أحسنت أحسنت هذا هو السؤال الصحيح، والرد سيكون على مجموعة نقاط:
1- الحب والإسلام بالاتباع وليس بالادعاء:
تعال لننظر أولاً إلى شهادة التوحيد، وهي شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله، فلا أحد يستحق العبادة إلا الله، ولا أحد يستحق الاتباع إلا رسول الله
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
، فالله سبحانه وتعالى قال
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ *
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
[آل عمران:31-32]، ويقول ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير هذه الآية ((هَذِهِ الْآيَةُ الْكَرِيمَةُ حَاكِمَةٌ عَلَى كُلِّ مَنِ ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ، وَلَيْسَ هُوَ عَلَى الطَّرِيقَةِ الْمُحَمَّدِيَّةِ فَإِنَّهُ كَاذِبٌ فِي دَعْوَاهُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ، حَتَّى يَتَّبِعَ الشَّرْعَ الْمُحَمَّدِيَّ وَالدِّينَ النَّبَوِيَّ فِي جَمِيعِ أَقْوَالِهِ وَأَحْوَالِهِ، كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: "مَنْ عَمِلَ عَمَلا لَيْسَ عَلَيْهِ أمْرُنَا فَهُوَ رَدُّ" وَلِهَذَا قَالَ:
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
أَيْ: يَحْصُلُ لَكُمْ فَوْقَ مَا طَلَبْتُمْ مِنْ مَحَبَّتِكُمْ إِيَّاهُ، وَهُوَ مَحَبَّتُهُ إِيَّاكُمْ، وَهُوَ أَعْظَمُ مِنَ الْأَوَّلِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ الْعُلَمَاءِ: لَيْسَ الشَّأْنُ أَنْ تُحِبّ، إِنَّمَا الشَّأْنُ أَنْ تُحَبّ وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَغَيْرُهُ مِنَ السَّلَفِ: زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّهُمْ يُحِبُّونَ اللَّهَ فَابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الْآيَةِ، فَقَالَ:
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
.)) إلى أن قال ((ثُمَّ قَالَ:
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
أَيْ: بِاتِّبَاعِكُمْ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْصُلُ لَكُمْ هَذَا كُلُّهُ بِبَرَكَةِ سِفَارَتِهِ. ثُمَّ قَالَ آمِرًا لِكُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَاصٍّ وَعَامٍّ:
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
أَيْ: خَالَفُوا عَنْ أَمْرِهِ
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
فَدَلَّ عَلَى أَنَّ مُخَالَفَتَهُ فِي الطَّرِيقَةِ كُفْرٌ، وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ مَنِ اتَّصَفَ بِذَلِكَ، وَإِنِ ادَّعَى وَزَعَمَ فِي نَفْسِهِ أَنَّهُ يُحِبُّ لِلَّهِ وَيَتَقَرَّبُ إِلَيْهِ، حَتَّى يُتَابِعَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ خَاتَمَ الرُّسُلِ، وَرَسُولَ اللَّهِ إِلَى جَمِيعِ الثَّقَلَيْنِ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ الَّذِي لَوْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ -بَلِ الْمُرْسَلُونَ، بَلْ أُولُو الْعَزْمِ مِنْهُمْ-فِي زَمَانِهِ لَمَا وَسِعَهُمْ إِلَّا اتِّبَاعُهُ، وَالدُّخُولُ فِي طَاعَتِهِ، وَاتِّبَاعُ شَرِيعَتِهِ، كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ:
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
الْآيَةَ إِنْ شَاءَ الله تعالى .)) ا.هـ
أي أن مخالفة أمر رسول الله
كفر، وأن المتبع الحق لدين الإسلام إنما هو المتبع للنبي
.
2- ليس من أحد أولى من الصحابة بوصف الإسلام ومحبة النبي
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
:
كيف لا والله سبحانه وتعالى ذكر أن المهاجرين هم الصادقون في نصرة الله ورسوله، وأن الأنصار هم أهل الإيمان بقوله سبحانه
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ *
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
[الحشر:8-9].
كيف لا والله سبحانه وتعالى رضي عنهم، إذ قال سبحانه
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
[الفتح:18]، وقال أيضاً
![(](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/).gif)
وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ
![)](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/(.gif)
[التوبة:100].
