وأما قولك وإذا اختلفنا فى قول الرسول فمن نحكّم؟؟ أنت أم الصحابة؟ فجوابه إن اتفقوا فاتفاقهم إجماع معتبر وإن اختلفوا دل ذلك على أن فهمهم ليس حجة من حجج الشرع ؟!
وأما عن قولك:
يعنى أنت تريد أن تستدل باختلافاتهم من أجل الخروج عليهم؟؟!!
فجوابه: بل أريد أن أثبت أن فهم الصحابة للدين هو أن تعمل عقلك وأن تعلم أنك مكلف من ربك وليس لك أن تكون كالعير تنقاد حيث تقاد،وأن الصحابة تركوا خلفهم ميراثا من الأقوال التي تدل على أنهم لم يقلد بعضهم بعضا وإنما اجتهدوا في فهم الشريعة {فبهداهم اقتده}.
ومن أين حققوا الأفضلية؟؟ أليس بالفهم الصحيح للدين؟ والعمل الصائب له؟ فإن العمل لا يقبل غلا إذا كان صوابا، ولا يصيب المرء إلا بفهم صحيح!
بل حققوا الأفضلية بصدق الاتباع للبي صلى الله عليه وآله وسلم والبذل والتضحية في سبيل الله تعالى ثم بإدراكهم لضرورة إعمال الأفهام في معرفة مقاصد شرع ذي الجلال والإكرام فاجتهد كل وسعه وعمل بما أداه إليه اجتهاده فحازوا الفضل الذي حازوه،وبهذه المنهجية نكون قد اقتفينا آثارهم وأخذنا بنهجهم وإن اختلفنا كما اختلفوا..
وأما قولك طيب بما أنك وصلت لشرح الطحاوية فلماذا ذهلت عن قول الطحاوى : ( وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر لا يُذكرون إلا بالجميل ومن ذكرهم بوء فهم فهو على غير السبيل ) اهـ من الطحاوية
تأمل قوله : ( أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر )!!!!
وجاء فى شرح هذه لابن أبى العز الحنفى : " قال تعالى : ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصاً الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم فى ظلمات البر والبحر " اهـ من شرح الطحاوية لابن أبى العز الحنفى.
فما رأيك يا عزيزى؟؟!!!
عساك ترجع وتشكك فى الطحاوية ومؤلفها وشارحها!!
جوابه// أن هذا الكلام لا يسمن ولا يغني من جوع ،وذلك أولا: لأن كتاب شرح الطحاوية جاء ذكره كمصدر لما أوردته هناك من حجة عليك بأن الصحابة اختلفوا في تفسير آيات من كتاب الله تعالى مما يدل على تباين أفهامهم واختلاف أنظارهم وهذا يبطل دعوى حجية فهمهم.
وثانيا: إن ما حبرته أنت هنا لا علاقة له بموضوع حجية فهم الصحابة،وذلك لأن الكلام الذي أوردته إنما هو في بيان شأن أهل العلم سلفا وخلفا وحرمتهم بدليل قوله(وعلماء السلف من السابقين ومن بعدهم من التابعين أهل الخير والأثر وأهل الفقه والنظر)وقوله(فيجب على كل مسلم بعد موالاة الله ورسوله موالاة المؤمنين كما نطق به القرآن خصوصاً الذين هم ورثة الأنبياء الذين جعلهم الله بمنزلة النجوم يهتدى بهم فى ظلمات البر والبحر) وورثة الأنبياء هم العلماء فما مرادك من هذا النقل الذي أوردته هنا؟!! ولو سلمنا أن المؤلف يحتج بفهم السلف فهل هو نازل من السماء؟!
|