أنصار السنة

أنصار السنة (https://www.ansarsunna.com/vb/index.php)
-   رد شبهات الملاحدة العرب (https://www.ansarsunna.com/vb/forumdisplay.php?f=40)
-   -   شبهات الملاحدة حول عرش الرحمن (https://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=239)

أبو جهاد الأنصاري 2007-12-26 07:36 PM

شبهات الملاحدة حول عرش الرحمن
 
[SIZE="6"][FONT="Traditional Arabic"]الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ،،
كثيراً ما تفشل عقول الملاحدة فى فهم بعض القضايا الغيبية فى الإسلام ، مما يدفعهم لإنكارها ، والجحود بها ، وإثارة الشبهات حولها.
من تلك القضايا قضية عرش الرحمن ، والذى يتبصر لأقوالهم يجد أن السمة الغالبة عليهم هى سمة التشبيه والتجسيد ، بمعنى أنهم ينكرون كل ما هو غير مادى ، وغير مدرك بالحواس البشرية.
دارت مناقشة بينى وبين ملحدة حول قضية العرش فكان الحوار التالى :

قالت :
[QUOTE]1- بعد انتهاء الله من خلق السموات والارض قام بالاستواء على العرش { ثم استوى على العرش } , اى ان العرش كان موجودا قبل الخلق [/QUOTE]
قلت :
نعم العرش موجود قبل خلق السموات والأرض. ذلك أن أول خلق الله هو القلم ، ثم العرش. والعرش ليس من السماء بل هو موجود فوق الجنة ، والجنة موجودة فوق السماء السابعة.
أى أن العرش منفصل عن السموات بالجنة ومعلوم من القرآن أن الجنة عرضها كعرض السماء والأرض ، فما بالنا بطولها ، وبها من الدرجات ما لا يعلمه إلا الله ، وجاء فى بعض الأحاديث أن عدد درجات الجنة بعدد آيات القرآن الكريم (6236 آية) ، وما بين الدرجة والأخرى كما بين السماء والأرض.
والعرش خلق عظيم جداً من مخلوقات الله لا يعلمه إلا خالقه سبحانه.
والحديث عنه كثيراً شئ لا تطيقه عقولنا.

قالت : [QUOTE]2-وصف القرآن الله بالارتباط بالعرش مثل رب العرش العظيم و ذي العرش و الله رب العرش ورب العرش الكريم [/QUOTE]
قلت :
ارتباط !؟ هذا غير صحيح ، وفهم غير صحيح للآيات القرآنية ، فقوله ( رب العرش العظيم ) و (ذى العرش) و (رب العرش الكريم) وغيرها لا تعنى أبداً ارتباط الله بالعرش ، بل تعنى أن الله هو الذى خلقه وأنه هو مالكه ولا أحد غيره.

فـ (الرب) هو من له الخلق والأمر والتدبير والمُلك أى أن من معانيها أنه الذى يخلق ، ورب العرش أى خالقه ومالكه.
و(ذى العرش) أى صاحب العرش – كما نقول نحن – فكلمة (ذو) من لأسماء الخمسة وتعنى صاحب أو الموصوف بكذا.
[COLOR="Blue"]وإضافة العرش إلى الرب هذه هى إضافة تشريف وتكريم لهذا العرش العظيم الخلق. كما نقول بيت الله ، ناقة الله ، عباد الله ، ............ إلخ.[/COLOR]
وليس فى هذا الكلام أى فهم من قريب أو بعيد يدل على معنى الارتباط. فلا يجوز أن يكون هناك أى ارتباط من أى نوع كان بين الخالق سبحانه وتعالى وبين مخلوقاته. ولكن هناك علاقة وهى علاقة الخالق بخلقه.

قالت :
[QUOTE]3-كان عرش الله على الماء ؟ [/QUOTE]
قلت :
نعم ، كان عرشه على الماء ، ولم يخبرنا سبحانه ما هو هذا الماء وما كيفيته ، ولا يتوهم أحد أنه الماء المعروف لنا الآن ، ذلك أن الماء المعروف الآن خلق مع الأرض أو بعدها فى اليومين الأخيرين لخلق الأرض قال تعالى : (والأرض بعد ذلك دحاها أخرج منها ماءها ومرعاها) [النازعات]
ونقول أن الله سبحانه وتعالى هو الملك ، وملوك الدنيا يتخذون عرشاً يكون علامة وبرهان لملكهم وتفردهم بالأمر والحكم فى مملكتهم. أو ليس خالق السماء والأرض (أولى) بهم باتخاذ العرش ، [COLOR="blue"]وهذه ليست مقارنة ، ولكننا نسميه (قياس الأولى) يعنى إذا وصف الإنسان بصفة كمال فالأولى أن يوصف بها الله سبحانه وتعالى ، فإن كان الإنسان عالماً فالله تعالى أولى منه بصفة العلم فيكون هو العليم ، وإن كان الإنسان كريماً فالله أولى بهذه الصفة منه فهو الكريم .... وهكذا.[/COLOR]

