السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في البداية أود أن أبين عذري للتأخير عن هنا ... و هو كثرة ساعات العمل في اليوم .
أما بعد :
اعتقد ان الخلاف بيننا لا يزال في إستيعاب المفاهيم العمومية ( السنة النبوية ، السنة الرسولية ) و بين محمد النبي و محمد الرسول صلى الله عليه و سلم .
فيتوجب علينا إعادة النظر في هذه المفاهيم و توضيحها ...
و أنا لست هنا لأفرض عليكم قناعاتي و إنما هنا للفائدة ...
و عليه ... و إستناداً إلى الإيمان في أن نصوص التنزل الحكيم هو من عند الله عز وجل .. و هي نصوصاً إيمانية وليست دليلاً علمياً، يمكن إقامة الحجة بواسطتها على أتباع المؤمنين بها فقط
و بما إن التاريخ الإنساني ككل في مسيرته العلمية والتشريعية والاجتماعية منذ البعثة المحمدية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هو صاحب الحق في الكشف عن مصداقية التنزيل الحكيم، وهذه المصداقية ليس من الضروري أن ترد على لسان صحابي أو تابعي أو فقيه.
لذلك ...
فإن السند الرئيسي هو التنزيل الحكيم ...
اقتباس:
إن قولك أن الحديث لم يكن موجود في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فهذا إما جهل وإما كذب فالأحاديث التي نقلها البخاري ومسلم -ولا أعرف الكافي الذي تقصده فإن كان للإمام أحمد فهو كتاب فقه - تلقاها الصحابة من رسول الله وتناقلوها جيلا بعد جيل
فإن كان لديك ماينفي صحة ذلك فهاته ؟؟
|
إذا عُرف السبب بطل العجب ..
السبب الأساسي لجمع الحديث أولا وللتأكيد عليه ثانيا هو سبب سياسي بحت. تولد عنه منطلق فكري عقائدي بعد سقوط دولة الخلفاء الراشدين وظهور الدولة الأموية، ظهرت فرق في الإسلام كلها ذات منشأ سياسي، وكان هذا المنشأ بحاجة إلى أرضية أيديولوجية “الشيعة، الخوارج” وظهرت بداية تيارات فكرية فلسفية مثل الجهمية والقدرية والمرجئة. هذه التيارات حاولت تبني الفهم الفلسفي للقرآن وللرسالة.
هذا الفهم الذي كان بعيدا عن العرب في حياتهم البدوية ضمن ظروفهم في شبه جزيرة العرب حيث كانوا أبعد الناس عن الفلسفة والفهم الفلسفي. وكان الصحابة جزءا من هؤلاء العرب. إن المشكلة الكبرى التي مازلنا نعيشها إلى اليوم بسبب تكريس مفهوم الحديث –أي حديث- والتأكيد عليه، تكمن فيما يلي:
هل نحن أفهم من الصحابة في فهم الكتاب؟؟ الجواب على هذا السؤال يجب أن نكون جريئين في الحق بدون خوف. الجواب هو نعم ولا في آن واحد.
فالجواب نعم: نحن على يقين بأننا في القرن الواحد و العشرين في مشاكلنا المعاصرة والتي لا يعرف الصحابة عنها شيئا. وبوجود الكتاب الذي لا ريب فيه بين أيدينا، قادرون على نقله من عالم المطلق إلى عالم النسبية الذي نعيشه نحن وقادرون أن نتحرك ضمن الحدود بشكل يتناسب مع عصرنا، وفي هذا نحن أقدر منهم وليس من الضروري أبدا الاعتماد على أقوالهم وتحريها فوضعنا منهم هو: إن كانت أقوالهم تناسبنا أخذناها، وإن كانت لا تناسبنا تركناها.
والجواب لا: لأنهم فهموا الإسلام حسب شروطهم وروفهم أفضل من فهمنا التاريخي للإسلام وهو متفاعل مع ظروف القرن السابع في شبه جزيرة العرب.
إن المغالطة الكبرى هي أننا نريد أن نفهم الإسلام فنرجع من القرن الواحد و العشرين إلى القرن السابع في طريقة تفكيرنا. أي أننا نريد أن نفكر كما فكروا هم وهذا مستحيل. ثم بعد ذلك ننتقل من القرن السابع إلى القرن الواحد والعشرين لنقدم إسلام القرن السابع في القرن الواحدو العشرين. في هذه العملية يتم تشويه التاريخ والتطور والزمان والمكان. وينتج لدينا إسلام خيالي يعيش في فراغ خارج التاريخ ودين لا علاقة له بالحياة بل خارج الحياة. هذه العملية إن لم ننتبه إليها ونصححها فلا أمل في تقدم المسلمين والخروج من مأزقهم.
