الحمد لله الذي هدانا للإسلام وجعلنا من أتباع سيد الأنام ، وهدانا إلي طريق الإمام صلوآت الله وسلامه عليهم ، والحمد لله الذي أعز المعصومين ورفع مكانهم ، ودحر أعداءهم ،واهلك خصومهم ، وأذهب دولهم ، فرضي الله عن الأئمة وشيعتهم إلي يوم الدين ، ولعن الله كل ناصبي معتد أثيم .
كان قد سألني بعض الأصحاب أن أكتب له رسالة مختصرة في وصف وفضائل وطء الأدبار ، تكون جامعة وكافية وشافية ، وكلما هممت بالكتابة صرفني صارف مآ أو كانت النفس في مزاج سيئ
ولما كثر الإلحاح والطلب صرفت بعض الوقت قبيل وطء صبياني الحسانفي كتابة هذه الرسالة النفسية وسميتها " الإخبار بما صح في ضرب الحلق من فضائل مروية عن سادة آل البيت وآثار معتبرة وأخبار".
وأقول بداية أن الله خلق الأدبار لتكون موضعاً شريفاً للأزْ**** ، وحكمتها تضاهي حكمه خلق الليل والنهار ، والوطء مرغوبٌ فيه وقت الإقامة والأسفار ، فالإسْتُ الحصن الحصين للزُ*** وهي العلاج إذا فقد الطب عمل يسير يعود بالنفع على فاعليه بالأجر الكثير رؤية الإست عبادة ، ولمسها عبادة وتقبيلها عبادة ، ووطئها عبادة ، والنظر إلي الزُ*** ، والبحث عنه عباده ومجرد التفكير في الإست أو الزُ*** هو عبادة محضة ، فرحم الله مؤمنا سعى إليهما وبذل وقته وماله وطاقته في تحصيلهما فأسعد الناس حظاً في الدنيا والأخرة من تعبد لله خالصا بوطء الأدبار وفض الأبكار والتفخيذ للصغار وتأدية الفروض آناء الليل وأطراف النهار والموت على دين الأئمة الأبرار.
وأعلم رحمك الله أنه لا يستقيم إيمان عبد حتى يَطأ أو يُوطأ, فقد حدثني والدي قدس سره بأسانيد
صحيحة وتامة عن جدنا الإمام موسى الكاظم عليه السلام قال:لا يبلغ عبد درجة الإيمان حتى يُضرَب أو يَضرب الحلَق "ورويت بإسناد موثق عن الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال:من سعادة المؤمن أن يكون مكثاراً لوطء الأدبار متقرباً بذلك إلى العزيز الغفار"وعنه عليه السلام قال:وطء الفرج بثواب عمرة، ووطء الدبر بثواب حجة تامة"ورويت عن والدي عن جدي آية الله العظمى عبد الرحيم صدر الدين قدس سره أنه قال في تفسير
قوله تعالى" فإذا فرغت فانصب* وإلى ربك فارغب"أي إذا فرغت من وطء الفروج والأدبار فانصب إلى الله شاكرا حامدا وارغب إليه أن يزيدك قوة ونشاطاً على الوطء.وحدثني والدي قدس سرهأن هذا المعنى مروي عن الأئمة الإثني عشر سلام الله عليهم, وبلغ حد التواتر.وحدثني والدي قدس سره في تفسير قوله تعالى" فأتوا حرثكم أنّى شئتم" قال:فأتوا النساء في فروجهن وقت الطهر، وفي أدبارهن وقت الحيض.وحدثني آية الله العظمى ميرزا جعفر
بن السيد رضا القمي قدس سره في تفسير هذه الآية قال:الآية تفيد أن وطء الدبر حلال, ويلحق
بذلك دبر الرجل لأن الأحاديث عن آل البيت صحت بذلك عبر طرق صحيحة, ولا تعارض بين القرآن
وأقوال المعصومين سلام الله عليهم."مسألة"فإن سأل سائل عن السياق القرآني الوارد عن قوم لوط عليه السلام وما حل بهم, وأن ما
حل بهم من العذاب والرمي بالحجارة كان بسبب وطء الأدبار.
"الجواب" هذا سؤال جيد,ومسألة مهمة, إن المتأمل للقرآن وإن كنت أشك في صحته, وقد كتبت
كتابا في إثبات تحريفه من قبل أعداء الأمة الجبت والطاغوت ونعثل لعنهم الله, وليس هذا الموضع
تقرير ذلك. فأقول ليس بين نصوص القرآن المحرف بيننا تعارض وهذه قاعدة مهمة, وفهم أسرار
القرآن متوقف على ما فهمه الأئمة المعصومين سلام الله عليهم وهذه قاعدة أخرى.
ومجموع الآيات الواردة عن قوم لوط عليه السلام ليس فيها دلالة أو إشارة على حرمة وطء الأدبار, وإنما حل بهم ما حل من العذاب بسبب أمور منها: أنهم كانوا يمشون في الشوارع عراة,
ومنها: أنهم إكتفوا بالرجال دون النساء وفي ذلك ذهاب للنسل, وتعجيل باندثار الأمة.