[COLOR="blue"]وهذا لا يعد من باب التشبيه بل هو من باب وصف الله تعالى بما يليق به من صفات الجلال والكمال ، سبحانه وتعالى ليس كمثله شئ.[/COLOR]
قالت :
[QUOTE]4-يقول القرآن ان هناك ملائكة حاملة للعرش وملائكة تحيط به "الملائكة حافين من حول العرش " , و الذين يحملون العرش ومن حوله , بل ان القرآ ن يحدد عدد حملة العرش بثمانية : " ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية " [/QUOTE]
قلت :
هذا صحيح ولا لبس فيه ، ولكن من الخطأ أن نتصور أن فى هذا مشهد تصوير مادى للعرش ومن حوله الملائكة ومن فوق العرش ، رب العالمين ، فمن توهم هذا بقلبه فقد وقع فى التشبيه والتجسيم ، وهذا كفر بالله رب العالمين ، بل إن العقل يرفضه فى الأصل (لماذا؟)

ذلك أن كلمة (مادة) التى ننسب إليها كلمة (مادى) تعنى أن الشئ مكون من العناصر المعروفة فى الكون ، وفى الدنيا توجد أشياء غير مادية مثل النار مثلاً لها وجود حقيقى ولكنها ليست مادة ، ولا توصف بهذا ، ولولا خاصيتى الإحراق والضوء لما أدركناها – رغم وجودها فى الأصل – كذلك النور ليس مادة بل العلماء يصنفونه على أنه طاقة.
نستنتج من هذا أن هناك بعض المخلوقات ليست (مادية).
حسناً فلنطبق هذا على الملائكة والعرش ، ولنرى هل فيهما تصوير مادى أم لا؟
الملائكة مخلوقة من نور ، وسبق أن أوضحنا أن الفيزيائيين يصنفون الضوء على أنه (طاقة) وليس (مادة) فهو ليس له طول ولا عرض ولا ارتفاع ولا كثافة ، لا وزن ولا حجم. إذن الملائكة ليست مادة وتصويرها ككائنات حول العرش لا يعطيها صفة المادية.
العرش ، ليس مادة ، ذلك أنه أعلى درجة ومنزلة وشرفاً من الملائكة ، والملائكة ليست مادة ، فهل يكون العرش مادة؟
من باب قياس الأولى ، نقول : لا.
إذن لا يوجد تصوير مادى فى مشهد الملائكة والعرش.
ولا يعنى هذا أننا ننفى عن العرش والملائكة صفة الوجود ، فنقول لا هم لهم وجود ولكن لا يعلمه إلا خالقه سبحانه وتعالى.

قالت :
[QUOTE]إن هذه الآيات لطالما حيرت علماء المسلمين لما فيها من تصوير تجسيمى مادى للذات الالهية وإقرار من القرآن لبعض الافكار الحلولية والتجسيدية لله , تلك الافكار نفسها حاربها القرآن وسفهها فى العقائد الاخري. [/QUOTE]
قلت :
إذا فهمنا ما سبق سهل علينا أن نرد هذه المقولة ، والأمر غير محير مطلقاً لعلماء المسلمين – والحمد لله – وليس فيها أى تجسيد ، بل من قال بالتجسيد فإنه هو الذى أوهم نفسه وحصرها فى هذا التجسيد ، ويكون هو الذى جسد بخياله والأمر ليس كما يظن.

يتبع إن شاء الله ....[/FONT][/SIZE]

أبو جهاد الأنصاري 2007-12-26 08:07 PM

[SIZE="6"][FONT="Traditional Arabic"]قالت :
[quote]كان المسلمون حائرين , فبين أيديهم آيات قرآنية كثيرة تنزه الله عن المادة والتجسد والحلولية ، مثل آية : ( ليس كمثله شئ ) تتناقض مع آيات العرش التى جعلت من الله كائناً مجسماً محدوداً بحدود ذلك العرش المادى الذى يحمله ثمانية ملائكة. وكان من شدة حيرتهم , أنهم اختلفوا فى تفسير ذلك ومنهم من امتنع عن تفسيرة بل ومنهم من حرم تفسيره , [/quote]

قلت :
الأمر ليس فيه أية حيرة بل فيه حيطة وصيانة ورحمة بالعقل حتى لا يزج المرء بعقله فى أمور لا يطيق العقل تحملها ، ولا يستطيع تصورها ، إننا نعجز أن ندرك ونتصور حدود هذا الكون ، فما بالنا بخالقه!

