عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2013-04-26, 12:26 AM
أبو عبيدة العجاوي أبو عبيدة العجاوي غير متواجد حالياً
عضو فعال بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2012-09-30
المكان: فلسطين
المشاركات: 88
افتراضي

المقال الأول :


غلام أحمد القادياني والقاديانية


لقد سعى أعداء هذا الدين ـ بعد أن عجزوا عن القضاء عليه ـ إلى هدمه من الداخل ‘ تماما كما فعل بولس في الديانة المسيحية ‘ وكما فعل عبد الله بن سبأ في عهد عثمان ـ رضي الله عنه ـ وما تبع ذلك من ظهور السبئية والروافض والخوارج ...‘ وبعد عبد الله بن سبأ ظهر كثير من الدجالين الذين سعوا إلى هدم هذا الدين من الداخل سواء منهم من ادعى النبوة بعد محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن لم يدعي ذلك ‘ لكن المتفق عليه هو محاولتهم هدم هذا الدين من الداخل وبث سمومهم في عقائده .



وفي العصر الحديث أبتلي المسلمون بما عرف " بالإستعمار " الذي جاء إلى بلاد المسلمين حاملا معه جذوره الصليبية ‘ فتارة حارب المسلمين عسكريا وتارة حاربهم فكريا ‘ جالبا معه الرحالة والمستشرقين و المنصرين ‘ وكانت من جملة البلاد الإسلامية التي ابتليت بالإستعمار وخاصة الإستعمار الإنجليزي شبه القارة الهندية التي تصدى المسلمون فيها للإستعمار الإنجليزي بكل قوتهم ‘ وشهدت القارة الهندية العديد من الثورات ضد المستعمر الإنجليزي ‘ وكان من أبرزها ظهور الإمام أحمد بن عرفان الشهيد (1201هـ ـ 1246هـ ) أحد قادة الحركة الإسلامية في شبه القارة الهندية في القرن الثالث عشر الهجري.



قاد الإمام أحمد بن عرفان حركته الإسلامية في شبه القارة الهندية من أجل إعادة الوحدة الإسلامية ‘ وبث الوعي الديني في نفوس المسلمين الهنود ‘ والجهاد في سبيل الله من أجل طرد المستعمر الإنجليزي ‘ ويرى الباحثون أن تأثيره لم يكن مقصورا على العهد الذي نشأ فيه إنما أثر على الجيل الذي أعقبه وعلى دعاة الإصلاح والعاملين في المجال الإسلامي ‘ وكان لدعوة الإمام أبلغ الأثر في نفوس المسلمين الهنود حتى بعد إستشهاده ـ رحمه الله ـ (1246هـ ـ 1831م)



وبعد إستشهاد الإمام أحمد بن عرفان سعى الإستعمار إلى السيطرة على بقية القارة الهندية لكنه واجه رفضا من قبل المسلمين وأكبر دليل على ذلك ثورة عام 1857م التي قام بها المسلمون ضد هذا المستعمر‘ وما كان لمثل هذه الثورة أ تحرك المسلمين ضد المستعمر الإنجليزي لولا عقيدة الجهاد التي يؤمن بها المسلمون ‘ لذلك سعى الإستعمار الإنجليزي إلى إيجاد شخص يدعي النبوة ويبعد المسلمين عن دينهم وعن أهم فريضة فيه ألا وهي فريضة الجهاد التي قال غلام أحمد بإلغائها ونسخها ‘ خاصة بعدما فشل المنصرون في تنصير المسلمين ‘ إذا فالحل إخراج المسلمين من دينهم وإن لم يدخلوا في النصرانية ‘ ومما يدل على كلامنا هذا ما جاء في تقرير الآباء المبشرين الموجود في مكتبة الدائرة الهندية في لندن ‘ الذي جاء استجابة لطلب الحكومة الإنجليزية سنة 1869م فيما يجب عمله في الهند لضمان سير الأمور لصالحهم ‘ ومما ورد في هذا التقرير :" إن الأكثرية من أهل البلاد الهندية يتبعون إتباعا أعمى شيوخ الطرق الصوفية الذين هم زعمائهم الروحيون . فإذا ما استطعنا في هذه المرحلة أن نوجد لهم شخصا مستعدا أن يدعي أنه نبي ظلي فإن أعدادا كبيرة من الشعب سوف تجتمع حوله ‘ ولكن من الصعب جدا إقناع شخص من عامة المسلمين بهذه المهمة ‘ فإذا حلت هذه القضية فإن نبوءة مثل هذا الرجل يمكن أن تزدهر في ظل رعاية الحكومة . لقد سبق لنا أن سيطرنا على الحكومات الوطنية بإتباع سياسة طلب العون من الخونة ‘ وكانت تلك مرحلة أخرى ‘ لأن الخونة في ذلك الوقت كانوا خونة من الناحية العسكرية ولكننا الآن ‘ وبعد أن سيطرنا على كل بقعة في البلاد ‘ علينا أن نتخذ تدابيرا تخلق إطرابا داخليا في البلاد".[1]