ومنها: وهو الأهم أنهم أنكروا ولاية آل البيت سلام الله عليهم لما أخذ عليهم الميثاق, فعذبهم الله
على نحو ما فصل القرآن.وروي هذا المعنى عن الأمير عليه السلام وعن السجّاد والباقر والصادق
والكاظم والرضا والعسكري سلام الله عليهم أجمعين.
ورويت بإسناد معتبر عن الإمام الحجة عجل الله فرجه قال:"من لم يتعبد لله بوطء الأدبار فليس بمؤمن, وكان حقاً على الله أن يميته ميتة ال***". وهذا معنى شريف, ومغزى لطيف, فمن رحمة
الله بالإنسانية أن هيأ لهم أئمة معصومين وجعلهم حجة على خلقه, وقد فسّر الصراط المستقيم بهم
ومن لوازم الصراط المستقيم وطء الأدبار,ولذلك صح في الحديث" وطء صبيٍ لم يبلغ الحلم أفضل
عند الله من عشرين حجة"."مسألة" ما حكم من قال لأخيه المؤمن يالوطي؟
"الجواب" قائل ذلك متعرض للعقوبة من الله, وقد رويت بسند موثق عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام قال:"من قال لمستمتع أو مستمتع به يا لوطي فقد برئت منه الذمة, ولم يمت وفي قلبه مثقال ذرة من إيمان".[مسألة] إذا كان وطء الأدبار عبادة فهل كان الرسول الأكرم والمعصومون يتعبدون بها؟ [الجواب] هذه مسألة شريفة وهي في غاية الأهمية, وفي فهمها شفاء للصدور, وإطلاق العنان للأدبار والذكور, ويجب معرفة هذه القاعدة" هل كل عبادة قولية أوفعلية ندب إليها
الشارع على سبيل التخيير لا الوجوب نحن مأمورون بفعلها" أقول أن الرسول الأكرم والأئمة عليهم السلام هم أكمل الخلق إيمانا, وإيمانهم ليس متوقفا على وطء الأدبار كسائر الأمة,حتى وإن
حصل منهم ذلك فإيمانهم ثابت لا يتغير لما روينا بأسانيد معتبرة عن الإمام الحجة عجل فرجه قال:
"أنا وآبائي الإحدى عشر وفاطمة الزهراء ورسول الله أكمل الخلق إيمانا، خلق الله الجنة لنا, وخُلقت
بسببنا, وكمُل إيماننا قبل خلقنا, فلا العبادات بزائدة في إيماننا حبة من خردل, وإنما أمرنا الله بتأديتها لنكون قدوة يقتدى بها"
والأمة أحوج ما تكون في زماننا إلى التكاتف والمحبة لما صح في الحديث" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل القُبُل والدبُر إذا التقيا, ثم شبّك بين أصابعه". وقد عمل بهذا الحديث سائر
الأمة, فقد رويت بإسناد موثق عن الصادق عليه السلام قال:كان عامة أصحاب رسول الله يتعبدون
الله بوطء الأدبار في حياة رسول الله وبعد مماته".وأعلموا رحمكم الله أن ذَكَر المؤمن متى كان بمثابة قبضتين إلى ثلاث, شديد العصب, شجاعاً إذا انتصب, ممسكاً ماءه إذا هاج وغضب,حنونا عند اللقاء, يدخل في أدب واستحياء, يدهنه إذا صعُب المدخل, ولا يطعن في مقتل, عالما محيطا بما فيها من أسرار, فقيها بما فيها من مسائل وأخبار فذاك الذكر أشرف الذكور.
وأعلموا وفقكم الله لكشف الأز****, ووطء الأدبار, آناء الليل وأطراف النهار, أن النية واجبة قبل الوطء عند عامة علماء الشيعة الجعفرية, واختلف أصحابنا من الإمامية الإثني عشرية الجعفرية حول تكرار النية إذا تكرر الوطء في اليوم الواحد أكثر من مرة, فقالت طائفة باستحضار النية في الوطء الأول واجب وما بعده مستحب وهذا
ما ذهب إليه ثقة الإسلام الكليني قدس سره. وقالت طائفة بوجوب النية قبل وطء الأدبار وإن تكرر
أكثر من مرة, ونصر هذا القول جدي آية الله العظمى عبد الرحيم قدس سره, وهو عمدة قولي لما
رويت بسند صحيح إلى أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:
"استحضار النية واجب قبل كل عمل وإن تكرر" ورويت بإسناد معتبر عن الإمام الرضا عليه السلام قال:استحضروا النية حتى في النظر إلى النجوم, فقال سائل أرأيت يا إمام أحدنا يأتي خادمه
أكثر من مرة في الجلسة الواحدة فهل نكرر النية أم تكفي الأولى, فقال عليه السلام: بل النية واجبة
في كل مرة"وسر المسألة:لما كانت عبادة وطء الأدبار من الأعمال المباركة, وكان ثوابها مضاعفا, وعدت من
علامات الإيمان, سيّما وقد صح عن الرسول الأكرم أنه قال"رحم الله من عمل عمَل قوم لوط ,وكررها ثلاثا"وقد حرّف أهل السنة الملاعين قوله"رحم الله" إلى "لعن الله" وتلك جرأة ما بعدها