بل إن كل حاسة خلقها الله لنا نجد أن لها حدوداً يجب أن تقف عندها وإلا تعطلت هذه الحاسة بل فسدت ، فمثلاً حاسة الإبصار لها حدود يجب ألا نتخطاها ونحن لا نستطيع أن نرى الأشياء فى الظلمة رغم أنها موجودة ، كذلك لا نستطيع أن نحملق فى ضوء الشمس المبهر ، ولو اقتربنا من الشمس أكثر ونظرنا إليها لضاع بصرنا ، إذن البصر كحاسة محدود وإذا تجاوز حدوده ضاع وتعطل وفسد.

كذلك فإن الله خلق لنا حاسة السمع ، ونحن نسمع فى حدود موجات صوتية (ذبذبات) معينة من كذا إلى كذا ، ولن نستطيع أن نسمع ما هو أقل ، وإذا تعرضنا إلى ما هو أعلى فسدت عندنا حاسة السمع تماماً وتعطلت.

حاسة اللمس ، حاسة الشم ، وهكذا جميع الحواس ، كذلك الحال فى العقل فإنه حاسة الإدراك عند الإنسان ، وله حدود يعمل فيها (من : إلى) فإن تخطاها ضل وفسد ، ويتحول الإنسان إلى الجنون ، ولا أشك أنه قد مرت عليك بعض هذه اللحظات وكدت تبلغى مرحلة الجنون هذه – لولا لطف الله بك – عندما تتفكرين فى مثل تلك الأمور الغيبية التى حجبها الله عنا ، ولكنه أخبرنا بها بكيفية - لو سلمنا بها – سيكون فيها الصلاح للعقل والدين معاً.

فعليك أن تقفى بعقلك عند حدوده ، ولا تنسى أن اسمه (عقل) والعقل مأخوذ من العقال ، وهو قطعة الحبل التى يربط بها رجل الدواب والحيوانات حتى تمنعها من الحركة بعيداً ، وتقيد حركتها بمجال معين لا تزيد عليه ، ليتك تتفهمين هذه القضية جيداً (معنى العقل) ذلك أن من زاد عن هذا فلا يكون عاقلاً بل طائشاً ، يطلق لعقله العنان فى كل شئ ، وهذا نقيض العقل والتعقل الذى يفيد التقييد والتمهل.

كما أن من أسماء العقل ، الحِلم أى التأنى والتمهل والتروى ، ومن أسمائه أيضاً (الناه) وجمعه (النهى) أى الذى ينهى صاحبه عن الشطوط والشطح إلى ما هو أبعد من قدراته.

قالت :
[quote]سجلت كتب التاريخ الإسلامى أن شخصا قام الخليفة عمر بن الخطاب بجلده لا لشئ إلا لأنه سأل عن كيف استوى الله على العرش ! ! [/quote]

قلت :
فعل أمير المؤمنين هذا رحمة بالأمة حتى لا تنزلق فى غياهب الجب كما يحدث الآن ، وحتى لا نفترق فرقاً وجماعات ، بل نبق على الحق ، ونبتعد عن التخرصات ، فمذهب السلف أسلم وأعلم وأحكم فى مثل هذه القضايا ، ونلاحظ أن الصحابة رضوان الله عليهم لم يختلفوا مطلقاً فى أمثال تلك النصوص ، ولم يُؤثر عن أحد فيهم أنه فسرها بتفسير مخالف لتفسير آخر ، بل هم لم يفسروها أصلاً ، لعلمهم أنها خارجة عن نطاق تفكيرهم ، وهم بهذا كانوا أكمل الناس عقلاً ، وأفضلهم رأياً ، وأسلمهم مذهباً.

ولم تفترق الأمة إلا من بعدهم ، عندما عمد فئات من المبتدعة فى تأويل النصوص الواردة فى الغيبيات كلٌ على هواه فهذا يجسم وهذا يشبه وهذا يمثل وهذا يعطل وهذا ينفى فحصلت الفرقة فى الأمة من هنا بسبب شئ واحد ألا وهو : (سوء استخدام العقل).