والخروج من المأزق هو استيعاب السنة بمفهومها الحقيقي “الأسوة الحسنة للرسول”: “بعثت بالحنيفية السمحة ومن خالف سنتي فليس مني” وهو أننا يجب أن نكون واثقين من أنفسنا ونقول إننا في القرن الواحد و العشرين قادرون على تحويل القرآن من مطلق إلى نسبي كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم “وليس عين ما فعل النبي صلى الله عليه وسلم” وكما فعل أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وليس عين ما فعلاه لأنهما فهما هذه الحقيقة. وإذا كان هناك أمور في صدر الإسلام نعتبرها مفيدة اليوم أخذناها، وإذا كانت لا تفيدنا تركناها دون حرج. ونحن قادرون أيضا على أن نتحرك ونجتهد ضمن حدود الله ورسوله في الأمور التي وردت في الكتاب، وقادرون على أن نضع حدوداً في الأمور الأخرى كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا الكلام يجب أن لا يفهم على أننا نكيل الاتهامات لهم أو نقلل من قدرهم وعظمتهم “لا سمح الله”.
ولكن يجب علينا أن نعطيهم قيمتهم التاريخية النسبية دون أن نضعهم في المطلق.
فإذا سألني سائل الآن “ألا يسعك ما وسع الصحابة في فهم الكتاب والقرآن”؟ فجوابي بكل جرأة ويقين هو: كلا لا يسعني ما وسعهم لأن أرضيتي العلمية تختلف عن أرضيتهم. ومناهج البحث العلمي عندي تختلف عنهم. وأعيش في عصر مختلف تماما عن عصرهم. والتحديات التي أواجهها تختلف عن تحدياتهم.
إني أواجه فلسفات قوية ومنيعة دخلت عقر داري، وأواجه تقدما علميا يؤثر على كل حركة وكل قرار أتخذه في حياتي، وأكون متوهما إذا قلت أو قبلت أنه يسعني ما وسعهم.
أما عن :
اقتباس:
تعريف السنة هو ما أثر عن النبي من قول أو فعل أمرا كان أو نهيا
|
كان أبو بكر الصديق “رض” أكثر الناس ملازمة للنبي صلى الله عليه وسلم منذ أول يوم للدعوة وحتى وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ولا نجد له في كتب الحديث إلا أحاديث قليلة جدا منسوبة إليه.
في حين نجد العشرات من الأحاديث منسوبة إلى أبي هريرة، وهذا أمر يدعو إلى التساؤل، علما بأن أبا هريرة قدم إلى المدينة في السنة السابعة للهجرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر ولبث في المدينة إلى وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم، أي أنه عاش مع الرسول صلى الله عليه وسلم مدة ثلاث سنوات فقط، وأبو بكر وعمر وعثمان وعلي عاشوا مع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من ذلك بكثير، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى كان أبو هريرة يقول “ما كنا نستطيع أن نقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض عمر” وكان عمر “
رض” يقول “أقلوا الرواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا فيما يعمل به” ثم يقول أبو هريرة “أفكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعمر حي؟ أما والله لأيقنت أن المخفقة ستباشر ظهري” فإن عمر كان يقول “اشتغلوا بالقرآن فإن القرآن كلام الله” ولهذا لما بعث أبا موسى إلى العراق قال له: “إنك تأتي قوما لهم في مساجدهم دوي بالقرآن كدوي النحل، فدعهم على ما هم عليه ولا تشغلهم بالأحاديث وأنا شريكك في ذلك” وهذا معروف عن عمر رضي الله عنه “انظر كتاب البداية والنهاية ص 107 لابن كثير”.
هناك بعض بعض الأمثلة على السنن النبوية التي يمكن أن تفهم في المضمون لا في حرفية النص ونفهمها فهما معاصرا:
1 – السواك: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل السواك وسيلة لنظافة الفم والأسنان حيث أن السواك مأخوذ من شجر الآراك وهو شجر موجود في شبه جزيرة العرب. فإذا أردنا أن نفهم سنة السواك فهما معاصرا نقول إن السنة النبوية تحض المسلمين على العناية بنظافة الأسنان والفم ضمن الوسائل المتاحة وكان السواك هو الوسيلة المتاحة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم فاستعمله. هذه السنة هي درس كبير لنا للعناية بصحتنا.
2 – سنة اللحية واللباس: لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلبس من لباس العرب حتى إن الذي كان يدخل عليه من العرب وهو جالس مع الناس لأول مرة كان يسأل من منكم محمد. فهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يتميز بأي شيء في لباسه ولا لحيته وكان لباسه لباس العرب في حينه، وإطلاق اللحية هو من عادات العرب في حينه. وهكذا نفهم السنة النبوية في اللحية واللباس هي أن على المسلم أن يلبس لباسه القومي وأن يكون هندامه قوميا بدون حرج. لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان لباسه وهندامه قوميا وهذه السنة أكبر درس في اشعور القومي.
3 – سنة أكل التمر وشرب الحليب: لقد كان طعام النبي صلى الله عليه وسلم معظمه من التمر والحليب. فإذا نظرنا إلى شبه جزيرة العرب رأينا أن الإنتاج الزراعي الأساسي لها هو التمر وكان العرب يربون الإبل والضأن فكان الحليب هو نتاجها. لذا فإننا نقول ن السنة النبوية من حيث المأكل هي: أنه على المسلم أن يأكل من الطعام الذي تنتجه بلده. هذه السنة إذا فهمناها هكذا فهي درس في السلوك الوطني. إما إذا فهمنا السنة على أنها عين التمر والحليب فإنها تصبح شكلا دون مضمون.