ولا شك وجد الإستعمار الإنجليزي ضالته في غلام أحمد القادياني ‘ فيحقق به الإستعمار مصلحته في إبعاد المسلمين عن دينهم وجهاد المستعمر ‘ ويحقق غلام أحمد لنفسه مجدا شخصيا ‘ فمن هي الأحمدية القاديانية ومن هو غلام أحمد القادياني ؟ ولنترك غلام احمد يحدث عن نفسه:



" أنا المسمى غلام أحمد بن ميرزا غلام مرتضى ... ثم اعلموا أن مسكني قرية سميت ببلدة الإسلام ثم اشتهرت بإسم " قاديان " في هذه الأيام . وهي واقعة في البنجاب بين النهرين

"الراوي" و"البياس" ... واني قرأت في كتب سوانح آبائي وسمعت من أبي أن آبائي كانوا من الجرثومة المغولية . ولكن الله أوحى إلي أنهم كانوا من بني فارس لا من الأقوام التركية . ومع ذلك أخبرني ربي بأن بعض أمهاتي كن من بني فاطمة ‘ ومن أهل بيت النبوة والله جمع فيهم نسل إسحاق وإسماعيل من كمال الحكمة والمصلحة ".[2]



وهكذا نراه يتخبط فمرة يقول أن أباه أخبره أنه من المغول ‘ لكن الله أخبره أنه من أصول فارسية مع ذلك أخبره الله أن بعض أمهاته كن من نسل فاطمة الزهراء ـ رضي الله عنها ـ.



ولد مؤسس القاديانية غلام أحمد في قرية قاديان عام 1839م وقيل عام 1840م وقيل عام 1835م وكانت نشأته في أسرة معروفة بولائها للإنجليز يقول غلام أحمد في كتابه البرية صفحة 3 :" لقد أقرت الحكومة بأن أسرتي في مقدمة الأسر التي عرفت بالهند بالنصح والإخلاص للحكومة الإنجليزية ‘ ودلت الوثائق التاريخية على أن والدي وأسرتي كانوا من كبار المخلصين لهذه الحكومة من أول عهدها".[3] "وقدم والده للمستعمر فرقة مؤلفة من خمسين فارسا لمساعدة الحكومة الإنجليزية في ثورة عام 1857م ".[4]



وعمل غلام أحمد بإحدى الوظائف الحكومية البسيطة في محكمة حاكم مدينة سيالكوت عام 1864م ثم إستقال من عمله ‘ وشارك والده في العمل في القضايا والمحاكمات ‘ وكان قد تزوج زوجته الأولى عام 1853م ورزق منها بالميرزا سلطان أحمد والميرزا فضل أحمد لكنه في عام 1891م طلق زوجته وتزوج من إمرأه سماها القاديانيون " أم المؤمنين " وقد أنجبت له بقية أولاده وأهمهم الميرزا بشير الدين محمود أحمد .



