عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2012-11-22, 11:08 PM
الدكتورة زينب السعيد الدكتورة زينب السعيد غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-07
المكان: السعودية
المشاركات: 21
افتراضي خصائص وأسس نظام الحكم فى الإسلام

النظام السياسي في الإسلام
بسم الله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه
ثم أما بعد
ما زال موضوع تطبيق الشريعة مثار جدل بين محبي الشريعة الإسلامية والعلمانيين,لذا هنا أردت بمجهودي المتواضع أضع الضوء على النظام السياسي فى الإسلام ,لندرك جميعا مدى أهمية تطبيق الشريعة الإسلامية,لتحقيق سعادة وأمن المجتمع الإسلامي,,
والنظام السياسي في الإسلام له خصائص فريدة تميزه عن الأنظمة السياسية الأخرى وله أسس يقوم عليها
أولا:خصائص النظام السياسي فى الإسلام
1-الربانية
الربانية أولى خصائص النظام السياسي في الإسلام ,وتتمثل الربانية فى هذا النظام فى ربانية المصدر
ولهذه الخاصية ثمار عديدة وهى:
1-العصمة من التناقض.
2-البراءة من التحيز,والميل لمصلحة طائفة من البشر ,أو بلد دون آخر.
3-الاحترام وسهولة الانقياد..
4- التحرر من عبودية الإنسان للإنسان,والعبودية هي الذل والخضوع والانقياد,وقد انحرفت الأنظمة السياسية الوضعية بتذليل الأتباع للمتبوعين’,وانحرفت في جانب آخر من جوانب العبودية هو أن السادة قد يحرمون على أتباعهم ما يشاؤون,أما فى الإسلام فالمشرع هو الله فلا عبودية الا له سبحانه.
والعمل بالنظام السياسي الإسلامي أمر يتعبد الله به فالسياسي المسلم الذي يسير على شرع الله مخلصا فى ذلك نيته مأجور عند الله تعالى على عمله.
وفى المقابل فإن من يعرض عن السياسة الإسلامية ويعمل بخلافها,فإنه معرض للعقوبة من الله .

الخاصية الثانية من خصائص النظام السياسي
الشمولية
فالنظام السياسي في الإسلام شامل,لأن مصدره هو الله تعالى قال تعالى(ما فرطنا فى الكتاب من شيء)الأنعام الآية 38.
فالنظام السياسي فى الإسلام لم يأت قاصرا على ما يهم الحاكم,او على ما يهم المحكوم,بل جاء شاملا لكل ما يحتاجه النظام من واجبات الإمام وحقوقه,وواجبات الأمير وحقوقه .وجاء ايضا بما ينظم علاقة الدولة الإسلامية بغيرها من الأمم والشعوب من المسلمين وغير المسلمين.
ويدل على هذا الشمول قوله تعالى(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىء وهدى ورحمة للمسلمين) النحل الايه 89

الخاصية الثالثة العالمية
النظام السياسي فى الإسلام له خاصية العالمية,لأنه منزل لجميع الناس على حد سواء وصالح لهم جميعا بحسب طبيعتهم الإنسانية بغض النظر عن الجنس أو اللون وبصرف النظر عن المكان والزمان.
فالنظام الإسلامي صالح إلى قيام الساعة وصالح لكل زمان ومكان
قال تعالى(ل يأيها الناس إنى رسول الله إليكم جميعا)الأعراف الاية158
وقال النبي صلى الله عليه وسلم(وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة وبعثت الى الناس عامة)أخرجه البخاري ومسلم
ولأن الإسلام هو آخر الأديان ,ولا دين بعده فلابد أن يكون صالحا الى قيام الساعه قال تعالى(ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شىءوهدى ورحمة وبشرى للمسلمين)النحل 89

الخاصية الرابعة الوسطية
جاء الإسلام وسطا فى عقيدته,وسطا فى شريعته وكذلك فى أنظمته فلا هو نظام ديكتاتوري مفرط,ولا نظام ديمقراطي مفرط,وهو بهذا خير نظام عرفته البشرية
قال تعالى(وكذلك جعلناكم امة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا)البقرة 143

