الحمدلله/
قولك:
وهل ترى أن قطعي الدلالة ثبت على تعريف واحد فقط ولا يقبل ذلك نزاعا
جوابه/
طلبت مني تعريف المحكم باختصار فكان هذا هو المختار عندي مع أنها كلها جيدة إذ مؤداها أن المحكم هو النص المفسر لنفسه ووضحت دلالته ،فإن كان لديك غير هذا فهاته.
وبما أن الإجمال ساء فهمه فإليك منهجنا الرصين في التعامل مع آيات الكتاب المبين،نقول:
لقد قسم الله تعالى آيات كتابه إلى محكم ومتشابه،أما المتشابه فهو ما خفيت دلالته،والمحكم ما وضحت دلالته.
ولخفاء الدلالة سببان: إجمال في اللفظ أو إيهام تشبيه الله تعالى بخلقه،أما الإجمال فيتوقف فهمه على ما يكون بيانا لإجماله،هما العقل والنقل.
فالعقلي: ما اتضح به المراد بنور العقل مما أجملته الآيات،وغالب ذلك في الآيات المتعلقة بالتوحيد والإيمان نحو قوله تعالى{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آَلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا }[الأنبياء/22]،فإن وضوح المراد من الفساد المشار إليه إنما يكون ببصيرة العقل،والنقلي قد يكون نصا قرآنيا أو حديثا نبويا وقد يكون إجماعا من الأمة،إذ الإجماع لا بد من أن يكون مستندا إلى نص شرعي،وهذا النوع هو الغالب فيما اشتملت عليه مجملات الكتاب من الأحكام الشرعية ويختلف في دلالته باختلاف قوته متنا ودلالة،فما كان نصيا وكان متواترا فبيانه قطعي،وماكان ظاهرا أو آحاديا فبيانه ظني.
وأما ماكان خفاء دلالته بسبب إيهام ظاهره لتشبيه الله تعالى بخلقه فإنه يعول في فهمه على الآيات المحكمات القاضية بانتفاء التشبيه ووجوب رد هذه المتشابهات إلى المحكمات{ هن أم الكتاب} فإن المراد بكونها أما أنها الأصل الذي يرد إليه ما عداه،وهذا القسم هو الذي يعد مزلقة الأقدام ومزلة الأفهام،فإن الذين في قلوبوهم زيغ يتشبثون بالمتشابهات ويعرضون عن المحكمات،لذلك لا يبالون أن يصفوا الله تعالى بالنقائص " هذا مجمل القول في تعاملنا مع المحكم والمتشابه حتى لا يزل فهمك فيه فتظن فينا غير الحق..
وأما قولك:
أفهم من هذا مايلي:
1: أن إجماع الصحابة على أمرحجة ومعنى هذا أن المسألة فيها خلاف بينهم.
2: أن رواية الواحد منهم ليست حجة حتى يثبت تواترها ومعنى ذلك أن الأحاديث التي رويت في هذه المسألة لا تفي بالغرض .
3: أن فهمهم ليس بحجة درئا للوقوع في الخطئ وسبحان الله إن كان هذا يجعل الأخذ بقولهم ليس بحجة ففي غيرهم آكد ..
وعلى هذا أقول :
أولا :إن الذي يناظرك لأقل شئنا من أن يحرر الخلاف بين الصحابة رضوان الله عليهم فضلا عن أن يعارض إجماعهم ومعنى قولك هذا أن مسألة الخلود فيها خلاف بينهم
فعللك توافينا بقول القائل منهم بخلود أهل المعاصي بارك الله فيك مشكورا .
ثانيا: إذا كانت رواية الراوي عن النبي صلى الله عليه وسلم ليست حجة فمن باب أولى اجتهاد العالم الذي عللت بترك حجية مابني عليه في الصحابة وهم أفضل الخلف بعد النبي صلى الله عليه وسلم وعايشوا التنزيل واستفسروا على ما أشكل عليهم .
ثالثا: أنك تقول مالم يثت تواترها فهل ومعنى ذلك أن الأحاديث التي وردت في هذه المسألة لم تصل حد التواتر فهل هذا صحيح .
