الحمد لله :
قولك :
أفهم من مالون بالأحمرمايلي :
1: أن كل نص ظاهر المعنى لا يلزم الرجوع فيه إلى السنة .
2: أن فهم الصحابة ومن عايش التنزيل وسأل النبي صلى الله عليه وسلم واستفسر ليس بالضرورة أن يكون صحيحا.
هل فهمي صحيح.
جوابه/
ج1/ لا بل افهم أن كل نص قطعي في دلالته إن جاء مثبتا أو نافيا أو مخبرا وغير ذلك فإنه ما أثبته أو نفاه أو أخبر عنه لا يحتاج إلى إثبات من أي جهة أخرى ولهذا كان قطعي الدلالة.
ج2/ إجماع الصحابة على أمر حجة قاطعة،ورواية الراوي منهم عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صادقة ولكنها ليس حجة حتى يثبت تواترها وأما فهم أفرادهم للنصوص فليست حجة من حجج الشرع لأنهم يفهمون النصوص باجتهاد قد يصيب ويخطيء إلا إن كنت تعتقد عصمتهم.
وقولك:
أفهم من مما لون بالأزرق مايلي:
1: أن السنة ليست دليلا .
2: أن تفسيرالسنة للقرآن يعتريه النقص .
فهل فهمي صحيح ؟
جوابه/
ج1/ بل افهم أن السنة هي المصدر ( الثاني)من مصادر التشريع ،وأن دلالة القرآن تستغني عن شرحها في الكثير من الأمور،فمثلا إثبات الجنة والنار لا نحتاج في إثباتهما إلى السنة لأنهما ثبتا بالنص القرآني القاطع،وهذا النوع من النصوص القاطعة هو ما أطالبك به في قضية حوارنا (( نص يستغني بدلالته عن تفسير السنة )) وليس هذا إنكار لحجية السنة ،فقل يوجد أو لا يوجد.
ج2/ بل افهم الدليل القطعي لا يحتاج إلى مفسر لا من السنة ولا من غيرها وغير القطعي فأحسن ما يفسر به هو القرآن نفسه كما نص على ذلك الزركشي في البرهان وغيره،وما ذلك إلا لأن القرآن في غنى عن السنة إلا في مواضع،ومن أدل الأدلة على ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يفسر القرآن كله لأمته،فلو كان القرآن لا يستغني عن تفسير السنة لأمر الله نبيه بتفسير كل القرآن لعدم استغناء القرآن بدلائله عن المفسر.وهذا ما لا يقوله إلا من وافق القائل( لا خير في قرآن بلا سنة ولا خير في سنة بلا فهم السلف) وحاشاك عن ذلك.
وأما قولك:
أفهم ممالون بالأحمر مايلي:
1: أن حجية فهم السلف محل نظر.
2: أن إيضاح السنة قد يكون كذلك .
3: أنك في تفسيرك للقرآن لا تستخدم فهمك وإنما تكتفي بتفسيرالألفاظ حسب ماتقتضيه اللغة العربية.
فهل فهمي صحيح
ج1/ قلت لك بأن فهم السلف ليس من حجج الشرع لعدم وجود الدليل على حجية فهمهم،وما فهمهم إلا اجتهاد والاجتهاد في فهم النص يصيب ويخطيء ومن جاز خطؤه فكيف يلزم الناس بفهمه؟!
ج2/ السنة حجة من حجج الشرع بنص القرآن،ولكن لا يدل ذلك على عدم استغناء القرآن عنها (( مطلقا ))،وما نطالبكم به هو:
هل تتفقون معنا أن في القرآن آيات تستغني بدلالتها عن شرح السنة؟
إن قلتم نعم،فهل عنكم دليل يستغني بدلالته عن تفسير السنة في موضوع الحوار؟
ج3/ الدليل القرآني القاطع يفرض على الفهم معناه ولا يختلق الفهم معنى زائدا على ما دل عليه النص القطعي،ولهذا كان النص القطعي قاطعا السبيل أمام العقل للاجتهاد في فهمه أو الاستعانة بغيره عليه كـ{ قل هو الله أحد}{ لم يلد ولم يولد}ونحوها.