الخاصية الخامسة:الواقعية
النظام السياسي الإسلامي واقعي,لأنه ممكن التحقيق فى الحياة الإنسانية,ولأنه ليس بعيدا عن الحقائق وأمور الحياة,فهو ليس نظاما مغرقا فى الخيال,ولا يغفل عن الطبيعة البشرية,ولا يشتمل على قوانين مثالية لامقابل لها فى عالم الواقع وإنما هو نظام يشرع للناس كما هو فى عالم الواقع,
ومن هنا فالنظام السياسي الإسلامي يفوق فى واقعيته النظم السياسية الأخرى
ومن أكبر مظاهر واقعية النظام السياسي فى الإسلام أنه يتعامل مع هذه الحياة الواقعية بكل ما فيها من خير وشر,وما فيها من بشر من لحم ودم وأعصاب وعقل ونفس وروح قال تعالى(لا يكلف الله نفسا إلا وسعها )البقرة 286

مقارنة بين النموذج السياسي الإسلامي والأنظمة الأخرى
1-أن العلاقة بين الحاكم والمحكوم مباشرة,لاتعرف الوسيط.ولا يفصل بين الاثنين أية عقبة اجتماعية أو نظامية.
2-أن العلاقة بينهما كفاحية,فكل مواطن مطالب بالدعوة الى الله,ونشر تعاليم الإسلام ,بكل الوسائل المشروعة,والدولة تفعل ذلك.
3-أن النموذج الإسلامى يجمع بين الفكر والحركة,ويقيم توازنا بين الحاكم
والمحكوم.-
4-العلاقة السياسية تنبع من مفهوم العلاقة الدينية,وتحدد بها,فعلاقة المسلم بكتاب الله وسنة رسوله وتعاليمها هى التى تحدد روابط العلاقة السياسية.

الأسس التي يقوم عليها النظام السياسي الإسلامي

1-سيادة الشريعة
لقولة تعالى(وما كان لمؤمن ولا لمؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا)الاحزاب الايه 36
وسيادة الشريعة لا يصادر على الحكومة أمر التنظيم لأن النصوص قليلة والحوادث غير متناهية وحياة الناس تتطلب نوعا من التنظيم,فالمرور والجوازات
وغيرها من أمور الحياة التي تحتاج إلى تنظيم فمن حق الحكومة وضع تنظيمات لا تخالف الشريعة.
2- العدل
العدل من أهم الأسس التي يقوم عليها النظام السياسي في الإسلام ,وتحقيق العدل يحقق الأمن والاستقرار في أى مجتمع من المجتمعات.
وجاء الأمر بالعدل فى القرآن الكريم فى كثير من الآيات منها قوله تعالى(إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها و|إذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظم به إن الله كان سميعا بصيرا)النساء 58
والأمر بالعدل هنا للوجوب
وقد جاء فى السنة ما يدل على عظم فضل العدل
قال صلى الله عليه وسلم(ان المسلمين على منابر من نور عن يمين الرحمن عز وجل وكلتا يديه يمين الذين يعدلون فى حكمهم وأهليهم وما ولوا)أخرجه مسلم.
وقد عظم النبي صلى الله عليه وسلم خطورة عدم إقامة العدل فقال(ما من عبد يسترعيه الله رعية ,يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة)أخرجه البخاري.
وقد ذكر ابن حجر فى شرح هذا الحديث أن هذا وعيد شديد على أئمة الجور,
والسبب فى عناية علماء الإسلام بهذه القاعدة,أنها أساس صلاح الإنسانية وسعادتها فإن تحقق العدل فى حياة البشرية سعدت واستقرت.وهو واجب فى كل نواحي الحياة السياسية,والاقتصادية,والاجتماعية ,وكذلك واجب التطبيق على مستوى المؤسسات كالقضاء والجيش والتعليم, وعلى مستوى الأفراد بدون استثناء.