رابعا : أن القول بعدم حجية فهم الصحابة يقودنا إلى أمور:
1: أن ذلك فيه رفع شأن أنفسنا وفهمنا لكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فتصبح المسألة اجتهادية بحته .
2:أن هذا يلزمنا بالقول بعدم حجية من سواهم لأن ماينطبق على اجتهادهم ينطبق على اجتهاد غيرهم أضعافه.
3: ترك ما اجتهد فيه الصحابة من مسائل واستبدالها بما نراه من اجتهادات
ج1/ كلامي عن منهجنا في التعامل مع آراء الصحابة واجتهاداتهم جملة،وأما هذه المسألة فنص القرآن فيها نصا قطعيا لا يحتمل غير ظاهره البتة وكل ما خالفه يضرب به عرض الحائط ما لم يحتمل تأويلا موافقا للنص القرآني القطعي،وهو قوله تعالى { وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا} [الجن/23]،وقول الله لا يختلف ولا يتخلف{مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [ق/29]،وبناء عليه أجبني:
هل توعد الله بتخليد العصاة في النار وهو يريد إنفاذ ذلك فيهم أم توعدهم به ترهيبا فقط؟ أجب.
ج2/ قول آحادهم ليس حجة من حجج الشرع هذا هو الأصل ،وعلى مدعي خلافه إقامة الدليل عليه{ قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين}،وأما آراؤهم في هذه المسألة ورواياتهم فهي إما أن توافق القطعي المتقدم وإما أن تخالفه،فإن وافقته فمقبولة وإلا فمردودة ونجزم باختلاقها عليهم وإن صحت بها الأسانيد ،فالتصحيح ظني لا يتعمد عليه في باب العقائد.
ج3/ قلنا أن مسألتنا هذه نص عليها النص القطعي ثبوتا ودلالة،وعليك إقامة الدليل المخالف لهذا النص،مع العلم أنكم تشبثون بالظاهر دائما ثم تحيدون عنه هنا ،فإن كنت تتشبث بلفظة المشيئة هناك على إخراج العصاة من العذاب،فنحن نحتج بالنص القطعي الدال دلالة واضحة على أن العصاة لا خروج لهم من النار{ خالدين فيها أبدا} {ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ}[الممتحنة/10]،وإني سائلك:
ما الذي تفهمه من ظاهر الآية الكريمة {وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا}[الجن/23]؟
وأما عن مطالبتك لنا بأقوال الصحابة في تخليد العصاة في النار فجوابه: نحن لم نحتج لأقوال الصحابة أصلا حتى نلجأ إليها فلدينا أدلة القرآن الصريحة الواضحة التي لا نقبل بها بديلا،فلم الفرار عن النص القطعي الظاهر هنا ولجوئكم إلى أقوال الصحابة،ألستم من يأخذ بالظاهر ويرفض التأويل؟
وأما عن تواتر الأحاديث فقد تقدم أن هذا هو منهجنا ومنهج جمهور الأمة إلا السلفية في التعامل مع أدلة العقيدة،وأما في هذه القضية فإنني لم أورد دليلا واحدا من السنة أصلا وذلك لعدم الحاجة إليه فالنص القرآني القطعي مستغن بظهوره عن أن يفسر{خالدين فيها أبدا}.
وأما عن مقارنتك ما بين حجية الرواية ورأي الصحابي واجتهادات العلماء فجوابه/ اجتهاد العلماء ليست حجة صحابة كانوا أو غيرهم،والرواية الآحادية ليست حجة في العقيدة،فأرجو أن تجيبني بكل وضوح:
هل أعوزتك الآيات القطعية حتى تلجأ إلى آحاد الروايات وآراء الصحابة؟ إنني لا أما نع من أن أناقشك في هذين الأمرين ولكن قلها صريحة بأنه لا يوجد نص قطعي ينص على إخرج العصاة من النار بعد دخولهم فيها،فإن كنت تزعم خلاف ذلك:
فهات لنا نصا قرآنيا قطعيا ينص على إخراج العصاة من النار بعد دخولهم فيها؟
أكرر :
هات لنا نصا قرآنيا قطعيا ينص على إخراج العصاة من النار بعد دخولهم فيها؟
وما بعد ذلك من إيرادات حول حجية فهم الصحابة لا فائدة منها في قليل ولا كثير،فإن كنت مصرا فأثبت لي بالدليل القطعي أن فهم الصحابة حجة من حجج الشرع.