قالت :
[quote]غنى عن البيان قول معظم الفقهاء والائمة مقولتهم الشهيرة :

الاستواء معلوم والكيف مجهول والسؤال عنه بدعة !! [/quote]
قلت :
هنا يتضح لنا حكمتهم من هذه المقولة وأنها أسلم وأعلم وأحكم ، وتضع الإنسان فى موضعه اللائق به من حيث كونه مخلوق من مخلوقات الله ، جاء ليكون لله عبداً ولم يأت ليكون له نداً.

فما علّمه لنا الله علِمناه ، وما حجب علمه عنا سلمنا به. ومذهبنا فى هذا ما قاله الإمام الشافعى رحمه الله : آمنت بالله ، وما جاء عن الله ، على مراد الله.

وهذه قضية فى غاية الخطورة ، وإن لم يحكمها الإنسان جيداً فسوف يضل فى الدنيا ويشقى فى الآخرة.

قالت :
[quote]وكأن على المسلم أن يؤمن باستواء الله على العرش دون أن يسأل عن الكيفية !!!![/quote]
قلت :
نعم وهذا هو معنى الإيمان ، وهو التصديق واليقين بكل ما أخبرنا به الله ، سواء أعلمنا كيفيته أم لم نعلمها. فمعرفة الكيفية ليست مسألة مهمة بالنسبة لنا ، ولكن المهم هو التصديق والتسليم والإيمان. وأن ننزل العقل منزلته ولا نتخطاه فوق حده. ولا نعطيه أكثر من حجمه.

وليس هذا إغفالاً للعقل ولا انتقاصاً من مكانته ، فلم توجد أمة احترمت العقل وأنزلته أعظم المنازل كأمة الإسلام ، والتى كانت حلقة مهمة فى تاريخ البشرية فى شتى العلوم ، ولا أظنك فى حاجة لأن أسوق أدلة على هذا القول.

(واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون)

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

كتبه / من يرجو رحمة الله له ولوالديه ولذريته ولمحاوره ....

أبو جهاد الأنصاري[/FONT][/SIZE]

الحمد لله على نعمة الإسلام 2009-01-16 02:12 AM

رد: شبهات الملاحدة حول عرش الرحمن
 
ردود وافية ، وكلام مقنع ، مفعم بالعلم والأدلة الشرعية والعقلية ، فجزاكم الله خيراً ، ونرجوا أن تزودونا بالمزيد من أمثال هذه الحوارات لأنها تفيد الكثير من الشباب المسلم الذى يتعرض لشبهات الملاحدة ، فتأتى هذه الموضوعات والحوارات لتكون سبب تثبيت لإيمانه.

أبو جهاد الأنصاري 2009-12-08 01:15 AM

يرفع للفائدة ...

مؤمن 2009-12-08 05:04 AM

[SIZE=5]كلامك رائع استاذ ابو جهاد ....... [/SIZE]

أبو جهاد الأنصاري 2009-12-09 04:09 AM

جزاك ربى الجنة ونفع الإسلام بنا وبك ، وثبتنا الله وإياك على الحق وعلى الصراط المستقيم.
آميـــــن.

الغيور على دينه :) 2009-12-09 10:49 PM

جزاك الله خيراً وجعل هذه الكلمات في موازين حسناتك

أبو جهاد الأنصاري 2009-12-10 12:16 AM

[QUOTE=الغيور على دينه :);41897]جزاك الله خيراً وجعل هذه الكلمات في موازين حسناتك[/QUOTE]
سقانا الله وغياك من حوض نبيه :ص: يوم القيامة. آمين.
ونحن سعداء بوجودك معنا فى هذا المنتدى ، مدافعاً عن الإسلام ، حارساً للسنة.
وفقك الله وراك.

عقلاني 2010-02-12 06:26 PM

.

ماذا عن ( وسع كرسيه السموات والأرض ) ! ؟؟؟


.

أبو جهاد الأنصاري 2010-02-14 07:48 AM

[QUOTE=عقلاني;54731].

ماذا عن ( وسع كرسيه السموات والأرض ) ! ؟؟؟


.[/QUOTE]

يبينه قول النبى :ص: ( ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة ).

see 2015-08-23 08:32 AM

بارك الله فيك اخ ابو جهاد


الساعة الآن »10:36 PM.

Powered by vBulletin Copyright ©2000 - 2025 Jelsoft Enterprises Ltd
جميع الحقوق محفوظة - فقط - لأهل السنة والجماعة