3- الشورى
وهى الرجوع إلى أهل الرأي والاختصاص فى الأمور التي لا يوجد فيها نص شرعي واضح ,للوصول إلى الأصلح للأمة والأنفع لها,
وقد وردت الشورى بمعناها العام المتعلق بنظام الحكم فى الإسلام فى قوله تعالى(والذين استجابوا لربهم وأقاموا الصلاة وأمرهم شورى بينهم ومما رزقناهم ينفقون)الشورى 38

أهمية الشورى في النظام السياسي:
1-إن الأمر الذي تم عن طريق الشورى يقل فيه الخطأ.
2-الشورى في الحقيقة توزيع للمسؤولية فلا تقع نتيجتها على كاهل واحد بعينه ,بل يتقاسمها الجميع فلا يتلاوم الناس ولا يتشاجرون |إذا وقع الأمر على خلاف ما يريدون.
3-المجتمع الذي تطبق فيه الشورى على الطريقة الشرعية يشعر فيه الأفراد بالمسؤولية تجاه قضاياهم الدنيوية والدينية,فلا تجد هذا المجتمع يعانى من اللامبالاة تجاه قضايا الأمة الخطيرة.
4-الشورى وقاية للمجتمع من الاضطراب وعدم الاستقرار وثقة بين الحاكم والمحكوم.
إن الواقع التاريخى شاهد على أن اسعد الأوقات التى مرت بها الأمة يوم طبقت الشريعة وساد مبدأ الشورى فى حياتها,كما أن اتعس الأوقات التى مرت بها الأمة الإسلامية تلك التى استبعدت فيها الشورى وانتشر الاستبداد وتولدت عنه النزاعات والفتن.

نطاق الشورى فى النظام السياسي الإسلامي
1- النصوص الشرعية التي تكون دلالتها محتملة وغير قطعية على المراد ويحتاج المسلمون للوصول فيها إلى رأى راجح رافع للخلاف فيحال الأمر للفقهاء فى الشريعة الإسلامية.
2- ما يتعلق بالأمور الدنيوية التي لم تتطرق لها الشريعة بصورة مفصلة ويكون مدار قبولها او رفضها على تحقيق المصالح او درء المفاسد كالمعاهدات الدولية,وتنظيم الاقتصاد والسياسات المالية,ووضع الأنظمة للمبانى ,والطرق وغير ذلك من المسائل وهذه ينظر فيها أعضاء مجلس الشورى ,وهم فى الغالب يستعينون برأى اهل الخبرة والاختصاص

-4-المساواة
المساواة هو عدم التفرقة بين الناس فى الحقوق والواجبات على أساس قبلى أو إقليمي أو اقتصادي ,إلى غير ذلك من الأمور التي هى خارجة عن إرادته وسعيه.
وهناك نصوص كثيرة تقرر مبدأ المساواة فى الإسلام منها قوله تعالى(يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم)الحجرات 13
فيبين الله أن أصل الإنسانية واحد والتفاضل على أساس التقوى فقط.
مجالات المساواة فى النظام السياسي فى الإسلام:
1- المساواة أمام القضاء
ويقصد به عدم اختلاف المحاكم التى تفصل فى الجرائم والمنازعات باختلاف الوضع الاجتماعي للأشخاص فالجميع أمام النظام الإسلامى سواء,
2- المساواة فى وظائف الدولة
3- فكل المناصب حق لكل مسلم كفء.
5-الحرية
هى الإذن للإنسان بالتصرف فى شؤونه كلها,بما لا يخالف الشريعة الإسلامية.
. معنى الحرية السياسية هي : "الحالة التي تمكن الفرد من أن يكون لَهُ الحق في اختيار الحاكم ومراقبته أو محاسبته سواءٌ أكان عن طريق مباشر، أم عن طريق ممثله، وممثل الأمة من أهل الحل والعقد" .
والحرية السياسية تتمثل في:


أولا:اختيار الحاكم ومبايعته واختيار ممثلي الأمة.
الثانية : ممارسة الشورى .
الثالثة. الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر و يشتمل علي النقد السياسي ومحاسبة الحكام وحرية التعبير عن الرأي السياسي.
الرابعة : الدعوة إلي الحق بالحسنى من الجدل وطيب الكلام.
الخامسة: حرية الحق في سحب الثقة من الحاكم أو الحكومة.
السادسة: حرية التجمع والاجتماع السلمي للتعبير عن الرأي .
السابعة: حرية تأليف الجماعات والأحزاب والتنظيمات السياسية المعارضة للحكومة أو الموالية لها.

وأخيرا أتمنى أن أكون القيت الضوء على النظام السياسي فى الإسلام ليتيقن العالم الإسلامي أنه لا بديل للإصلاح إلا تطبيق شرع الله ,
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين,
د.زينب احمد السعيد
جامعة سلمان بن عبد العزيز.
رد مع اقتباس