أكرر:
فأثبت لي بالدليل القطعي أن فهم الصحابة حجة من حجج الشرع.
وقولك:
أنك إذتتمسك بـ "دليل محكم قطعي الدلالة صارف " في القرآنتحتاج إلى :
* تعريف مجمع عليه لمنعى المحكم لا يقبل نزاع ولا أظنك ستجد .
* تعريف مجمع عليه لمعنى قطعي الدلالة ولا أعتقد أنك تنكرمافي ذلك من الخلاف وكلهسائغ .
* تعريف مجمع عليه لمعنى الصارف وهذا .
* تعريف مجمع عليه لكيفيةالصارف .
* تعريف مجمع عليه لمتى يكون صارفا ومتى يكون لا .
الثاني : أن هذه التعاريف لن تجد الإجماع عليها أبدا عند العلماءأصوليين كانوا أولغويين أو غيرهم .
الثالث : أنك إن وجدتالإجماع عليها وهذا مالا يتأتي إلا أن هذا الإجماع لا يعدوكونه اجتهاد وتتبع لأقوالالرجال وأساليبهم .
الرابع : أن الأخذ بالسنة الصحيحةأولى من هذا كله فإذا لم يكن التصحيح فيها حجة فحجية أقوال الرجال فيما عداها منباب أولى .
جوابه:
خلافهم في تعريف المحكم لفظي فقط،وإلا فهم مجمعون على أن المحكم ما دل لفظه على معناه،ودليل هذا الإجماع أن الله تعالى جعلها أما للكتاب وأصلا له ومرجعا حيث قال{ آيات محكمات هن أم الكتاب}،ولن تكون بهذا الشأن لولا ظهور معناها.
فإذا تقرر ذلك فدعك من كل هذه الديباجة التي طرزتها هنا وهات لنا دليلا قطعيا ينص على إخراج العصاة من النار بعد خروجهم منها..
وأود أن أفهم معنى عبارتك الأخيرة هنا وهي (قولك الأخذ بالسنة الصحيحة أولى من هذا كله) هل تعني أن الأخذ بالسنة الصحيحة مقدم على الأخذ بالآي المحكم؟!!!!
وقولك:
لكنك تكون شديد الحاجة إلى الوقوف على تعريف واحد لمعنى قطعي الدلالة .
ولن تجده إلا في تتبع أقوال الرجال مماجعل الأخذ بالسنة أولى من ذلك كله .
فما تراه أنت غيرمحكم قطعي الدلالة ومعك الدليل من أقوال العلماء.
أراه أنا محكم قطعي الدلالة ومعي الدليل من أقوالهم أيضا .
جوبه كسايقه
وقولك:
إذا أسقط بهذا حجية فهم غيرهم لأن ذلك من باب أول فكل مايحتمل في اجتهادهم من الخطأ تحتمل أضعافه في اجتهاد غيرهم إلا أن تكون المسألة مسألة عصبية لأقوالنا بغض النظرعن الحق .
ثم هل ترى أن العلماء غيرالصحابة لا يجوز خطؤهم في الفهم حتى يلز م الأخذ به.
جوابه/
وأين قلت أنا بحجية فهمهم أو حجية فهم غيرهم..
وعموما دع البحث في حجية فهم الصحابة حتى تقر بانعدام الدليل القطعي من القرآن في قضية مناظرتنا هذه.
وقولك:
نعم موجودة كثيرة ولكن لا حظ أن تقييم ذلك يرجع إلي وإليك وإلى فهمي وفهمك .
وقد نختلف في تقييمه فقد أورد لك آية محكمة مستغنية عن شرح السنة في نظري .
