الموضوع: Goal of Humans' creation
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 2008-07-24, 09:30 PM
TAMAP TAMAP غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2007-12-30
المشاركات: 14
افتراضي

أولا أشكرك على التوضيحات أخي العزيز وعلى إزالة اللبس الذي وقعت فيه فبعض الأمور اختلطت بذهني على ما يبدو.

ثانيا أريد أن أشير أن العلامة ابن خلدون لا تربطني به علاقة عدى كوننا ولدنا في نفس الوطن فالقرابة التي ذكرت لا تعدو أن تكون قرابة انتماء ترابي وليست بالقرابة الدموية. أما إذا وددت أن تعرف أصلي فأنا من أصول أندلسية أنتمي إلى عائلة من العائلات التي هجرت من الأندلس فاستقرت بتونس.

أعود إلى سؤالك الآن حول المنهج الذي اخترته للتأكد من ألوهية الرسالة القرآنية. المنهج هو بكل بساطة مقارنة ما هو ثابت عندنا من حقائق علمية يتفق عليها العلماء بعيدا عن النظريات التي لم تؤكد بعد كنظرية التطور مثلا... إذن 1 الحقائق العلمية بدرجة أولى لأن الإعجاز الرقمي مثلا يمكن أن يكون وليد الصدفة على الرغم بأن التساوي بين عدد تكرار بعض الكلمات في القرآن التي تفيد معان مترادفة أو متناقضة لأمر عجيب وهو من أكبر المعجزات القرآنية إن صح (من الضامن أنه لم يقع تلاعب بهذه الأعداد؟)... أضيف إذن 2 الإعجاز الرقمي (في تساوي الكلمات المتقابلة بالتحديد كالجنة والنار على أظن...إلخ خاصة لكن إذا صح) و 3 الحقائق التاريخية التي أشير إليها في القرآن (أو في السنة) والتي حصلت فيما بعد شريطة أن يكون الأمر دقيقا وواضحا وإلا لأصبح نوستراداموس أعظم الرسل.

فقط... هذه هي الأشياء التي يمكن أن تدل على أن مصدر هذا الكتاب إلاهي والعكس صحيح... إذا وجد خطأ واضح فمصدر هذا الكتاب لا يمكن أن يكون من الله الذي يتصف بالكمال.

الطريقة التي سنعتمدها إذن هي مقارنة ما وصلت إليه معارفنا العلمية والتاريخية اليوم وما يوجد بالقرآن وهو المسمى بالإعجاز في القرآن أو في السنة وهنا أذكر أنه لي بعض التحفظات على بعض ما جاء في السنة خاصة المشروع الإجتماعي الذي تقدمه: باب النكاح في صحيح البخاري مثلا ولكن سأكتفي بذكر بعض الأحاديث التي تتعلق بموضوعنا أي الأحاديث التي نجد فيها اشارة عن حقائق علمية أو تاريخية كالحديث الذي يقول فيه محمد صلى الله عليه وسلم (بما معناه) أن الشمس عندما تغرب تذهب لتسجد تحت العرش (أين يوجد هذا العرش؟) لتأخذ الإذن من الله بالشروق من جديد... ويوم القيامة سيقول لها عودي من حيث اتيت فتشرق من الغرب. ما المقصود بهذا الحديث ونحن نعلم الحقيقة العلمية الثابتة القائلة بان الأرض هي التي تدور حول نفسها الشيء الذي يولد ظاهرتي الشروق والغروب وإن حصل وأشرقت الشمس في الإتجاه المعاكس (أحد علامات الساعة الكبرى) فإنا ذلك سيكون جراء انعكاس في مركز دوران الأرض ولا تلعب الشمس أي دور في ذلك. بدأت بهذه النقطة لا لشيء بل لأنني في منتدى مختص في علوم السنة.

وعلى أية حال لا يخلو لقرآن بدوره من بعض الإشكالات كقصة ذي القرنين . رجاءا أريد توضيحا... هل في السنة مثلا بيان عن القصود بذي القرنين؟ يقال في بعض كتب التفسير أنه الإسكندر المقدوني لكني أسوق هذه المعلومة بشيء من الإحتراز النابع من علمي بأن كتب التفسير ليست بمصدر من مصادر التشريع. لذلك أريد أن أعرف هل وقعت الإشارة في السنة بأن الإسكندر المقدوني هو أبو القرنين؟ إن كان الأمر كذلك فسيطرح هنا مشكل تاريخي كبير ففي سورة الكهف نجد أنه يتخاطب مع الله في حين أننا نعلم بأن اسكندر المقدوني كان مشركا بالله بما أن الإغريق قوم آمنوا بتعدد الآلهة لا بل أكثر من ذلك فأنه كان يتباهى بأنه نصف اله أي انه مولود لزيوس من ام بشرية.

على كل حال في قصة أبو القرنين هذا خطأ علمي... فنجد أنه بلغ مغرب الشمس فـ: "وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ" (ما المقصود؟) وبلغ مطلع الشمس فـ: "وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَىٰ قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا"
(ما المقصود؟ وهل هناك أقوام جعل الله بينهم وبن الشمس سترا (يقال ملابس في التفاسير) وأقوام لم يجعل؟ وإن صح هذا الأمر فمن هو هذا القوم إذا كانت الأرض هي التي تدور حول نفسها ولشمس تطلع عند جميع الأقوام فقط في أوقات مختلفة؟

أما عند تفسير هذه الشبهة فنجد المستدل بثراء اللغة العربية للقول بأن البلوغ لا يعني البلوغ المادي لكن البلوغ الزمني وهو تفسير لا يمت للمنطق بصلة فلو واصل هؤلاء قراءة السورة لفهموا أن هذا التفسير مردود لأصحابه وإلا ما معنى هذه الآية: "حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا"؟ المعنى واضح لا تشوبه شائبة وهو بلوغ المكان.

ومن الردود كذلك أن الغاية من هذه القصة هي مجرد الرد عن من سألوا النبي عن أبو القرنين: "وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ ۖ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا"... هذا الجواب أفضل من الجواب الأول بكل تأكيد لكنه ليس بالجواب المقنع. فقد كان بامكان الله أن يتلو عليهم الذكر مع الإستدراك في الأخير لتصحيح الحقيقة العلمية التي يعلمها بما أنه هو الخالق... فلو وضعنا نفسنا في تلك الفترة لكان فهمنا لهذه الظاهرة فهما خاطئ ... كان الإمكان القيام بذلك الإستدراك خاصة وأن المتمعن في القرآن يجد أن الله استعمله في أكثر من مرة لتصحيح المعتقدات الجاهلية البالية. ولكم أن تتخيلوا معي وقع استدراك كهذا يؤكد حقيقة الشروق والغروب وكروية الأرض بصفة مباشرة... تخيلوا وقع هذا الأمر على غير المسلمين في عصرنا هذا؟

وأود أن أنهي طرحي هذا بالإشارة أن ما كل ما نسمعه عن الإعجاز العلمي في القرآن صحيح:
- مسألة إنزال الحديد وأنه أنزل علميا من السماء: نجد في آيات أخرى أن الله أنزل اللباس (الأعراف 26) كما أنه أنزل المن والسلوى إلخ...
- السبع سموات هناك من فسرها بالطبقات التي تحمي كوكب الأرض وعددها بالفعل سبعة لكن هذا تفسير خاطئ ويمكننا أن نتبين ذلك بكل سهولة بالعودة إلى سورة فصلت 10 - 12 والتي نجد بها "وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَ‌ٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" والمقصود بالطبع هنا بالمصابيح هي النجوم والتي لا يمكن أن تكون موجودة بالطبقة الدنيا للطبقات الحامية لكوكب الأرض (ولا في أي طبقة من هذه الطبقات) فكلنا نعلم أن النجوم كواكب تبعد سنين ضوئية عن كوكب الأرض.
رد مع اقتباس