وأما عن تقديم كتاب الله في الاحتجاج والاحتكام على السنة المطهرة فهو منهج أقره رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لمعاذ بن جبل رضي الله تعالى عنه ورضيه، حيث قال له عندما بعثه إلى اليمن : :" كَيْفَ تَقْضِي إذَا عَرَضَ لَك قَضَاءٌ ؟ قَالَ : أَقْضِي بِكِتَابِ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ قَالَ : فَبِسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ، قَالَ : فَإِنْ لَمْ تَجِدْ فِي سُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَلَا فِي كِتَابِ اللَّهِ ؟ قَالَ : أَجْتَهِدُ رَأْيِي ، وَلَا آلُو ، فَضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَدْرَهُ ، وَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَفَّقَ رَسُولَ رَسُولِ اللَّهِ لِمَا يُرْضِي رَسُولَ اللَّهِ"،وفي مسند الحافظ الحجة الربيع بن حبيب رحمه الله تعالى عن ابن عباس رضي الله عنه قال: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنكم ستختلفون من بعدي، فما جاءكم عني فاعرضوه على كتاب الله، فما وافقه فعني، وما خالفه فليس عني)،وبغض النظر عن قبولك بالمسند أو عدمه فدونك حديث معاذ وقد رواه أبو داود وغيره،وهو وإن كان ضعيفا إلا أنه صحيح المعنى كما قال ابن الجوزي.
وأما عن قولك : (أولً : أنا لم آت بشئ من عندى بل هى فقط آيات من كتاب الله ، فافهم كلام الله كما شئت فإن الله هو الذى سيحاسبك عليه وليس أنا )فجوابه/ لم تأت من كتاب الله بشيء يثبت حجية فهم السلف البته ،وأما أن تستدل بآيات فضلهم – إذ هم أهل السبق والهجرة والجهاد والنصرة والإيواء وغير ذلك – على حجية فهمهم فهذا ما لا أوافقك عليه،ودون إثبات حجية فهم السلف خرط القتاد..
|