عرض مشاركة واحدة
  #27  
قديم 2013-04-03, 07:32 AM
غريب مسلم غريب مسلم غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-08
المشاركات: 4,040
افتراضي

عذراً للتدخل، لكني أريد التعليق على مقطع واحد
اقتباس:
تعالى نتدبر السياق القرآني الذي وردت فيه هذه الآية، لنقف على حقيقة هذا النسخ، ولنعلم أن هجر المسلمين لـ "الآية القرآنية" وجعل تراثهم المذهبي حاكما على فهم نصوصها، أوقعهم في إشكاليات كانت سببا في تفرقهم وتخاصمهم وتقاتلهم !!
لقد سبق "آية النسخ" قوله تعالى :
مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (105)البقرة
وجاء بعد "آية النسخ" قوله تعالى :
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (107)البقرة
فإذا تدبرنا الآيات وجدنا أن السياق القرآني يتحدث عن أهل الكتاب الذين حسدوا المسلمين على ما أتاهم الله من فضله، بإنزال الكتاب الخاتم عليهم وعلى أن جعل هذا الكتاب "آية قرآنية" تحمل حجيتها في ذاتها، فتشهد بصدق من أنزلها وصدق من بلغها، لذلك جاءت مهيمنة على كل ما سبقها من آيات آي من دلائل على النبوة، وكلها كانت حسية .
فالقضية لا علاقة لها أصلا بالجمل المكونة لـ "الآية القرآنية" ، وإنما علاقتها بذات "الآية القرآنية" الدالة على صدق نبوة محمد، عليه السلام، والتي جاءت آية عقلية وليست آية حسية فكانت محل حسد واستنكار من أهل الكتاب، وخاصة اليهود .
لذلك فإن ما وقع فيه كثير من المفسرين من خطأ، هو أنهم فسروا كلمة "آية" ، والتي جاءت في "آية النسخ" بأنها الجملة القرآنية، وليس العلامة الدالة على صدق النبوة !!
فإذا علمنا أن سياق الآيات [41-124] من سورة البقرة يخاطب اليهود أصلا ، وقد وردت آية النسخ [106] خلال هذا السياق ، وقد ختمها الله بقوله :
(أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)
أيقنا أن معنى الآية لا علاقة له ، من قريب أو من بعيد، بنسخ الجملة القرآنية بجملة قرآنية أخرى، أو نسخها بحديث منسوب إلى النبي ، عليه السلام.
إن سياق هذه الخاتمة يتحدث عن مقام العلم والقدرة الإلهية، الأمر الذي يناسبه أن يكون السياق العام للآيات يتحدث عن "الآيات" كعلامات ودلائل على النبوة ، والتي لا تختلف عن آيات الآفاق والأنفس وليس كنص قرآني ينسخ ليأتي نص آخر ليحل محله .
السياق القرآني ليس خاصاً بأهل الكتاب، فالله سبحانه قال مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ ، فالله سبحانه وتعالى تحدث عن صنفين من البشر، الأول هم الكفار من أهل الكتاب، والثاني هم المشركون، وإلا لما كان لقول الله سبحانه ولا المشركين من معنى.
ومع ذلك فعلى افتراض صحة قولك بأن السياق في أهل الكتاب، فلماذا حصرت الحسد الواقع منهم أن الله فضل المسلمين عليهم بأن أنزل عليهم الكتاب الخاتم؟ لماذا لا يكون حسدهم بأن الله فضلهم على باقي العالمين بأن جعل لهم كتاباً جامعاً وسنة مفصلة يحتكمون إليهما؟ ولماذا لا يكون الفضل أن الله سبحانه خفف عنهم في العبادات؟
ناتي إلى النقطة الثالثة وهي الاستنتاج الذي استنتجته من السياق، واعذرني إن قلت أنه كمن يقول بما أن الليمون حامض فالصين تقع في الشرق الأقصى من آسيا، فما علاقة المقدمات بالنتائج؟
أما إن أردت النظر إلى السياق فعلاً فتدبر معي:
حسد الكفار من أهل الكتاب والمشركون المسلمين لأن الله من عليهم بفضل كبير، فخفف عنهم في العبادات ولم يحرمهم من جنة النعيم، فنسخ الله آيات وثبت آيات كيفما يشاء، فهو الملك الذي له ملك كل شيء ولا يسأل عما يفعل.
ويبقى سؤال أخي عمر معلقاً، ما المرجعية عند اختلاف الأفهام؟
ملاحظة لأخي عمر:
بدأ تدوين السنة منذ عهد النبي ، فعبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما بدأ التدوين في عهد النبي ، أما الجمع في كتب فقد تأخر كما تفضلت إلى عهد عمر بن عبد العزيز.

واعذروني ثانية على التدخل.
__________________
قال أبو قلابة: إذا حدثت الرجل بالسنة فقال دعنا من هذا وهات كتاب الله، فاعلم أنه ضال. رواه ابن سعد في الطبقات.
رد مع اقتباس