يقول غلام أحمد عن نفسه وبداياته :" كان في أول زمانه مستورا في زاوية الخمول ‘ لا يعرف ولا يذكر ‘ ولا يرجى منه ولا يحذر ‘ وينكر عليه ولا يوقر ‘ ولا يعد في أشياء يحدث بها بين العوام والكبراء ‘ بل يظن أنه ليس بشيء ‘ ويعرض عن ذكره في مجالس العقلاء".[5]



لكن ماذا حدث؟ وكيف لهذا المستور في زاوية الخمول ولا يعرف ولا يذكر كما يصف نفسه ماذا حدث له ؟ لقد كانت المناظرات المذهبية والمعارك الكلامية سائدة في تلك الفترة في الهند بين المسلمين والنصارى والهندوس ‘ وكان الإستعمار الإنجليزي يتغاضى عن هذه الصراعات كي يشغلهم بأنفسهم بدلا من مقاومة المستعمر ‘ في مثل هذا الجو السائد ظهر غلام أحمد.



كان في بداية أمره يهاجم الهندوس والنصارى فتوجه إليه المسلمون وكان ذلك سنة 1877م و 1878م وأعلن أنه بدأ يكتب كتابا في خمسين مجلد يدفع فيه الإعتراضات التي يتعرض بها الكفار عامة المسلمين وطلب إلى المسلمين أن يدفعوا إليه إشتراكات حتى يستطيع طبعه فأصد الجزء الأول وسماه " براهين أحمدية " سنة 1880 وكان مملوءا من الإعلانات والإشتهارات وكرامات وكشوفات ثم أصدر الجزء الثاني وكان لا يختلف عن الأول وتجب الناس منه فبدلا من أن يرد فيه على شبهات النصارى والهندوس كان الكتاب مليئا بمدح الإنجليز وفي سنة 1885م أعلن أنه مجدد وفي سنة 1891م أدعى أنه المهدي المنتظر وفي نفس السنة أنه المسيح الموعود وفي سنة 1901م أعلن أنه نبي ".[6]



وهكذا تدرج غلام أحمد بدعوته حتى وصل إلى إعلان دعواه بالنبوة وذلك حسب المراحل التالية :



أولا : مرحلة الداعية حيث أخذ بالرد على أصحاب الديانات كالهندوسية والنصرانية.



ثانيا : مرحلة الإلهام والكشف وصرح بأن الإلهام لم ينقطع ولا ينبغي له أن ينقطع.



ثالثا : مرحلة التجديد حيث أعلن عن كونه مجددا وأنه المهدي والمسيح الموعود وأنكر أنه نبي ‘ وقال بأن المسيح قد مات وأنكر أنه رفع إلى السماء.



رابعا : مرحلة إدعاء النبوة



إن من يقرأ كتب غلام أحمد يشعر بالتناقض في أقواله ‘ ففي بداية أمره عندما واجهه المسلمون والعلماء أنكر أنه يدعي النبوة وقال في كتابه حمامة البشرى الذي أرسله إلى أهل مكة وصلحائها : " وما كان لي أن أدعي النبوة وأخرج من الإسلام وألحق بقوم كافرين ... فكيف أدعي النبوة وأنا من المسلمين؟ ". [7]



وقال :" وإني والله أؤمن بالله ورسوله ‘ وأؤمن بأنه خاتم النبيين نعم قلت إن أجزاء النبوة توجد في التحديث كلها ‘ ولكن بالقوة لا بالفعل ‘ فالمحدث نبي بالقوة ‘ ولو لم يكن سد باب النبوة لكان نبيا بالفعل ".[8]



وقال :" معاذ الله أن أدعي النبوة بعدما جعل الله نبينا وسيدنا محمد المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ خاتم النبيين ".[9]