وقولك:
هل ترى أن هذا دليل يكفي لترك الإحتجاج بالصحيح من السنة .
ثم هل من الإنصاف أن نأخذ بها مرة ومرة لا .
ثم هل أنت تستغني عنها في أهم ركن من أركان دينك بعد الشهادتين
وهو الصلاة حتى أستغني عنها هنا.
جوابه/
أولا: الصحيح من السنة فقط ليس حجة في باب العقائد،فأنت تعلم أن التصحيح والتضعيف أمر ظني ( اجتهادي ) والعقائد لا تبني على الظنون والتخمينات،بل لا بد من التواتر.
ثانيا: نحن لم ننكر كما تقدم حجية السنة ولكننا نجزم أن السنة قد تلاعبت بها الأيدي الآثمة متنا ومعنى،ولذا فأنا أطالبك – كما تقدم – بالدليل القطعي من كتاب الله الذي حرسه الله تعالى من عبث العابثين لتثبت به حجتك فلم نكرر الكلام حول هذا الموضوع،فوالله لو طالبتني بما أطالبك به فلن تراني مترددا في الجواب بوجود النص القطعي أو نفيه. فبما أنه ثبت لديك أنني أثبت حجية السنة فنحصر الاستدلال حاليا في القرآن فإن كانت أدلتك لا تستغني عن السنة فقلها صراحة بأنه لا يوجد نص قطعي من القرآن على هذه العقيدة ولن يضيرك ذلك شيئا خصوصا وأنك ترى – فيما يبدو – أنه لا فرق بين القرآن السنة في قوة الدليل.
وأما قولك هل من الإنصاف أن نأخذ بها..إلخ فهو دليل على عدم إنكارنا لحجية السنة،ولكننا نقول بأن النص القرآني القطعي مستغن عن السنة.فهل توافقني على ذلك أم لا ؟
وأما قولك هل أنت تستغني عنها في أهم ركن..إلخ فلك أن توجه لي هذا السؤال لو قلت لك بإنكار السنة أصلا،ومع ذلك أقول لك بأن الحكم بوجوب الصلاة أستغني بأخذه من القرآن عن السنة وإنما أحتاج إلى السنة في بيان الصلاة وشرحها.
وأما قولك:
ألا ترى أن العام قبل التخصيص قطعي الدلالة مالم يقيد بشرط ؟
فجوابه/ تنازع فحول الأصول في دلالة العام على كل فرد من أفراده أظنية هي أم قطعية وعلى ظنيته جمهورهم.
وقولك:
أما الأمثلة فهي كما يلي:
قال تعالى : {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم}
وقال تعالى : {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}
الجواب/ هاتان آيتان عامتان والعام لا يوصف بالقطعي ونظيره قولك(الشيعة كفار)فهو كلام عام لا يشمل كل فرد منهم،وعليه فأنت لا زلت مطالبا بدليلين(قطعيين ثبوتا ودلالة ) متعارضين.
وقولك:
س: هل يعقل أن نحتاج فنتحاكم إلى العقل في حين أراك تطالب بالإستغناء عن السنة .
س : أي عقل هذا الذي سنأخذ به على فرض أن حجية فهم وعقل الصحابي فيه نظر.
س: ماهي الحاجة إلى تفسير المشيئة من حيث المعنى .
س : هل كلمة شاء يشاء . غيرمعروفة في قواميس اللغة العربية.
ج1/ لا داعي للعجلة في قراءة الكلام فنحن معا حتى العام القادم بحول الله قلت لك (عقلي أو نقلي )والنقل – ياسيدي الكريم- يشمل القرآن والسنة،وعليه فوجه اعتراضي على حجتك افتقارها إلى المفسر الخارجي وهو ماينفي عنها صفة القطع الذي اشترطته عليك في هذه المناظرة فافهم.
ج2/ أنا ما دعوتك حتى الآن لغير الأخذ بالحجة القرآنية القطعية وهي التي تفرض معناها على الفهم فرضا.
ج3/ الداعي لتفسير المشيئة أن القرآن يؤخذ كله لكله و لاتنتزع آية من سباقها ولحاقها وسياقها ومن الآيات والسور التي تدور في فلكها لنبني عليها معتقدا،بل لا بد من النظر في كل ذلك لنخرج بفهم صحيح صونا لكلام الله تعالى وأحكامه من كل مثلبة.
ج4: المشيئة معروفة لغة ولكنها مبهمة في هذا السياق، ولو كان المقصود ظاهر الخطاب – أي أن كل ماسوى الشرك مغفور – لما كان هناك من داع لأن يأمر الله عباده بالتوبة مع أنهم لم يشركوا وذلك لأنه وعدهم هنا بالمغفرة دون أن يشترط التوبة فأي معنى،فكيف يعدهم بالمغفرة دون أن يشترط عليهم التوبة ثم يأمرهم بالتوبة في مواضع أخرى بل يتوعدهم بعذابه إن لم يتوبوا؟!! ومن ذلك قوله تعالى{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ }[الزمر/53-55] بل صرح الله تعالى تصريحا بأن تكفير السيئات ليس إلا بالتوبة إليه حيث قال{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ} [التحريم/8]وقال سبحانه{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآَمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الفرقان/68-70]
وقولك:
لا شيء يخرجهم منها بالطبع لكن وجد في آيات عدة ومنها الآية السابقة .
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
جوابه/ بما أنهم دخلوا فيها -باعترافك-بالنص القاطع فلا يخرجهم عن حكمهم إلا النص القاطع وقد تقدم أن النص القطعي هو ما استغنى بظاهره عن أي مفسر غيره فهاته إن وجد،وأما هذه الآية فقد تقدم ما فيها.
وقولك:
ثم إنهم خرجوا بالأدلة الكثيرة من السنة الصحيحة ولا أعتقد أن مثلك يجهلها إلا أن تقول أنا في استغناء عن السنة إطلاقا
تقدم الجواب عن حجية السنة عندنا فهل من حجة قرآنية عندكم قاطعة – تفرض معناها على الفهم كما قدمنا – دون احتياج إلى مفسر من السنة؟! أم جف ينبوع القرآن عن أن يمد عقيدتكم بمدده؟
وقولك:
وهل ترى أن هذا عجز إنه ليس كذلك عزيزي لما يأتي :
فلاحظ أنك تحتاج إلى .
* الإجماع على موجبات التأويل ولن تأخذه إلا من أقوال العلماء إن وجدته مما جعل الأخذ بالسنة أولى .
* الإجماع على معنى التأويل ونفس التعليق أعلاه .
* الإجماع على الأخذ بالتأويل ولن تجده إلا ببتتبع أقوال الرجال مما يجعل الأخذ بالسنة أولى لأن ماتذرعت به في السنة على أقوالهم من باب أولى .
* الإجماع على تعريف المحكم والمتشابه ونفس التعليق أعلاه .
*الإجماع على الأخذ بالعقل في معارضة النصوص ونفس التعليق أعلاه .
* الإستغناء عن السنة فيما هو أهم من ذلك لأنه عين العدل ولا أعتقد أنك تستطيع .
فمتى استغنيت عن هذه في حواراتك كلها ووقعت التعهد على عدم اللجوء إلىأي منها أووقع بعدك مباشرة على الإستغناء عن السنة هنا وشكرا
جوابه/
أما في الحوارات العقائدية فإنني أحاور بالقرآن فإن عدم الدليل القرآني القطعي دلالة – وهو محال – استعنت بتفسير السنة ومن ذلك مسألة عذاب القبر،فالنصوص القرآنية فيها ليست قطعية ولهذا احتجنا للاستعانة بأدلة السنة فهل مسألة خلود أهل الكبائر كمسألة عذاب القبر عندكم؟
وأراك تصر على إلاستعانة بالسنة في الاحتجاج لهذه القضية فإما أن تقول بأن آيات القرآن غير كافية أو قل هي كافيه وهاتها.
وأبشرك أن أدلة السنة والعقل معنا ولكن نرجيها لحينها فهات أو يبدأ دوري في الأسئلة..
|