الموضوع: سؤال لكل مسلم
عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 2012-02-11, 01:29 AM
حفيدة الفاروق حفيدة الفاروق غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-03-14
المشاركات: 89
افتراضي رد: سؤال لكل مسلم

بسم الله الرحمن الرحيم
أيُّهما الصَّحيح؟ "الصَّابئين" أم "الصَّابئون"؟!

من المعلوم عند كلِّ عارف باللغة أنَّ الكلمة قد يكون لها أكثر من وجه إعرابي صحيح، بحسب المعنى المقصود من السياق، فالإعْراب فرع المعنى، وتغيُّر المعنى قد يؤدِّي إلى تغيُّر في الإعراب.


فمثلاً إن قُلْنا: إنَّ السياق في آية المائِدة يقتضي سؤالاً مقدَّرًا - كما ذكرْنا في الوجْه السَّادس من الوجوه الإعرابيَّة - فهُنا يُمكننا القول بأنَّ: "إنَّ" هنا بمعنى "نعَم" الجوابيَّة، أمَّا في آية سورة البقرة، فإنَّ السياق لا يقتضي ذلك السُّؤال، ومن هنا اختلف الإعْراب رغْم التشابُه الظَّاهري بين الآيتَين.

قال الكرماني حول تكرُّر هذه الآية في ثلاثةِ مواضع في القرآن، حيث قال: "قولُه: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ} في البقرة، وفي الحج: {وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى}، وقال في المائدة: {وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى}؛ لأنَّ النَّصارى مقدَّمون على الصَّابئين في الرتبة؛ لأنَّهم أهل كتاب، فقدَّمهم في "البقرة"، والصابئون مقدَّمون على النَّصارى في الزَّمان؛ لأنَّهم كانوا قبلهم فقدَّمهم في "الحجِّ"، وراعى في المائدة بين المعنيين فقدَّمهم في اللَّفظ وأخَّرهم في التَّقدير؛ لأنَّ تقديره: والصابئون كذلك"


آية البقرة راعت المكانة والرُّتبة فقدَّمت النَّصارى في الذِّكْر: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 62].


أمَّا سورة الحجّ، فقد راعت النَّاحية الزَّمانيَّة والتَّاريخية، فقدَّمت الصَّابئين على النَّصارى في الذِّكْر: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ} [الحج: 17].


وفي سورة المائدة جاء قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئُونَ وَالنَّصَارَى مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [المائدة: 69]، فراعى النَّاحيتَين معًا: حيث قدَّم الصابئين من حيث اللفظ فذُكِروا أوَّلاً، وإن كانوا قد أُخِّروا من حيث التَّقدير؛ لأنَّه حين رُفعت (الصَّابئون) صارت مبتدأ خبرُه محذوف تقديره (كذلك)، وكأنَّه قال: إنَّ الذين آمنوا والذين هادوا والنَّصارى حكمهم كذا، والصَّابئون كذلك، كما وضَّحْنا في الوجْه الإعرابي الأوَّل، وبذلك يكون قد راعى النَّاحية الزمانيَّة فقدَّم الصَّابئين في ذكرهم باللَّفظ، وراعى ناحية الرتبة والمكانة فأخَّرهم في تقدير المعنى.


فانظر إلى وجوه البلاغة في القُرآن وانظر إلى عظمة بيانه،فماتقول بانه تناقض
هو ضرب من البلاغة التى اعجزت العرب قديما

يتبع ان شاء الله


__________________
نريدها إسلامية

لامدنية ولا علمانية




منتدى ملتقى السنة

http://www.soonaa.com/vb/