وقال :" ما كان الله أن يرسل نبيا بعد نبينا خاتم النبيين ‘ وما كان أن يحدث سلسلة النبوة ثانيا بعد إنقطاعها ‘ وينسخ بعض أحكام القرآن ‘ ويزيد عليها ‘ ويخلف وعده ‘ وينسى إكمال الفرقان ‘ ويحدث الفتن في الدين المتين ".[10]



وقال :" لست بنبي ‘ ولكن محدث الله وكليم الله لأجدد دين المصطفى ".[11]





لكنه فيما بعد قال:" إني أحد من الأمة النبوية ‘ ثم مع ذلك سماني الله نبيا تحت فيض النبوة المحمدية وأوحى إلي ما أوحى ".[12]



وقال :" فيا أحبائي إياكم أن تتبنوا عقيدة انقطاع نزول الوحي بعد بعثة انقطاع المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ فالحق الحق أقول لكم إن كل باب محتمل أن يسد ولكن باب نزول روح القدس لا يسد".[13]



ثم هو نبي دون شريعة جديدة :" فما دمت رسولا من الله ولكن دون شريعة جديدة ودون إدعاء جديد وبغير اسم جديد ‘ بل جئت حاملا اسم النبي الأكرم خاتم الأنبياء جئت تابعا ومظهرا له ـ صلى الله عليه وسلم ـ "[14]



وقال :" إني لست بنبي فقط بل نبي من ناحية وتابع للنبي ـ صلى الله عليه وسلم ومن أمته من ناحية أخرى لكي تثبت قوة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ القدسية وكمال فيضه ".[15]



وقال :" وأقول حالفا بالله الذي نفسي بيده أنه هو الذي بعثني ‘ وهو الذي سماني نبيا ‘ وهو الذي دعاني مسيحا موعودا ‘ وقد اظهر لتصديقي آيات عظيمة يبلغ عددها ثلاثمائة ألف ".[16]



مع أنه عندما كان يحاجج المسلمين في أن عيسى ـ عليه السلام ـ قد مات وأنه لا ينزل من السماء وان المسيح لا يعود قال :" فلا شك أنه من آمن بنزول المسيح الذي هو نبي من بني إسرائيل فقد كفر بخاتم النبيين . فيا حسرة على قوم يقولون أن عيسى بن مريم نازل بعد وفاة رسول الله ويقولون أنه يجيء وينسخ من بعض أحكام الفرقان ويزيد عليها ‘ وينزل الوحي أربعين سنة ‘ وخاتم المرسلين . وقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "لا نبي بعدي " وسماه الله تعالى خاتم الأنبياء ‘ فمن أين يظهر نبي بعده ؟ ألا تتفكرون يا معشر المسلمين ؟".[17]



وهكذا بعدما ادعى غلام احمد انه هو المهدي المنتظر وانه المسيح الموعود الذي أخبر بنزوله في آخر الزمان ‘ انتهى به المطاف إلى ادعاء النبوة بعد ـ محمد صلى الله عليه وسلم ـ وما كان لغلام احمد أن يقوم بدعوته هذه إلا تحت ظل الحكومة الانجليزية ‘ فأخذ يدعوا المسلمين إلى طاعة الإنجليز بإعتبارهم أولي الأمر ودعا إلى نبذ وإلغاء الجهاد وعدم مقاتلة الحكومة الانجليزية.



جاء في كتاب الأحمدية القاديانية الذي يبشر بجماعتهم واسمه " الجماعة الإسلامية الأحمدية" ما يلي :" لقد كان الإنجليز يكرهون مؤسس الجماعة عليه السلام بسبب دعواه بالمهدوية ودفاعه المجيد عن الإسلام ‘ ولهجومه الشديد على العقائد المسيحية الباطلة ‘ ورده على المبشرين والقساوسة المسيحيين ‘... وكانت الشرطة الإنجليزية تراقبه وتتبع أنشطته هو و جماعته".[18]

جاء هذا الكلام تحت عنوان (الإنجليز كانوا يعتبرون مؤسس الجماعة عدوا لهم ) فهل صحيح أن الإنجليز كانوا يعتبرون غلام احمد عدوا لهم ؟ أم هو كذب وتدجيل؟ طبعا هو كذب وتدجيل فمما يدل على علاقة غلام أحمد بالإستعمار الإنجليزي هو كلام غلام أحمد نفسه.



يقول غلام أحمد :" نحن نتحمل البلايا لأجل حكومتنا المحسنة ‘ وسنتحمل أيضا في المستقبل ‘ لأنه واجب علينا أن نشكرها لإحسانها ومنتها علينا ‘ لا شك أننا فداء بأرواحنا وأموالنا للحكومة الإنجليزية ‘ ودوما ندعوا لعلوها ومجدها سرا وعلانية".[19]



وقال :" أنا اشكر الله عز وجل أنه أظلني تحت ظل رحمة بريطانيا التي استطيع تحت ظلها أن اعمل وأعظ فواجب على رعية هذه الحكومة المحسنة أن نشكر لها خصوصا على أن ابدي لها الشكر الجزيل ‘ لأني ما كنت استطيع أن انجح في مقاصدي العليا تحت ظل أي حكومة أخرى سوى حكومة حضرة قيصر الهند ".[20]



ويقول ذاكرا خدماته الجليلة للإستعمار الإنجليزي في منع الجهاد :" لقد قضيت معظم عمري في تأييد الحكومة الإنجليزية ومؤازرتها ‘ وقد ألفت في منع الجهاد ووجوب طاعة أولي الأمر الإنجليز من الكتب والنشرات ما لو جمع بعضها إلى بعض لملأ خمسين خزانة ‘ وقد نشرت جميع هذه الكتب في البلاد العربية ‘ ومصر ‘ والشام ‘ وكابل والروم كذا ".[21]



ويقول :" لقد ظللت منذ حداثة سني ‘ وقد ناهزت اليوم الستين ‘ أجاهد بلساني وقلمي لأصرف قلوب المسلمين إلى الإخلاص للحكومة الإنجليزية ولما فيه خيرها ‘ والعطف عليها ‘ وأنادي بإلغاء فكرة الجهاد التي يدين بها بعض جهالهم والتي تمنعهم من الإخلاص لهذه الحكومة".[22]



وأقواله كثيرة في مدح الإنجليز ووجوب طاعتهم وعدم قتالهم فهل بعد أقواله هذه يمكن أن يقال أن الانجليز يعتبرون غلام أحمد عدوا لهم !



ومات غلام أحمد سنة 1908م وخلفه الحكيم نور الدين ومات هذا الأخير سنة 1914م وخلفه ابن غلام أحمد في رئاسة الجماعة واسمه بشير الدين محمود أحمد وسار أيضا على نهج والده في طاعة الإنجليز والولاء لهم فعندما دخل الجيش الإنجليزي العراق ألقى ابن غلام أحمد وخليفته خطابا في حفله أقيمت بهذه المناسبة وقال :" إن علماء المسلمين يتهموننا بتعاوننا مع الإنجليز ويطعنوننا على إبتهاجنا على فتوحاته ‘ فنحن نسأل لماذا لا نفرح ؟ ولماذا لا نسر؟ وقد قال إمامنا بإني مهدي وحكومة بريطانيا سيفي ‘ فنحن نبتهج بهذا الفتح ونريد أن نرى لمعان هذا السيف وبرقه في العراق وفي الشام وفي كل مكان".[23]



وقال :" إن مئات القاديانيين تجندوا في جيش الإنجليز لفتح العراق وأراقوا دمائهم في سبيله".[24]





وأيضا عندما أعدم اثنان من القاديانية في أفغانستان وقبض عليهما بتهمة تجسسهما للإستعمار الإنجليزي ‘ وأعلن وزير الداخلية الأفغانية بأنه وجد عندهما وثائق تثبت أنهم عملاء لعدونا ‘ ولكن بعكس ذلك افتخر الخليفة القادياني بجريمتهما وقال :" لو سكت رجالنا في أفغانستان وما أظهروا عقيدتنا في الجهاد ‘ لما كان عليهم شيء ‘ ولكنهم ما استطاعوا أن يكتموا حبهم ومودتهم لحكومة بريطانيا التي حملوها من عندنا ‘ فلذلك لقوا حتفهم ".[25]