أي الصحابة هم المسلمون حقاً المتبعون لرسول الله حقاً وبشهادة القرآن الكريم.
3- حكم الخروج على الحاكم الظالم والفاسق:
حرم رسول الله
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
الخروج على الحاكم الظالم والفاسق ما لم يكفر، وأدلة ذلك كثيرة جداً، منها حديث وائل الحضرمي
![رضى الله عنه](images/smilies/rdi.gif)
الذي رواه مسلم في صحيحه إذ قال عليه الصلاة والسلام ((اسمعوا وأطيعوا، فإنما عليهم ما حملوا وعليكم ما حملتم))، وفي رواية أخرى أن هذا القول للأشعث بن قيس وأقره عليه رسول الله
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
.
ومنها أيضاً حديث عبادة بن الصامت
![رضى الله عنه](images/smilies/rdi.gif)
الذي اتفق عليه الشيخان إذ قال ((دعانا النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا : أن بايعنا على السمعِ والطاعةِ، في منشطِنا ومكرهِنا، وعسرِنا ويسرِنا وأثرةٍ علينا، وأن لا ننازعَ الأمرَ أهلَه، إلا أن تروا كُفرًا بَواحًا، عندكم من اللهِ فيه برهانٌ .))
ومنها أيضاً حديث حذيفة بن اليمان
![رضى الله عنه](images/smilies/rdi.gif)
الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه بروايتية إذ قال عليه الصلاة والسلام ((تسمعُ وتطيع للأميرِ . وإن ضَرَب ظهرَك . وأخذ مالَك . فاسمعْ وأطعْ)).
ومنها حديث ابن عمر
![رضى الله عنه](images/smilies/rdi.gif)
الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه إذ قال عليه الصلاة والسلام ((من خلع يدًا من طاعةٍ ، لقيَ اللهَ يومَ القيامةِ ، لا حُجَّةَ له)).
ناهيك عن أن هذا هو تقرير السلف الصالح الذي استفادوه من الأحاديث الكثيرة الواردة في هذا الباب.
إذن حرم رسول الله
الخروج على الحاكم الظالم والفاسق ما لم يكفر.
4- ما حكم الأفعال التي ذكرتها لنا:
لا أعلم عنها سوى أنها معاصي، ففعل المحرم معصية ولا شك، لكني لم أعلم أن أحداً حكم بكفر فاعل المعصية سوى الخوارج أعاذنا الله وإياكم من فتنتهم، وسأفترض أنك متفق معي في هذه.
وعليه يكون الحاكم التابعي موضع البحث حاكم ظالم فاسق لكنه ليس بكافر.
5- ما الذي سيفعله الصحابة رضوان الله عليهم في أمر كهذا؟
لن يقوم الصحابة على الحاكم ويخلعوه، لأنهم أكثر الناس حباً لرسول الله
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
، حباً في الاتباع وليس في الادعاء، فرسول الله
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
قال لهم ألا يخرجوا على الحاكم، وعليه فلن يخرجوا، فإن قال قائل بأن هذا طعن في الصحابة رضوان الله عليهم قلت له بل ظنه أنهم سيخرجون عليه هو الطعن حقاً، لأن هذا لا يكون اتباعاً للنبي
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
وبالتالي فهو طعن في محبتهم لرسول الله
![صلى الله عليه وسلم](http://www.ansarsunna.com/vb/images/smilies/sala.gif)
وبالتالي طعن في دينهم.
سؤال يجب أن يسأل: هل سيتركونه وشأنه؟ الجواب لا، فهم لا يقرون باطلاً، بل ستراهم ليلاً نهاراً عنده يناصحونه إلى أن يعود عما فعل، ولا يظنن ظان أن عوام الصحابة كعوامنا نحن، بل هم يفوقون حتى علماءنا، بل وعلماء المسلمين منذ بداية عهد التابعين إلى يوم القيامة، وخير مثال أعطية لكبير من صغار الصحابة وهو ابن عباس
![رضى الله عنه](images/smilies/rdi.gif)
الذي يسر الله على يديه عودة معظم من خرجوا على علي
![رضى الله عنه](images/smilies/rdi.gif)
في قصة لو أنك قرأتها فلن تأخذ منك سوى دقيقتين، فكيف الحال إذن إن لم يفارق ذلك الحاكم صحابي لا في الليل ولا في النهار؟