الحمدلله .. وبعد أخان المكرم حامل المسك،أرجو أن تعلم تمام العلم أن الإباضية هم فرسان المناظرة وأئمة الجدل ولا يتهيبون إطلاقا من مناظرة أي مخالف لهم،وما ذلك إلا لثقتهم ويقينهم بمبادئهم وعقيدتهم،ولأن الحق عندهم أحق أن يتبع ولا يضيرهم إن أجراه الله على لسان أي أحد من عباده موافقا كان أو مفارقا،غير الذي يؤذيهم أن يوصفوا بما هم منه براء،ومن ذلك وصفك لنا- إيماء- بالهروب من مناظرتك وذلك في مشاركة لك في موضوع مناظرتي مع أبي جهاد ولست أدري من تعد نفسك حتى نهرب منك،فأنت ما أنت إلا أحد رجلين إما حامل حق نحن أولى به – كما في حديث:" نحن أولى بموسى منهم – "- أو حامل باطل،والباطل { كان زهوقا}،بيد أن الذي يمنعني من مناظرتك الآن هو أنني لا زلت في انتظار مواصلة شيخكم المناظر المحجاج أبي جهاد ليرد على ما أوردته عليه بناء على وعده – أو توعده – بذلك،فإن احتج علينا بالمناظرة الصوتية التي دعانا إليها أجبناه بأننا لسنا ملزمين بمناظرته صوتيا لأننا لم نتفق وإياه مسبقا على ذلك،وأما هو فملزم بمواصلة المناظرة أو إقراره بالعجز عن الرد على أدلتنا وإيراداتنا وذلك لأنه وافق على المناظرة ابتداء،وعلى هذا فإنه لا خيار له سوى المواصلة أو إعلان الانهزام وإذعانه للحق،وأود أن أقول له بأنه مطالب بالرد على جميع الإيرادات دون أي انتقاء،وليصنع معي كما أصنع معه إذ أرد على كلامه وشبهه شبة شبهة وجملة جملة،بينما يرد هو ردودا مجملة منتقاة..
فإن أبى الشيخ المناظر الكبير أن يواصل المناظرة فذاك دليل انهزامه وإن أعلن ذلك فهو خير له وإن استمر فمناظرتك – يا حامل المسك – مرجاة إلى أن أنتهي من شيخكم،ولك أن تتفق معه على أن تواصل نيابة عنه على أن ترد على كل ما أوردناه ..
أجب فضلا..
|