اقتباس:
فإذا بي أشم من مقالك رائحة الإنفتاح والتوسع وذلك في انتقادك لنا قائلا :( .. ومن هنا انبذرت بذور ذهنية التحريم..)
|
الأصل في الحياة هو الإباحة، وصاحب الحق الوحيد في التحريم هو الله فقط، وهو أيضاً يأمر وينهى، لذا فإن المحرمات أُغلقت بالرسالة الإسلامية ، وكل إفتاءات التحريم لاقيمة لها ولو كان عددها بالمئات.
ثم أن الأمر والنهي ظرفي زماني مكاني، والتحريم شمولي أبدي. لذا فإن الرسول (ص) لايحرم ولايحلل، وإنما يأمر وينهى، ولذا فإن نواهيه كلها ظرفية ولاتحمل الطابع الأبدي.
و إن محمداً (ص) كان مجتهداً في مقام النبوة {لَقَدْ تَابَ اللّهُ عَلَى النّبِيّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَار} التوبة 117، ومعصوماً في مقام الرسالة {يَاأَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنْ النّاسِ} المائدة 67، لذا فإن في السنة نبوية أو رسولية لايوجد محرمات إطلاقاً وإنما هي أوامر ونواهٍ.
اقتباس:
ثالثا : ماهي المصادر التي تقترحها أنت بدل الكتاب والسنة والإجماع والقياس .
|
التنزيل الحكيم ...
نحن نعلم أن التنزيل الحكيم يضم بين دفتيه نبوة محمد (ص) كنبي، ورسالته كرسول. وآياته من هذه الزاوية تضم آيات النبوة التي تشرح نواميس الكون وقوانينه وقوانين التاريخ وأحداث الرسالات والنبوات (القصص) وتحتمل التصديق والتكذيب، وآيات الرسالة التي تشرح الأحكام والأوامر والنواهي وتحتمل الطاعة والمعصية. أما آيات النبوة فهي المتشابهات التي تخضع لثبات النص وحركة المحتوى، ويمكن إعادة قراءتها في ضوء تطور الأرضية المعرفية على مر العصور والدهور.أما آيات الرسالة فهي المحكمات التي لايمكن أن تكون صالحة لكل زمان ومكان إلا إذا كانت حدودية، حنيفية، قادرة على التطابق بمرونة مع متغيرات الزمان والمكان، أي أنها قابلة للاجتهاد وللمطابقة مع الظروف الموضوعية المستجدة في المجتمعات الإنسانية، لذا فلا يكون الاجتهاد إلا في النص، أما خارج النص فافعل ما تشاء.
ا
اقتباس:
هذه الفلسفة سيدي الكريم :
الرسولية .. النبوية ..
النبوية هي الرسولية والرسولية هي النبوية وإن قلت لا فهات لي آية تقول الرسولية
كذا والنبوية كذا ولا أقبل تحليلك فرفض السنة يفي برفض ماسواها من تعاليل البشر
فعلى القول بأنها خبر رجال فهم خير الرجال ولن يأتي من هو خير منهم بعدهم وعلى
كونها سنة النبي وقوله فمن باب أولى بالقبول والرد وتقديمها على تحليل العقلاء والمجانين .
|
أعتقد أنني شرحت سابقاً الفرق بين محمد النبي و محمد الرسول صلى الله عليهم و سلم ...
اقتباس:
هذا خبر عن رسول الله أخبرنا به خير القرون ومن لا شك في خيريتهم منني ومنك
بالسند المتصل .
|
لا ليسوا خيراً مني ... أنا خيراً منهم فما أملكه لم يكونوا يملكونه من العلم و المعرفة ..
أقل الإيمان / أعرف أن الأرض كروية و تدور حول الشمس و هي حقيقة علمية مثبتة / أما هم فكانوا يعتقدوا أن الأرض مسطحة و الشمس تدور حول الأرض ... و هذه ليست حقيقة
إلا أنها كانت حقيقة في زمانهم بينما حقيقة زمننا كانت باطل في زمنهم ...
و هنا أريد الإشارة بإختلاف الحقيقة عبر الزمان ...
و هنا يذكرني الإمام الشافعي عندما غير إجتهاده بعد ذهابه إلى مصر عما كان كان في الشام .
اقتباس:
خيرا: قائمة الأسئلة لا تزال قيد الإنتظار
*هل من آية تدل على وجوب أخذ كيفية عبادة النبي؟.
* آية صريحة الدلالة في الأخذ بالعقل دليلا .
* آية في أوقات الصلاة .
* أخرى في عدد الصلوات وأسمائها .
* أخرى في عدد ركعات كل صلاة .
* آية في أنصبة المواشي .
* أخرى في النصاب .
* أخرى في الحول .
* آية في الحج وقتا وعددا.
* أخرى في المواقيت .
* أخرى في كيفية الطواف والسعي والرمي .
تفضل وشكرا
|
بالنسبة لهذه الأسئلة ستطرح للحوار مستقبلاً لأن كل واحد منها يحتاج لصفحات ...
و لك مني جزيل الشكر