جرأة وكفر وزندقة.وحدثني والدي قدس سره بإسناد موثق عن الحسين عليه السلام قال" من وطء دبرا ثم قال اللهم
صل على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم, كُتب له ثواب كل مؤمن من لدن آدم إلى قيام الساعة,وكتبه الله في ديوان الصديقين, وإن مات على ذلك ترّفق به ملك الموت,ورفعت روحه إلى
عليين, وكان قبره روضة من رياض الجنة, وصرف الله عنه منكر ونكير, وأرسل الله إلى قبره
سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى أن تقوم الساعة"واعلموا رحمكم الله أنه قد فُسّرت" الباقيات الصالحات"بالإستغفار قبل وبعد وأثناء وطء الفروج
والأدبار. واعلموا هداكم الله للباقيات الصالحات أنه قد فسر جدي الإمام موسى الكاظم عليه السلام
قوله تعالى" وفي ذلك فليتنافس المتنافسون"بوطء الأدبار, وقال: الكاف في" ذلك تسمى عند ابائي كاف كهف الأسرار, إذ لا يفهم مغزاها إلا الأئمة الأبرار, وقد كشف لنا الله من المغيبات ,وعلمنا أسرار الكائنات, فمراد الله في الآية أن يقول لعباده, وفي ذلك مما رتبت عليه الأجر المضاعف من وطء الأدبار تقربا لي, فمتى كان كذلك فليتنافس في وطء الأدبار المتنافسون". واعلموا أنه لما كان الوطء عبادة كان من اللائق تنظيف محل العبادة, بإزالة الشعر النابت حول
الذكر مما يلي البيضتين, وما حول فتحة الإست, ويستحب إزالة ما نبت على الفخذين والساقين
والإبطين والصدر من الشعر, ولا بأس في قصّه دون حلقه, والأحوط حلقه بالكامل, وذلك أرغب
حين الإ لتقاء بإنشراح صدر, وشروع في الإطالة وتحصيل الأجر.
واستحب علماء الجعفرية تطييب الموضعين إن وجد الطيب, وأيضا أن يصلى أربع ركعات قبل الوطء ويُهدى ثوابها إلى أحد الأئمة عليهم السلام, وإن أهداها إلى أحد والديه وصلهما أو أحدهما
الثواب والأجر كاملا. كما استحب العلماء رضوان الله عليهم تعليق سبحة مصنوعة من تربة الحسين عليه السلام حول الرقبة قبل الوطء ليكون الأجر مضاعفا. كما يستحب إستقبال القبلة, وأن
يكون المستمتع به على هيئة الساجد, حيث فتحة الدبر تكون مفتوحة غير منقبضة.
ويستحب التكبير ثلاثا قبل الوطء وثلاثا بعده, كما هو رأي جمهور الجعفرية, ويتأكد وطء الأدبار
في المناسبات الشريفة, والأعياد والموالد المباركة, والأيام والليالي الفاضلة, وفي أدبار الصلوات
والأوراد والأدعية الشافيات, ويكون أعظم أجرا في الأماكن المقدسة, والمشاهد المعظمة.[مسألة]الصغير الذي لا يستحمل الوطء وهو يرغب في تحصيل الأجر.[الجواب]القاعدة عند جماهيرعلماء الإمامية" كل من لا يقوى على تحمل الوطء في الدبر صغيرا
كان أو كبيرا فهو معذور حتى يزول عذره, وإلى زوال العذر يتعبّد لله بالتفخيذ , ويحصل على الأجر
كاملا, وإن الله لن يضيّع أعمالكم"[مسألة]هل يحل وطء غير الإمامي أو العكس, وهل الأجر يقع إن وقع.[الجواب] ذكرت فيما سبق أن الوطء عبادة متفق عليها بين فرق الإسلام, بل يجوز الوطء بالكافر
والعكس, ويقع الأجر إذا حضرت النية الخالصة. [مسألة]إذا استمتع أخ بأخيه أو والد بولده فهل يحصل لهم أجر. [الجواب] نعم بل هو مضاعف ومُرغّب فيه, إذ لما كان وطء الدبر عبادة محضة يحصل لفاعليها الرحمة والرفعة والأجر التام كان الأقربون أولى بالمعروف كما قال الله في كتابه" وأولوا الأرحام
بعضهم أولى ببعض في كتاب الله" فمن استمتع بأخيه أو ولده أو والده أو قريبه كان الأجر مضاعفا لما فيه من البر والصلة والمحبة وحث على الطاعة.[مسألة]من أنكر الوطء أو حرّمه فما حكمه في الإسلام. [الجواب] يجب تعليمه, فإن أصر على ضلاله وجب قتله على الفور, ويصلب ليكون عبرة للناس,
ورويت عن الصادق عليه السلام قال: لا تقوم الساعة حتى ينكر أقوام وطء الأدبار ويجاهرون
بالإنكار, ويستعملون السيف, أولائك هم شرار الخلق عند الله, لا يقبل الله منهم عملا ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم.
|