والقاديانية في مسألة نبوة غلام أحمد فرقتان فقد كانت القاديانية في أيام غلام أحمد وأيام خليفته " نور الدين " مذهبا واحدا وفرقة واحدة غير أنه في آخر حياة نور الدين ابتدأ شيء من الإختلاف يدب فيما بينها وعندما مات نور الدين انقسموا الى قسمين :



القاديانية: وزعيمها بشير الدين محمود أحمد بن غلام أحمد وأساس عقيدتها أن غلام أحمد نبي مرسل.



اللاهورية : وزعيمها محمد علي وهي ظاهريا لا تثبت النبوة لغلام أحمد إنما هو مجدد ومهدي منتظر ومسيح موعود. ولكن كتب غلام أحمد مملوءة بإدعاء النبوة.



أما عن بداية القاديانية في فلسطين فقد كانت بدايتها حينما وصل إليها بعض أتباعها عن طريق حيفا ‘ وكان في مقدمة من جاء منهم إلى فلسطين ابن غلام أحمد بشير الدين محمود أحمد عام 1927م وحضر معه جلال الدين شمس أحمد مبشري الجماعة وأسس هذا الأخير مركزا للجماعة في الكبابير على جبل الكرمل في حيفا ‘ وتم بناء أول معبد للجماعة عام 1934م تحت رعاية حكومة الانتداب البريطاني ‘ وتم إعادة بناء ذلك المعبد في عام 1979م ويعرف بمعبد سيدنا محمود وتضم الكبابير قرابة 3000 نسمة معظمهم من القاديانية.


أبو عبيدة العجاوي – هاني أمين



[1] عقيدة إسلامية (2) جامعة القدس المفتوحة ‘ ص 104 نقلا عن القاديانية وخطرها على الإسلام لزاهدي ص 30 ـ 32

[2] الإستفتاء ‘ غلام أحمد ص 99 ـ 100

[3] القاديانية ‘ د.عامر النجار ص 4

[4] المصدر السابق

[5] الإستفتاء ‘ غلام أحمد ص 3

[6] القاديانية ‘ إحسان إلهي ظهير ص 119ـ 120

[7] حمامة البشرى ‘ غلام أحمد ص 165

[8] المصدر السابق ص 170

[9] المصدر السابق ص 172

[10] التبليغ ‘ غلام أحمد ص 8

[11] المصدر السابق ص 11

[12]الإستفتاء ‘ غلام أحمد ص 21

[13] سفينة نوح ‘ غلام أحمد ص 38

[14] نزول المسيح ‘ غلام أحمد ص 2

[15] حقيقة الوحي ‘ غلام أحمد ص 139

[16] المصدر السابق ‘ تتمة حقيقة الوحي ص 462

[17] باقة من بستان المهدي ص 37

[18] الجماعة الإسلامية الأحمدية ص 289

[19] القاديانية ‘ إحسان إلهي ظهير ص45 نقلا عن آرية دهرم ص 79 ـ 80

[20] المصدر السابق ص 45 نقلا عن ضرورة الإمام ص 23 وفي رسالة تحفة قيصرية ص 27

[21] دحض مفتريات القاديانية ‘ محمد خضر حسين وآخرون ص 71 نقلا عن ملحق بشهادة القرآن

[22] المصدر السابق

[23] القاديانية ‘ إحسان إلهي ظهير ص 48 نقلا عن جريدة الفضل 7 ديسمبر 1918م

[24] المصدر السابق نقلا عن جريدة الفضل 31 أغسطس 1923م

[25] المصدر السابق ص 49 نقلا عن خطبة الجمعة لابن الغلام في الفضل 16 أغسطس 1935م
رد مع اقتباس