وقولك من بعد (لأنك لو زعمت أن فهم السلف منفصل عن النص الذى بلغهم ، فإنك بهذ تقول أنهم كذبوا ، بل تعمدوا الكذب على الله ورسوله) الجواب/ بإمكانك قول هذا لو قلت أنا أن النبي لم يقل ماقالوه أو افتروا على النبي مالم يقله وأما أن أقول بجواز أن يفهم الصحابي حديث رسول الله بل كلام الله فهما خاطئا فهذا لا تلازم بينه وبين التكذيب الذي تشنشن عليه هنا،فالواقع أن من الصحابة من ساء فهمه لبعض الآيات كقوله تعالى{ الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} وتقدم قبل قليل أن منهم من ساء فهمه لبعض الأحاديث فهل كانت عائشة تكذب عمر وابنه وهل كانت تكذب نساء النبي في الرضاع أو يكذبنها؟! وعليه فكلامك فيه شيء من الغرابة الشديدة.
وقولك( فهل يظن عاقل أن الصحابة والتابعين تلاميذهم ، سيصلهم شئ ن رسول الله ثم يقولون بفهم مخالف لما بلغهم عن رسول الله ؟؟؟!!
هل أنت تقول بهذا؟؟ تقول أن فهمهم قد خالف نقلهم؟؟) الجواب / نعم أقول بجواز أن يخالف فهمهم نقلهم كما برهنت عليه وأثبته لك،ولا يلزم من ذلك تكذيبا كما قلت بل هذا راجع لعدم عصمتهم من الخطأ والذهول وسوء الفهم،ومما يدل عليه قول ابن مسعود رضي الله عنه في مسألة المفوضة( فإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان ) فثبت احتمال الخطأ عنهم بمنطوقهم،ولذلك قال صاحب كشف الأسرار في(ج 6 / ص 91):" وَإِذَا كَانَ قَوْلُ الصَّحَابِيِّ مُحْتَمِلًا لِلْخَطَأِ لَمْ يَجُزْ لِمُجْتَهِدٍ آخَرَ تَقْلِيدُ مِثْلِهِ أَيْ تَقْلِيدُ مِثْلِ الصَّحَابِيِّ وَتَرْكُ الْقِيَاسِ الَّذِي هُوَ حُجَّةٌ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِقَوْلِهِ"إ.هـ
|