عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 2011-06-12, 04:20 PM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

لا أدري ما الغاية من سؤالك، تفترض افتراضات وتركب قصة متهالكة فقط لتحاول إثبات ما حاولت أن تلصقه سابقاً بالشيخ عثمان حفظه الله، وعليه سأرد على سؤالك وشبهتك، عسى أن تخرج نهائياً من عقلك.
لم أسمع في حياتي عن قصة رجل آمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد وأخفى ردته، فهل سمعتها أنت من قبل؟ وهذه القصة لا يقبلها عقل، وحتى أجيبك عن السؤال وأبين لك منافتها للعقل، علينا أن نعلم لماذا ظهر المنافقون وكيف ظهروا، وحتى نجيب على هذه الجزئية علينا أن نراجع السيرة النبوية العطرة ومراحلها، وقبل أن نبدأ في هذه المراحل علينا أن نعرف أولاً ما هو النفاق وما هي غايته.
تعريف النفاق:
النفاق هو الكفر، بأن يكفر الرجل بالله ويعبد غيره، ويظهر الإسلام في العلانية، وسبب ظهور النفاق والمنافقين هو المحافظة على مصالح دنيوية، إذن علينا أن نبحث عن تلك المصالح الدنيوية وأماكنها لنعلم أين وجد المنافقين ومتى.
مراحل السيرة النبوية وطرف من سيرة الخلفاء الراشدين:
يمكن تقسيم تلك الفترة إلى أربع مراحل:
1- الفترة بين البعثة والهجرة، أو ما يسمى العهد المكي، وفيها كان المسلمون أقلية مستضعفة، والكافر الذي يريد أن يتظاهر بالإسلام لن يستطيع الحصول على أي مكاسب دنيوية، وبالتالي لم يظهر أي منافق في ذلك الوقت.
2- الفترة بين الهجرة وفتح مكة، ويمكن أن نسميها الجزء الأول من العهد المدني، وفيها كان للمسلمين قوة في المدينة المنورة فقط، أما في خارجها فهم أقلية مستضعفة، وهذا يقود إلى ظهور بعض المنافقين فقط في المدينة المنورة وبالتأكيد ليس خارجها.
3- الفترة بين فتح مكة ووفاة نبي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ويمكن أن نسميها الجزء الثاني من العهد المدني، وفيها صار للمسلمين قوة في المدينة المنورة وخارجها، وهذا أدى إلى ظهور عدد من المنافقين خارج المدينة المنورة مع استمرار وجود بعض المنافقين داخلها.
4- الفترة بين وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتهاء حروب الردة، وفيها بقي للمسلمين قوة في المدينة المنورة ومكة المكرمة والطائف فقط، أما في خارج تلك المدن فهم أقلية مستضعفة، وهذا يقود إلى أن المنافقين إن وجدوا (وسنناقش وجودهم لاحقاً) لم يستمروا على نفاقهم إلا في تلك المدن الثلاث، بل إن مصحلة المنافقين الدنيوية التي يسعون إليها تقتضي أن يرتدوا دون أن ينافقوا، فهل ينافق رجل في اليمامة عند مسيلمة الكذاب؟ بالتأكيد لا، فالمرتدين كثر جداً جداً، وجيش المسلمين الذي خرج لحربهم صغير يظن أنه ضعيف، فميزان القوة المادية لصالح المرتدين وليس في صالح المسلمين، وهذا يقتضي أن لا وجود للمرتدين خارج تلك المدن الثلاث.
أما في تلك المدن الثلاث، وبعد أن عرف القاصي والداني أن أمر الخلافة في قريش فقط، وأن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم متتبع لأثر محمد صلى الله عليه وسلم ولن يخالفه في شيء قيد أنملة، فعلم المنافق أن الحصول على منفعة دنيوية صار من المستحيلات، وعليه فما المبرر له في الاستمرار في نفاقه؟ لا شيء بكل تأكيد، وعلينا أيضاً ألا ننس في معرض حديثنا هنا أن أسماء المنافقين كانت مع الصحابي الجليل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، فأمرهم شبه معلوم لمن بيده السلطة وهو خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أتمنى أن تكون الشبهة قد زالت، فإن لم يكن كذلك فأخبرني حتى أستفيض أكثر وأكثر في الشرح، كما أتمنى أن تكف عن فرض رأيك في الكلمات المستخدمة من فريق الإشراف أو المحاورين، فرسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه).
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس