وهنا اسمحوا لى أن أتناول الموضوع بشئ من العمق والتفصيل. وقبل أن أرد على الشبهة فسأقوم أولاً بوضع النصوص الإسلامية – قرآنا وسنة – التى تحدثت عن الموضوع ثم نرى ما تشير إليه ، ونرى كذلك ما يقدمه لنا العلم الحديث فى هذه المسألة.<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>
ولا أدعى أننى سأقوم بحل كل الإشكاليات فى هذا الباب ولكن كل ما أطمح إلى تحقيقه – بحول الله وقوته – هو الآتى :<o:p></o:p>
أولاً: إثبات أنه لا تناقض بين ما يقوله القرآن والسنة وبين الحقائق العلمية قديماً وحديثاً.<o:p></o:p>
ثانياً : بيان أن ما يخبر به الحديث ليس بالمستحيل وقوعه بل هو جائز بشكل أو بآخر ، وأن العقل يقبل إمكانية وقوع هذا دون أن يتعارض مع المعطيات العلمية التى بين أيدينا.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
كما يجب أن أشير إلى إننى إن عجزت عن بيان ما أريد ، أو لم أوفق فى رد الشبهة ، فيجب على ضيفنا العزيز أن يعلم جيداً أنه لو افترضنا أن هناك خلاف بين العلم والدين فى هذه المسألة فلنتذكر أن النبى صلى الله عليه وسلم قد جاءنا بالمعجزات والمعجزة : هى شئ خارق للعادة ، يجريه الله على يد نبيه موافقاً لدعواه إثباتاً لصدق نبوته ، فلماذا لا تكون هذه معجزة إذن ؟؟!!<o:p></o:p>
المعجزة شئ خارق للعادة ، والعادة قد أجراها الله بنظام ، فخرق العادة هو خرق للنظام ، ولكن أليس إنشاء النظام أصعب بكثير من خرق النظام ، أليس الله الذى خلق هذه السموات السبع والأرضين السبع وجعل فيها هذا النظام المحكم ، الغاية فى الإحكام أليس بقادر –سبحانه – على تغيير هذا النظام بنظام آخر ؟؟!!<o:p></o:p>
من الذى جعل شروق الشمس سببه دوران الأرض حول محورها ؟ أليس هو الله؟!<o:p></o:p>
ولو شاء الله أن يكون شروق الشمس سببه حركة الشمس حول الأرض وليس العكس ، فهل هناك راد لقدرة الله؟<o:p></o:p>
الذى خلق الأرض وجعلها تدور حول الشمس ، قادر أن يغير هذا النظام إلى نظام آخر ، بحيث تدور الشمس حول الأرض.<o:p></o:p>
تماماً كما كان يرد القرآن شبهة البعث والخلود وإحياء الموتى. فقد كانوا يعجبون من أن القرآن يقول بأن الله سيعيدهم بعد أن أرموا ، كانوا يعجبون من هذا وينكرونه ، <o:p></o:p>
وكان القرآن يرد عليهم بقوله : (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) ) [ القيامة ]<o:p></o:p>
ويقول : (وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَئِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيًّا (66) أَوَلَا يَذْكُرُ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئًا (67)) [ مريم ]<o:p></o:p>
ويقول أيضاً : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (33)) [ الأحقاف ]<o:p></o:p>
ورداً على شبهة هذا الحديث – نفسها - يقول القرآن الكريم : <o:p></o:p>
(أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) ) [ يس ]<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
أقول : إن الذى خلق النظام قادر على خرق النظام.<o:p></o:p>
أقول : إن الذى وضع النظام قادر على أن يخلق نظام غيره.<o:p></o:p>
أقول : إن النبى قد جاء بالمعجزات فما المانع أن تكون هذه معجزة وسيجريها الله فى موعدها ، وليس عندنا داعٍ ولا ضرورة لردها طالما أنه لم يمض وقتها ولم تقع.<o:p></o:p>
أقول : أنه بالإمكان إحالة مثل هذه الأمور التى أخبر بها النبى – ولا تسعها عقولنا الآن – إلى أمور أخرى قد أخبر بها النبى – صلى الله عليه وسلم – فى القرآن والسنة ووقعت بعده بقرون وهى التى نسميها بالإعجاز الغيبى ، أقول : بالإمكان أن نحيل هذه الأمور إلى تلك الأمور التى أخبر بها النبى ووقعت بعده وثبت بها صدق نبيه.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
طبعاً هذه كلها براهين وحجج تقنع المؤمنين ولكن من يعولون على العقل والعلم المادى يحتاجون إلى محور آخر فى الحوار يجب علينا – نحن العاملين فى الدعوة - أى نلمسه ونسبر أغواره جيداً.<o:p></o:p>
يتبع ....<o:p></o:p>
__________________
قـلــت : [LIST][*] من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*] ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*] ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*] ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|