[نهج الكرار]

قال تعالى (( واعتصموا بحبل الله جميعا ً ولاتفرقوا))
أحد معرفي المقربين ذهب إلى مكة ومدينة معتمرا ًوعندما عاد أخبرني عماهي عليه من تطور وتقدم وكيف أن الناس وقت الصلاة تترك محال البيع للتتوجه للمساجد للصلاة، وكيف أن أصحاب المال لايحاولونى غشك ببضاعة ما
وقال لي أنك لووقفت أمام محل ووقفت فيالطابور الطويل وقد عجزت من ثم حولت إلى محل آخر قربه لرفض بدعوى أن هذاررزق غيره فهو لايقترب له... والأهم من ذلك أخبرني أن هناك دار للافتاء وفق كل المذاهب فأناأخبرته
أنني شيعي إمامي فقال لي من تقلد الصدرأوالسستناي أوكذا لأن كل واحد من هؤلاء له فتاوى ؛ وهذا الشيخ الكبير يحفظ كل تلك الفتاوى ويعتني بها ويجاوب على أثرها كي يبرئ الذمة...وهنا تذكرت إجماع المسلمين كل وفق
مذهبه في موسم الحج والعمرة.
وفي حادثة أخرى تتصل بموضوع بحثي في الخدمة العسكرية في بلدي جمع الخريجون في مركزموحد للتدريب منهم السني والشيعي... وأذكر في يوم من الأيام أن واحد من مجموعتنا الشيعية حصر بمبلغ من المال احتاج إليه
ولما عرض الأمر على الحضور أول من أعطى وتبرع هو رجل سني بل وتبرع بمبلغ كبير، وغيربعيد عن ذلك أذكر عندما تخرجنا من مركزالتدريب فقد جاء رجل سني وطلب مني التوقيع على إحدى وريقات مفكرته وبكل ود ومحبة
رغم أننا كنا نناقش مسائل الاختلاف من حين لآخر...
وبعد التسريح في إحدى دوائر العمل كنت كثيرا ًمااتفق مع زميل لي بالعمل سني... يبدأهو بعرض عيوب وأذى ممن لايلتزم من أبناء طائفته وأفعل أنا نفس الشيء، وعنما نقلت ودعته بأحر الوداع، وكان أن أردت الرجوع لنفس
دائرة العمل تلك... وأبدلت رأيي تعرفون لماذا؟ لأن هناك ممن لاأريد الاجتماع بهم مرة أخرى من أبناء طائفتي وقدأخبرته بإنني سأعود للاجتماع به لونقلوا!...
وأمثلتي على ذلك كثيرة.
فأنا عندي مصحف وبالرسم العثماني أختمه المرة والمرتين والثلاث مرات في رمضان ولايستحب لي قرأة دعاء ختمة القرأن إلا في نهايته... أي من نفس المصحف الصفحة الأخيرة دعاء ختم القرآن، فلايقول بتحريفه إلا الشواذ
كما في المذاهب جميعا ًقصدا ًللشهرة والاغراب.
أما عندما سمعت مايقول ياسر الحبيب ويمس عرض الرسول ص وآله في أم المؤمنين عائشة رض ...لم أكد أصدق ماأسمع... وشجبت فعله على الفور... وعرفت أنه مدفوع لفتنة مادبرها أعداء الاسلام، بل والمتصيدون من
المسلمين في الماء العكر والباحثين عن شذاذ التفرقة والشهرة الوسخة، وأنا العبد الفقيرلله أتحدى من يجد طعنا ًلعرض النبي في أم المؤمنين وفي أي كتاب شيعة، فصون النبي وعرضه من مقدمات عصمته عندنا.
أما مايخص الج والزيارة ... فالحج واجب عندنا من الكتاب والسنة والزيارة مستحبة... وإذاماوجدت روايات تبسط القول في الزيارة وفضائلها ... فهذامن باب ثواب المستحب الذي يثاب عليه ولايعاقب على تركه...
واختصارا ًللوقت أقول إن مذهبنا يشابه كل المذاهب الاسلامية في حلاله وحرامه، وكمااختلفوا في مسائل ماوأفتوا فيها بعد القرآن والحديث النبوي بالاجماع ، وبمنطق الدليل والاستنباط فعلناذلك.
أما ما يشاع عن الدين الحق والدين الباطل وتلك الطائفة وذلك المذهب هو كما يبدو صراع سياسي تلبس بلباس الدين، فالجهاد والأرهاب تحولا إلى خطب نارية تحكمها السياسة، والتغيير والثورة لعبة يمتهنها سياسيون في
الداخل والخارج وبالتأثيرعلى رجال الدين ، من خلال رجل دين حركته سياسة واقع...
وهانحن نرى أن هذه السياسة كيف فعلت فعلها قبل ثورات الربيع العربي وبعده وماستفعله في الأيام اللحقة، فياليتنا نتذكرأن ديننا واحد ونبينا واحد وقبلتنا واحدة وقبل كل ذلك ربنا جل وعلا واحد أحد... ماعنده سوى جنة ونار...
وثواب وعقاب... فهلا توحدنا تحت راية عربية واحدة... والسلام عليكطم ورحمة الله وبركاته