فتقول لا هذه الآية محتاجة وغيرمحكمة ووو.
والنتيجة أن تقييم ذلك يختلف من عالم لآخر وعليه فالمرجع في تقييمه تقييما صحيحا أيضا السنة .
جوابه/ سأيسر لك الأمر تيسيرا قوله تعالى{لا تأخذه سنة ولا نوم} آية محكمة قطعية تفرض معناها على الفهم دون عناء منه ولا جدال بين أمة الإسلام في معناها،فهل لديكم آية بقوة هذه الآية في الدلالة على أن العصاة سيخرجون من النار بعد دخولهم فيها؟
أكرر:
هل لديكم آية بقوة هذه الآية في الدلالة على أن العصاة سيخرجون من النار بعد دخولهم فيها؟
وقولك:
نعم أخي الكريم لكن ليس كل ما لا تراه محكما يستغني بدلالته عن تفسيرالسنة كذلك والعكس بالعكس.
فتقييم ذلك يرجع فيه إلى الإجتهاد وهو مظنة الخطئ كما أسلفت أنت .
جوابه/
كالذي قبله.
قولك:
هل هناك غيرالجنة والنارجزاء في الآخرة .
قال الله تعالى : { فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره}
من هذه الآية نأخذ أن من عمل مثقال الذرة من الخير يره ويجازى به .
فماهو هذا الجزاء إن لم يكن الجنة ؟
لكن في المقابل نجد أن الناس أيضا سيردون الناركلهم برهم وفاجرهم .
قال تعالى : { وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا }
من هذه الآية نأخذ أننا أنا وأنت سنرد النارحتما بغض النظرأذنبنا لم نذنب والمعنى في هذا واضح قطعي الدلالة ولا يحتاج إلى تفسيرسنة عندي .
جوابه/
أين التنصيص في هاتين الآيتين على إخراج العصاة من النار بعد دخولهم فيها؟!!،ومع ذلك فسأشاكلك في فهم الآية الأولى قائلا لك،ومن هذه الآية نأخذ أن من عمل مثقال الذرة من الشر يره ويجازى به،فما هو هذا الجزاء إن لم يكن النار؟فإن كنت تعتقد بناء على قولك أن من عمل مثقال الذرة من الخير من أهل النار سيدخل الجنة فلغيرك أن يعتقد كذلك أن من عمل مثقال الذرة من الشر من أهل الجنة سيدخل النار..
وأما الورود فهل تأخذ منه دليلا قطعيا على دخول كل الناس النار ثم خروجهم منها ضاربا بكل الآيات الناصة على أن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ونحوها عرض الحائط؟
ومع هذا فلدي أجوبة أخرى أثلج بها صدرك الكريم الواسع ولكن سأرجيها لوقتها،فدعنا أولا في أصرح دليل قرآني على خروج من دخل النار من العصاة بعد دخولهم فيها.
وأما قولك:
قوله تعالى :{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك باللهفقد افترى إثما عظيما}
من هذه الآية نأخذ أن الله يغفرماسوى الشرك لمن يشاءومشيئته المبهمة لا تنفي إحكام الآية وقطعي دلالتها لأننا نجهل مشئية الله وحكمه فيكثيرمن شؤو ن الحياة .
فمثلا :
* ماهي مشيئة الله وحكمته في أمرالناسبعبادته وحده هل هو في حاجة إلى عبادتهم مثلا .
* ماهي حكمته ومشيئته في خلقناأساسا هل هو بحاجة إلينا أيضا .
فما أحوجنا إلى التمسك بظاهرالكتاب والسنة منغيرشطط .
قوله تعالى : {إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواهالنار وما للظالمين من أنصار}
من هذه الآية نأخذ أن الآية قيدت ماتحرم به الجنةفي وهو الشرك وبهذا يمكننا القول بأن ماسوى الشرك لا يحرم من دخول الجنة إلا أن يردفي مكان آخر من الكتاب أو السنة.
