وأما عن الأحاديث التي أوردتها فحديث( خير الناس قرني)يدل على الفضل لا على حجية الفهم كما قلنا،ولو كان قوله عليه السلام:" خير القرون قرني" دال على حجية الفهم لكان قوله من بعد:" ثم الذين يلونهم" دال على حجية فهم التابعين،وقوله بعده:" ثم الذين يلونهم:" دليل على حجية فهم أتباع التابعين،ولا يخفى أن الفرق قد نشأت وتكونت في خلال هذه الفترة فلماذا تناظرون الفرق في منتداكم هذا وقد شهد الحديث على حجية فهم أسلافهم؟! بل روى هذا الحديث أحمد والبزار والطبراني في الكبير والأوسط وفي طرقهم عاصم بن بهدلة وهو حسن الحديث، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح بلفظ:" خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم"وعليه فيلزمكم القول بحجية فهم القرون الأربعة الأولى كلها لا فهم الصحابة وحدهم ولا يقول هذا فاقه،وإنما يدل هذا الحديث على فضلهم لا على حجية فهمهم كما أسلفت لك، لما جاء في تتمة الحديث حيث قال صلى الله عليه وآله وسلم:" ثم يأتي قوم يسبق إيمانهم شهادتهم وشهادتهم إيمانهم" وكذلك حديث الفرقة الناجية،فهو في فضلهم لا في حجية فهمهم،كيف وقد بلغ بهم الحال إلى الاقتتال والتلاعن ،فهم من قتل عثمان وقاتل عليا يوم الجمل وفي صفين وقتلوا عمار بن ياسر، ولعن بعضهم بعضا فهل يقول عاقل أنهم كانوا جميعا يمثلون الإسلام وأنهم كانوا جميعا على هدى من أجل إثبات فكرة ساذجة تسمى حجية فهم السلف؟!! وحديث:" عليكم بسنتي وسنة الخلفاء .." كذلك لادليل فيه البتة وإلا لما عارض الصحابة عثمان حتى قتلوه ولما انقلبوا على علي ولعنوه،فبأي فهم تريد أن تلزم الناس أبفهم عثمان أم بفهم قاتليه ،أبفهم عمار بن ياسر أم بفهم قاتليه،أبفهم علي بن أبي طالب أم بفهم لا عنه على المنابر معاوية أم تريد القول بأنهم جميعا – مع كل ذلك - كانوا على فهم واحد ؟!!!
وكذلك حديث:" أصحابي أمنة لأمتي .."إذ لا دليل فيه على حجية الفهم..
|