وأما قولك(ورغم هذا فأنا لم أضجر من طريقتك الطفولية فى الحوار. لعل وعسى.
أنت قلت بنص كلامك أن هذا الربيع ( حجة ) ثم لما حصرتك وضيقت عليك الخناق ، حيث أنك رفضت فهم أصحاب النبى والسلف ، إذا بك تراوغ الآن وتقول : لا أنا ما قصدت الربيع بنفسه بل قصدت ما نقله الربيع!!!) أقول لجنابك المكرم لقد وضع علماء مصطلح الحديث لتعديل الرواة مراتب وجعلوا لكل مرتبة وصفا ولكل وصف لقبا،وجعلوا أعلى مراتب التعديل وصف الراوي بأنه حجة أي يحتج بحديثه،وهذا ليس ارتجالا من عندي بل هو ما نص عليه أئمة المصطلح والذين منهم الحافظ ابن الصلاح الذي نص على ذلك نصا صريحا في مقدمته حيث قال( ص 23):" أما ألفاظ التعديل فعلى المراتب
الأولى: قال ابن أبي حاتم: إذا قيل للواحد إنه " ثقة، أو: متقن " فهو ممن يحتج بحديثه.
قلت: وكذا إذا قيل " ثبت: أو: حجة " . وكذا إذا قيل في العدل أنه " حافظ، أو: ضابط. والله أعلم"إ.هـ
ونقل عن الخطيب البغدادي قوله:" أرفع العبارات في أحوال الرواة أن يقال " حجة، أو: ثقة "إ.هـ أنظر المقدمة ص24.
وأما عن ثبوت شخصية الربيع أو عدمها فأولا هذا ليس بحثنا وصهيب أجيب عن أسئلته بما لم يجب عنه بشيء،وثانيا المذهب لم يقم على رجل يتلاشى بتلاشيه ويعدم بعدمه بل هو مذهب قام على أصول ومعتقدات رصينه لا يبليها الدهر.
وأما فولك(وأتحول بمسار المناظرة إلى وضع آخر غير موضوع ، الرؤية) جوابه/ ما هذا الهروب الصارخ عن الرد على إيرادات أهل الحق عليك يا أنصاري ؟ هل عجزت عن إقامة دليل صريح على رؤية الأبصار لربها القهار في دار القرار؟! موضوعنا هو الرؤية وعليك مواصلة المناظرة أو التسليم لحجة الحق لننتهي.
وأما عن قولك (ولكن فى الجملة أنت عندما ترفض فهم السلف فهذا يعنى أنك ترفض الفهم والنص الذى قام عليه هذا الفهم) جوابه من أين جئت بهذا الإلزام الغريب العجيب المريب ومن قال من أئمة السلف والخلف بقالتك العوجاء العرجاء هذه؟! فمنهج الصحابة رضي الله عنهم – والذين تحاول إلزامي بفهمهم – أنهم كانوا يردون فهم بعضهم لبعض أحاديثه صلى الله عليه وآله وسلم،ومن ذلك أن عمر رضي الله عنه وكذلك ابنه عبدالله كانا يفهمان حديث" إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه " بأن بكاء الأحياء على الأموات عذاب لهم،فخالفتهما في الفهم عائشة رضي الله عنها إذ عرضت فهمهما على قوله تعالى{ولا تزر وازرة وزر أخرى}، وكان عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمي بالحجارة ويحثي بالتراب.
ومن ذلك أيضا مايرويه البخاري ومسلم في رضاع الكبير – وهو صحيح عندكم لا عندنا- إذ فهمت أمهات المؤمنين – كما تزعم الرواية- أن هذه الرخصة خاصة بزوج أبي حذيفة وفهمت عائشة أن الرخصة عامة.
فمن أين أتيت أنت بقاعدة رد فهم الراوي رد للمروي؟!!
|