جوابه/
وما تقولون في قوله تعالى{فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة/284]
وقوله{يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[آل عمران/74]
وقوله{لِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا} [النساء/49]
وقوله{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ } [المائدة/18]
وقوله{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }[المائدة/40] فمشيئة المغفرة والاختصاص بالرحمة والتزكية شملت كل خلق الله تعالى فهل تقولون بجواز أن يغفر الله تعالى للمشركين ولمه؟
وفي الآية الرابعة خاطب الله اليهود والنصارى فهل تشملهم مشيئة المغفرة أيضا؟!
وبعد جوابك على هذا سأجيبك على احتجاجك بهذه الآية بما يثلج له صدرك بإذن الله،
ولكن – قبل أن أنسى – أين التنصيص في هذه الآية على أن الله سيخرج من النار العصاة بعد دخولهم فيها؟!!
وأما عن قوله تعالى{إِنَّهُ ُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ }[المائدة/72] واستدلالك بها على أن الجنة لا تحرم إلا على المشرك،وهذا هو المعروف بالمفهوم عند الأصوليين وهو أقسام بعضها أضعف من بعض،وإن أضعفها هو مفهوم المخالفة وهو الذي احتججت به هنا،وحجته ظنية باتفاق فهل تثبت الأصول عندك بالظنون؟!
وأما ما بعد ذلك من محاولات لإثبات حجية فهم السلف فلن أحاورك فيه،فهذا يحتاج إلى مناظرة أخرى سأجريها معك بحول الله تعالى بعد انتهائنا من هذه المناظرة،وإنما أكتفي منك الآن بدليل قطعي ينص على وجوب الإلتزام بفهم السلف ويؤثم من لم يعتد بفهمهم
ثم قولك:
لكن صرف المشيئةومحاولة تحديدها إقحام للعقل لا يستوجبه النقل .
فشاء يشاء معروفة .
فإن قلت كما قلت أن الله دعاهم للتوبة وتوعدهم بالعذاب إنلم يتوبوا .
قلت : وهل يستدعي العذاب الخلود بمقتضى اللغة أيضا وكل ذلك يؤخذحسب سياق كل آية.
جوابه/
تقدم أن لفظ المشيئة جاءت في آيات يستحيل حمله فيها على إطلاقه،ومنها{ يغفر لمن يشاء ويعذب من يشآء} فلو حملنا المشيئة هنا على إطلاقها لقلنا بدخول المشركين في المغفرة وهذا محال،وإن قلنا أن النصوص القرآنية الأخرى قيدت هذا الإطلاق أو فسرته قلنا فهذا دليل على أن لفظ المشيئة غير قطعي الدلالة لا حتياجه إلى المبين كذلك قلنا نحن في هذه الآية أم أن باءكم تجر وباؤنا لا تجر؟!!
وخلاصة القول هو اعترافك بعدم وجود النص القاطع من كتاب الله على خروج العصاة من النار وعدم خلودهم حيث قلت:
وأنا لم أوقع قط على قبول مايعطل فيه فهم الصحابة فضلا عن الأخذ بالسنة
الصحيحة لأنني أرى أن الحاجة ستلجئني وغيري إلى الأخذ بما دون ذلك كله.
وعليه فما فائدة موافقتك لي على وجود آيات في كتاب الله استغنت بنصها عن المفسر لها؟!
وقولك:
وعلى هذا يمكن القول بأننا ملزمون بمعرفة مشيئة الله وحكمته في كل شيء ودون ذلك خرط القتاد
جوابه /
أنك – أخي المكرم – قد خلطت خلطا بينا واضحا بين المشيئة والحكمة مع أن بينهما بونا واسعا شاسعا لغة واصطلاحا،فالمشيئة هنا بمعنى الإرادة والذين أراد الله تعالى لهم مغفرته وشاء لهم ذلك هم من عناهم بقوله{وإني لغفار لمن تاب}وهذا ماعنيته لك حينما قلت القرآن يؤخذ كله لكله فالمشيئة في قوله تعالى{ إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك} مفسرة بقوله{ وإني لغفار لمن تاب}،وهذا الفهم للمغفرة وأهلها هو المتسق مع باقي نصوص القرآن الكريم،إذ أن الحق سبحانه ما وعد بمغفرته من أجرم في حقه وعصاه دون توبة أبدا ومن أظهر الآيات في ذلك قوله سبحانه{وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ }[آل عمران/133-136]،فالخطاب في هذه الآيات في وصف المتقين المستحقين لمغفرة الله وجنته،وهي:
{ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ}
{ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ}
{ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ}
{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ}ولاحظ كيف أن وصفهم بالتقوى لا يعني الحكم لهم بالعصمة،وانتفاء العصمة عنهم لا تعني انهماكهم في المعاصي وإنما عليهم أن يحدثوا لكل ذنب توبة فتأمل هذا جيدا.
{ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ} أي أن الإصرار على المعاصي والفواحش ليس من صفات المتقين فإذا انتفت صفة التقوى انتفى استحقاق الجنة لأن الجنة ليست إلا للمتقين،وقد دل على ذلك دلالة صريحة قوله من بعد{ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ}وهنا تعلم أن المغفرة ليست إلا لهؤلاء إذ هم من أشار إليهم الحق بقوله{أولئك} فما تقول في عقيدة القرآن ياشيخنا العزيز أليست حاسمة لهذا النزاع،أما كفانا كتاب الله تعالى مؤونة البحث والتفتيش هنا وهناك عن شبهة تستروح لها نفوس من أثقلتهم تكاليف شريعة الله من حكام بني أمية الفجرة – حاشا ابن عبد العزيز- وبني العباس أرباب الفجور والخمور فأرادوا أن يتحللوا منها بأمثال هذه التعلقات التي تحاولون بها فتل ما أبرمه القرآن؟!
قولك:
وهل يستدعي العذاب الخلود بمقتضى اللغة أيضا وكل ذلك يؤخذ حسب سياق كل آية .
جوابه/
الخلود لمن دخل النار نصت عليه النصوص القطعية من كتاب الله تعالى وكل كلام ناقض كلام الله فهو باطل لا وزن له،وحاشا لرسول الله أن يكذب ربه إذ يقول الله{ خالدين فيها أبدا} ويقول هو لن يخلدوا أبدا!!
وقولك:
وقد تقدم أيضا أن تحديد القاطع يرجع فيه إلى كلام الأصوليين وكلامهم ضربمن الظنون ومن جازخطؤه لم يلزم الأخذ بفهمه حسب وصفك لإجتهاد الصحابة وفهمهم .
زعلى ذلك أنهم لم يتفقوا له على تعريف واحد بالإجماع , فالمسألة إذا أخذ وعطاءولكل قوله ودليله
جوابه/
قلنا أن النص القطعي لا نحتاج معه لغيره كقوله تعالى{ وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو} فهذا النص لا نحتاج فيه لا إلى السنة ولا إلى فهم السلف ولا إلى علماء الأصول فهل لديكم دليل كهذا الدليل وضوحا في خروج من في النار من عصاة القهار،إن وجد فلن يكون في المسألة لا أخذ ولا عطاء.
وقولك:
وتقدم أيضا :
* أنك ستكون في أشد العوز والإفتقار إلى التطفل على موائد الأصوليين لتعريف قطعي الدلالة .
* أنك ستكون شديد الحاجة إلى إجماعهم على تعريف واحد ودون ذلك خرط القتاد .
* أن فهمك لقطعي الدلالة لا يستلزم الصحة وفق قاعدتك أنت من جاز خطؤه لا يلزم الناس أخذفهمه أوكما قلت..
جوابه/
أهذا هو الجواب الشافي لسؤالي القائل: فهل من حجة قرآنية عندكم قاطعة – تفرض معناها على الفهم كما قدمنا – دون احتياج إلى مفسر من السنة؟! أم جف ينبوع القرآن عن أن يمد عقيدتكم بمدده؟
وأما عن ترديدك لقولك :
ولكن قل لي أيها الأخ الكريم .
هل ستستغني عن قول الأصوليين وتعاريفهم في تحديد معنى القطعي.
هل هل هي منزهة عن الخطأ والنقصان .
