إسمعوا وعوا إلى قوة الدليل الإباضي المخرس قال الله متمدحا ومنزها نفسه عن الأبصار اللواحظ{ لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير} وتأملوا بعيدا عن ركام الروايات الباطلة والآثار الباطلة والأقوال العاطلة التي حجبتكم عن نور كتاب الله وسناه كيف أسند الله الإدراك إلى الأبصار فكان بمعنى الرؤية قطعا وجزما،ونفاها بأداة النفي ( لا ) والتي نفى الله تعالى بها أعظم القبائح عنه ألا وهو الشريك فقال{ لا إله إلا الله } ونفى عنه العجز{ولا يؤوده حفظهما}ونفى عن نفسه السنة والنوم{لاتأخذه سنة ولا نوم}،هكذا اعتقد الإباضية بعيدا عن دسائس اليهود الذين عطلوا هذه المدحة العظيمة من مدحه تعالى وقالوا لنبي الله موسى {أرنا الله جهرة}وقالوا{لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة}فقلتم أنتم كالذي قالوا مصداقا لقوله عليه الصلاة والسلام:" لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع"وما تشابه الأقوال إلا دليلا على تشابه القلوب لقوله تعالى{كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم}.. ومن العجيب أن مثبتي الرؤية يزعمون أننا وافقنا المعتزلة والجهمية في نفي الرؤية ولم يلتفتوا إلى أنهم وافقوا اليهود في إثباتها والله والمستعان.. فهل من مدكر بعد كل هذا؟!!
|