إختيار رائع أخي الفاضل .
بالفعل مثل هذه الأبيات يقف الإنسان فيها يتأمل ويتعظ .
ومن ذاك ما يوازي ما تضمنه معنى البيت الذي ذُكر في العنوان ، أبيات لابن مبارك ومنهم من ينسبها علي بن أبي طالب رحمه الله :
ما بـال ديـنك ترضى أن تدنسـه *** وثوبكَ الدهرَ مغسولٌ منَ الدنسِ
ترجو النجاة ولم تسلك طريـقتها *** إن السفينـة لا تجري على اليـبس
أيضا قد ضمن مثل هذا البيت الشافعي رحمه الله بقوله :
يا واعـظَ النـاس عما أنت فاعلُـه * * * يا من يُعُّد عليه العمْـرُ بالنَفَسِ
احفـظ لشيبـك من عيـب يدنِّسـه * * * إن البياض قليـلُ الحِمْل للدَّنَسِ
كحامـلٍ لثيـاب النـاس يغسلُهـا * * * وثوبُه غارقٌ في الرَّجْس والنَّجَسِ
تبغي النجـاةَ ولم تسلـكْ مسالكَها * * * إن السفينةَ لا تجري على اليَبَـسِ
ولأبي العتاهية على نفس المعنى يقول :
يا واعظ الناس قد أصبحت متهما *** إذ عبت منهم أمورا أنت آتيها
كالملبس الثوب من عري وعورته *** للناس بادية من أن يواريها
وأعظم الإثم بعد الشرك تعلمه *** في كل نفس عماها عن مساويها
عرفانها بعيوب الناس تبصرها *** منهم ولا تبصر العيب الذي فيها
-----------------
شكرا جزيلا لك .