هل اتفقوا على تعريف واحد لمعناه.
جوابه/ هذا عائد إلى عدم تمييزك – رعاك الله – بين القطعي والظني والمحكم والمتشابه،وقد ثبت هذا عندي ثبوتا أبين من شمس الظهيرة حينما سألتني وماذا نفعل إذا تعارض قطعيان،فقلت لك باستحالة ذلك فأجبتني بمثالين كل منهما في ناحية ولا تعارض بينهما فالأول وهو قوله تعالى{إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا} [الزمر/53] عام مخصوص بقوله تعالى{ وإني لغفار لمن تاب}والثاني قوله تعالى{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ }[النساء/14]أي لمن مات من غير توبة كما بينته النصوص الأخرى كقوله تعالى في مريم والفرقان{إِلَّا مَنْ تَابَ }فأين التعارض بين هذين النصين؟! وللعلم فالتعارض هو ماكان بين نصين في مورد واحد وهذا محال الوقوع في النصوص القطعية.ومن هنا قلنا أن النص القطعي ما دل على معناه بلفظه وما اختلفت عبارات الأصوليين إلا في التعبيرعنه وحده،وأما مضمونه فلا خلاف بينهم فيه،فهل عندك نص قطعي من كتاب الله كقوله{ وإلهكم إله واحد} على خروج العصاة من النار بعد دخولهم فيها؟
وقولك:
ولكن قل لي أيها الأخ الكريم .
هل ستستغني عن قول الأصوليين وتعاريفهم في تحديد معنى القطعي.
هل هل هي منزهة عن الخطأ والنقصان .
هل اتفقوا على تعريف واحد لمعناه
جوابه:
أكرر .. دع شرح السنة وفهم الصحابة و تعريف الأصوليين جانبا وأخبرني هل لديكم آية يفهمها العوام والدهماء والأغبياء من الناس تنص نصا صريحا على أن الله سيخرج من النار العصاة بعد إدخالهم فيها كفهمهم لقوله تعالى{ وإلهكم إله واحد}؟
وقولك:
أولا : في اعتقادي أن مسألة الخلود أهم منها مامن شأنه أن يجنبك إياه وسأضرب مثالا .
الصلاة هي عماد الدين .
فهل تركها من الكبائرأم لا ؟
فإن قلت نعم :
سألتك فهل تستغني في أدائها عن السنة حتى تضمن أنك اجتنبت الكبيرة .
الزكاة كذلك . الحج كذلك .
فأيهما الأولى : الأخذ بالسنة في الخلود أم الأخذ بها في مامن شأنه أن يجنبك الخلود .
جوابه:
إذا ثبت أن هذه العقيدة هي عقيدة القرآن فلاداعي بعد ذلك لا إلى الصلاة ولا إلى غيرها فالكل مشمول بمغفرة الله تعالى بمجرد التوحيد اعتقادا( وإن زنا وإن سرق وإن شرب الخمر) و( الشفاعة لأهل الكبائر) وتصبح بعد ذلك أعظم الجرائم من أقرب القربات إلى الله تعالى لترتب الشفاعة عليها،ووالله إن هذا المعتقد لم يخرج إلا من قصور بني أمية والعباس {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ }[النور/19]{إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ }[النحل/90]،{وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آَبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف/28].
ثانيا: أن القول بعدم ذكر نفي الخلود في القرآن لعدم ذكره باللفظ ضرب من الهذيان.
جوابه/
إذا كان نفيه لعدم ورود لفظه ضرب من الهذيان فبماذا تصف منكر الخلود مع ورود النص القطعي به؟!!
ثالثا: أن العقيدة فروع وأصول ولا أعتقد أنك ستجعل الخلود من أصول الإعتقاد
الجواب /
بل هي من أصول الاعتقاد عندنا،وذلك لأنها مسألة وعد ووعيد وفيها نصوص قطعية الثبوت والدلالة من الكتاب والسنة.
قولك:
رابعا:أنتعريف ذلك كله يُرجع فيه إلى أقوال العلماء وهي ينبغي أن تترك حسب قاعدتك أنت , منجاز خطؤه لا يلزم الأخذ بفهمه فمن أين لك القطع بصحة معتقدك؟
جزمت بصحة معتقدي بأدلته القطعية ثبوتا ودلالة،وبتهاوي الأدلة المعارضة له والحمد لله.
وقولك:
وهل رأيت في حواراتي مايدل على الإستغناء عن السنة .
أم هل قلت لنتفق على أن نترك السنة جانبا وقلت نعم .
ثم مالذي يلجئك إلى قول الأصوليين .
أيهما أولى الأخذ بأقوالهم أم بصحيح السنة .
جوابه:
هل أفهم من ذلك عدم وجود النص القطعي على خروج العصاة من النار في القرآن؟
قولك:
قال تعالى : { إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }
فإن قلت غيرمحكمة وغيرقاطعة :
قلنا لا مشكلة لنا دليلنا ولك دليلك ولا يستلزم وقوف القطعي عندما ترى به
جوابه/
أعيد:
أين التنصيص في هذه الآية على خروج من دخل النار فيها والذي هو محل النزاع بيننا،أم أن المغفرة المذكورة في هذه الآية لا تنجي المغفور له من دخول النار أم أن المغفرة معناها دخول النار أم أن المغفرة ستتحقق في النار أم ماذا؟
ثم ماذا عن الآيات التي جاء فيها الوعد بالمغفرة معلقا بالمشيئة دون تقييد بإيمان ولا بتوبة ؟كيف تتعاملون معها وتفهمونها؟\
وقولك:
فإن قلت : المشيئة مبهمة قلنا في نظرك هي كذلك لكن الحقيقة أننا لسنا مكلفين بمعرفتها ويكفينا معرفة معنى لفظها وهذا هو حمل النص على الظاهر لا أن يأول تأويلا قد يصيب وقد يخطئ
وهكذا أيضا القول في آيات المشيئة الأخرى؟ أم ماذا؟
وقولك:
فإن اجتهدت وقلت لنقل أن المشئة هنا "التائب مثلا "
قلنا ألم نتفق على حمل النص على ظاهره هو الأصل فما الحاجة ياترى إلى تغييره
جوابه/
لسنا من جمال بني أقيش يقعقع خلفها بشن،أين اتفاقنا على ذلك؟!!!
وقولك:
ثم إن التائب يغفرالله له الشرك أيضا فالإحتمال لا يعدوا كونه اجتهاد
جوابه/
وهل يغفر له مع إصراره على الشرك ذنب إن تاب منه؟!!!
وقولك:
قال تعالى :{الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون}
هذه الآية تخرج أهل الكبائر والقرآن كما تفضلت يفسربعضه بعضا وهذا هو إرجاع النص إلى النص .
لأن الله ذكرفي آية أخرى أن الشرك ظلم فقال كما جاء في وصية لقمان لابنه :{يابني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم}
{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار}
جوابه/
والمعصية ظلم،لقوله تعالى حكاية عن أبوينا الكريمين عليهما السلام{قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [الأعراف/23] وهما لم يشركا بالله تعالى،فإن كان أتى الظلم بمعنى الشرك أحيانا فلا يعني ذلك انحصار الظلم فيه.
وأما الآية{إنه من يشرك بالله..}الآية فقد تقدم الجواب عنها.
وأما قولك:
أما الإحتكام إلى العقل مع قولك في حق الصحابة "من جاز خطؤه لم يلزم الأخذ بقوله" ففيه من الغرابة مافيه لأنني لا أعتقدأنك ستعطي علقلك وفهمك حجما أكبرمن فهم الصحابة ومن عايش التنزيل
جوابه/ أولئك لم يزعموا لأنفسهم الحجية،ولم يحفظ الله أقوالهم من كذب الكاذبين فدعنا مع كتاب الله الذي هو الحق اليقين لنعلم الحق من غيره من خلال واضح آياته وبين عباراته فإن عدم النص الواضح بنفسه لجأنا بغيره لنستعين به.
حفظك الله واعذرني إن اشتد مني القول أو نبا القلم
|