وكل ثانية موقع جديد، حيث تتغير هذه المواقع من لحظة إلى أخرى بسرعات تتناسب مع سرعة تحرك النجم في مداره‏، ومعدلات توسع الكون، ويمر كل نجم عبر مساره المحدد وفق موازين مكانية وزمانية مدهشة.
وبذلك لا يمكن لنا رؤية النجوم من على سطح الأرض أبدًا، ولا بأي مرصد من المراصد، ولا بأي وسيلة من الوسائل، وكل الذي نراه من نجوم السماء هو مواقع قديمة مرت بها تلك النجوم ووصل ضوؤها إلينا في تلك اللحظة التي ننظر فيها. وأقرب النجوم إلى الأرض بعد الشمس هو "قنطورس القريب"، الذي يصل ضوؤه إلى الأرض بعد 4.4 سنة من انطلاقه من النجم، حيث يكون النجم قد ابتعد خلال هذه الفترة ملايين الكيلومترات بعيدًا عن الموقع الذي صدر منه الضوء ونراه في تلك اللحظة.
وربما يكون بعض النجوم التي ننظر إلى مواقعها قد انفجر وتلاشى أو انطمس واختفى منذ ملايين السنين‏، لأن آخر شعاع انبثق منها قبل اندثارها لم يصل إلينا بعد‏، والضوء القادم منها اليوم يعبر عن ماضٍ قد يصل إلى ما قبل نزول آدم –عليه السلام- إلى الأرض. كما أن موجات الضوء تتحرك في السماء الدنيا في خطوط منحنية، وحينما ينعطف الضوء الصادر من النجم في مساره إلى الأرض، فإن الناظر من الأرض يرى موقعًا للنجم على استقامة بصره، وهو موقع وهمي يغاير الموقع الفعلي الذي صدر منه الضوء، ما يؤكد مرة أخرى أن الإنسان من فوق سطح الأرض لا يمكنه أن يرى النجوم أبدًا بأي وسيلة من الوسائل.
ومن هنا يمكننا أن نفهم لماذا لم يقسم اللَّه بالنجوم ذاتها، وإنما أقسم بمواقعها:

{ [COLOR="Green"]فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ[/COLOR] (75) [COLOR="green"]وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[/COLOR] (76) [COLOR="green"]إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ[/COLOR] (77) [COLOR="green"]فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ[/COLOR] (78) [COLOR="green"]لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ[/COLOR] (79) [COLOR="green"]تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/COLOR] (80)} [الواقعة]

وبذلك كان القرآن الكريم معجزًا عندما أشار إلى مواقع النجوم، لا إلى النجوم ذاتها وفي هذا القسم العظيم سبق قرآني بالإشارة إلى حقيقة كونية باهرة..
التعبير بلفظ { [COLOR="green"]لَوْ تَعْلَمُونَ[/COLOR] } يوضّح بشكل جليّ أنّ معرفة البشر بحقيقة مواقع النجوم في زمن نزول القرآن وفي ظلّ ظروف وأوضاع يخيّم عليها الجهل كانت معرفة محدودة جدًّا، وهذا بحدّ ذاته تعبير إعجازي علمي للقرآن الكريم.
وتوضّح الآيات اللاحقة المقصود من هذا القسم: { [COLOR="green"]إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ[/COLOR] }..
وبهذه الصورة فإنّه سبحانه يردّ على المعاندين المشكّكين في مصدر هذا القرآن في كل زمان ثمّ يستعرض أوصافه:
{ [COLOR="green"]فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ[/COLOR].. [COLOR="green"]لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ[/COLOR].. [COLOR="green"]تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ[/COLOR] }.


هنا يحق لنا أن نسأل:
من الذي علم مُحمَّدًا -صلى الله عليه وسلّم- هذه الحقائق العلمية حول مواقع النجوم؟!
وكيف استطاع أن يشير بدقّة إلى مثل هذه الحقائق الكونية المذهلة التي لم يكن لأحد علم بها في زمان نزول القرآن ولا لقرون متطاولة من بعد ذلك؟!
وكيف علم أن الناس سوف يأتي عليهم زمان يدركون فيه هذه الحقائق الكونية حول مواقع النجوم، ثم يرجعون إلى القرآن ليدركوا معنى هذا القَسَم العظيم..

{ [COLOR="green"]فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ[/COLOR] (75) [COLOR="green"]وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ[/COLOR] (76)}

فيشهدون لمُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم- بأنه رسول الله حقًّا..
ويشهدون للقرآن الكريم بأنه.. كلام الله لا ريب.
------------------------------
أهم المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم؛ مصحف المدينة المنوّرة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

ثانيًا: المصادر الأخرى:
• الخضر، أسامة علي (2011)؛ القرآن والكون من الانفجار العظيم إلى الانسحاق العظيم؛ بيروت: المكتبة العصرية.
• الدمرداش، صبري (2010)؛ للكون إله: قراءة في كتاب الله المنظور والمسطور؛ الكويت: مكتبة المنار الإسلامية.
• الصوفي، ماهر أحمد (2012)؛ الموسوعة الكونية الكبرى؛ بيروت: المكتبة العصرية.
• النابلسي، محمد راتب (2013)؛ موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة: آيات الله في الآفاق؛ عمّان: الفرسان للنشر والتوزيع.
• النعيمي، حميد مجول (2000)؛ الكون وأسراره في آيات القرآن الكريم؛ بيروت: الدار العربية للعلوم.
• النجار، زغلول راغب محمد (2010)؛ السماء في القرآن الكريم؛ بيروت: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع.
• النجار، زغلول راغب محمد (2009)؛ من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم 1- 3؛ القاهرة: مؤسسة الشروق الدولية.
• بازرعة، علي سالم (2006)؛ سنريهم آياتنا في الآفاق؛ الرياض: دار طويق للنشر والتوزيع.

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن
[/COLOR][/RIGHT] [/SIZE][/FONT][/B]


الساعة الآن »11:51 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2024 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة