أيها المناظر الكريم ثق تمام الثقة أنني أجل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جملة ،وهذا لا يتنافى مع إنكار حجية فهمهم ،وما أطالبك به هو دليل واحد يصرح بحجية فهم الصحابة كصراحة قوله تعالى{وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ} [النساء/13]{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا} [النساء/14]،{وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [الأنفال/1]،{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [الأنفال/13]،{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ }[الأنفال/20] هذه نصوص صريحة واضحة كالشمس في نحر الظهيرة في إلزام الناس بطاعة الله ورسوله ،والتحذير من معصية الله ورسوله،فأين النصوص الملزمة بطاعة السلف من الصحابة وغيرهم؟!! إن الصحابة كغيرهم من ناحية التكاليف الشرعية،فهم ملزمون بطاعة الله ورسوله وليس لهم طاعة مستقلة،وليس لهم أي قداسة،ومع ذلك نثبت لهم من الفضل ما أثبته الله تعالى لهم وأثبته لهم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم دون أن نزايد على ما جاء عنهما وأن نبتدع فكرة الإلزام بفهمهم كما فعل السلفية.
ومن أدل أدلة السنة على ما نقوله من عدم حجية فهم أحد لا السلف ولا غيرهم حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهم ( ما تمسكتم بهما ) كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا على الحوض )أخرجه مالك مرسلا والحاكم مسندا وصححه.فالعاصم من الضلال هو التمسك بالقرآن والسنة وأما فهم السلف فهذا استدراك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو كما قلت بدعة خلفية.
وفي ذلك يقول ابن حبان في كتاب المجروحين(ج 1 / ص 5):" إذ الله- جل وعلا-أمر عباده باتباع سنته، وعند التنازع الرجوع إلى ملته حيث قال:" فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول "، ثم نفى الإيمان عمن لم يحكمه فيما شجر بينهم فقال:{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}،ولم يقل حتى يحكموا فلانا وفلانا فيما شجر بينهم، ولا قال: حرجا مما قضى وفلان، فالحكم بين الله عز وجل وبين خلقه رسوله صلى الله عليه وسلم ((فقط)) "إ.هـ
|