روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن".
هذا الحديث مما يحتج به من يخالفنا فيقول هل تنكر هذا الحديث
--------------
الرد
الحديث هذا لا ننكره ولكن ما معنى صورته هنا
ورد الحديث في عدة روايات ووردت لفظة سورته في عدة روايات كلها تحمل على معنى الهيئة كما سياتي معنا
انظر مثلا هذه الرواية هي تحمل الحديث السابق في الفاظها مع بعض الزيادات التي نعتبرها شروح
(حديث مرفوع) قَالَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ . ح مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْبَكْرِيُّ ، قَالَ . ح إِسْحَاقُ الْفَرْوِيُّ ، قَالَ . ح ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ ، طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا " ، قَالَ أَبُو الزِّنَادِ : وَلا أَعْلَمُ إِلا أَنَّ الأَعْرَجَ حَدَّثَنِي بِذَلِكَ ، قَالَ الشَّيْخُ : وَمَعْنَى قَوْلِهِ : خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا يَوْمَ قُبِضَ أَيْ : لَمْ يَكُنْ عَلَقَةً ، ثُمَّ مُضْغَةً ، ثُمَّ عَظْمًا ، ثُمَّ مَكْسُوًّا لَحْمًا ، ثُمَّ طِفْلا ، ثُمَّ بَالِغًا أَشُدَّهُ ، ثُمَّ شَيْخًا ، أَيْ لَمْ يُخْلَقْ أَطْوَارًا ، بَلْ خُلِقَ عَلَى الصُّورَةِ الَّتِي كَانَ بِهَا ، وَيُقَالُ : خُلِقَ عَلَى صُورَتِهِ ، فَكَانَ فِي الأَرْضِ حِينَ أُهْبِطَ إِلَيْهَا عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي كَانَ فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهَا لَمْ تَتَغَيَّرْ صُورَتُهُ الَّتِي أُهْبِطَ فِيهَا إِلَى الأَرْضِ ، وَلَمْ يُنْتَقَصْ طُولُهُ ، وَلا سُلِبَ نُورُهُ ، يَدُلُّ عَلَيْهِ قَوْلُهُ : " طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا " أَيْ : عَلَى هَذَا الطُّوَلِ خُلِقَ ، وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجَنَّةِ أَطْوَلَ مِنْهُ فِي الأَرْضِ ، وَلا أَقَلَّ نُورًا ، وَلا أَدْنَى حَالا فِيهَا مِنْهُ فِي الْجَنَّةِ . وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَى صُورَتِهِ : أَيْ صُورَةُ حَالِهِ ، وَأَنْ يَكُونَ مُتَفَاوِتَ الْحَالِ ، مُتَغَايِرَ الْوَصْفِ ، فَيُوصَفُ مَرَّةً بِالْغِوَايَةِ ، وَمَرَّةً بِالْهِدَايَةِ وَبِالْعِصْيَانِ وَالتَّوْبَةِ . قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى { 121 } ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى سورة طه آية 121-122 ، وَوَصَفَهُ بِالْعِلْمِ مَرَّةً ، وَبِالْجَهْلِ أُخْرَى فَقَالَ : وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا سورة البقرة آية 31 ، وَقَالَ : وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا سورة الأحزاب آية 72 وَهَذَا إِلَى سَائِرِ أَحْوَالِهِ فِي تَبَايُنِهَا ، وَأَوْصَافِهِ فِي تَغَايُرِهَا ، ثُمَّ مَا أَكْرَمَهُ بِهِ مِنْ فَضْلِهِ وَاخْتَصَّهُ وَاصْطَفَاهُ وَاسْتَخْلَصَهُ وَاجْتَبَاهُ وَكَانَ خَلِيفَتَهُ فِي أَرْضِهِ ، وَقِبْلَةَ مَلائِكَتِهِ ، وَقَسِيمَ أَهْلِ نَارِهِ وَجَنَّتِهِ ، عَلَّمَهُ الأَسْمَاءَ وَأَلْهَمَهُ الْحَمْدَ وَالثَّنَاءَ ، فَكَانَ خَلْقُهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهَذِهِ الأَوْصَافِ ، وَعَلَى صُورَةِ هَذِهِ الأَحْوَالِ ، وَهَذَا كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ { 118 } إِلا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ سورة هود آية 118-119 ، وَلِذَلِكَ قِيلَ : خَلَقَهُمْ لِيَكُونُوا مُخْتَلِفِينَ . وَقَالَ جَلَّ جَلالُهُ : وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ سورة الذاريات آية 56 . فَلِذَلِكَ خَلَقَ اللَّهُ تَعَالَى آدَمَ لِيَكُونَ عَلَى هَذِهِ الأَوْصَافِ ، وَمَا لا يُحْصَى مِنَ الْحِكْمَةِ فِيهِ ، فَكَانَ مَعْنَى قَوْلِهِ : خُلِقَ آدَمُ عَلَى صُورَتِهِ ، أَيْ : خَلَقَهُ لِيَكُونَ صُورَةُ حَالِهِ هَذِهِ الصُّورَةَ ، وَخَلَقَ سَائِرَ الْخَلائِقِ عَلَى حَالَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَخَلَقَ اللَّهُ الْمَلائِكَةَ لِلطَّاعَةِ لا غَيْرَ ، وَالشَّيَاطِينَ لِلْعِصْيَانِ لا غَيْرَ ، وَالْبَهَائِمَ وَسَائِرَ الْحَيَوَانِ لِلتَّسْخِيرِ لا غَيْرَ ، وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّهُ : " خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَةِ الرَّحْمَنِ " .
لاحظ هنا كم قول في تفسير صورته لكن ايها الراجح
وهذا رد بحد ذاته على قولك
اقتباس:
أم ستقول أن خلقه على صورته والهاء راجعة على آدم عليه السلام ؟؟؟
فهذا لا يليق بلغة الناس فكيف بلغة الرسول وهي الفصحى والبليغة وشديدة الدقة وصريحة المعنى .
|
الصورة التي عليها نحن البشر هي التي ورثناها من ادم فكلنا نشبهه ولكن تختلف الاوجه انما بصورة عامة لنا نفس هيئته التي صوره الله عليها وهذا القول لا نقول هو الراجح لكن هو ما دلت عليه الروايات مثلا هذه الرواية التي فيها خلق الذرية
(حديث موقوف) (حديث موقوف) وَأَخْبَرَنَا وَأَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو النّجْحِ ، أنبا أَبُو السُّعُودِ الْمُبَارَكُ بْنُ خَيْرُونِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ خَيْرُونٍ ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ أنبا أَبُو الْفَضْلِ أَحْمَدُ بْنُ خَيْرُونٍ ، أنبا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شَاذَانَ ، أنبا دَعْلَجٌ ، أنبا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّائِغُ ، بِمَكَّةَ فِي رَبِيعٍ الأَوَّلِ سَنَةَ إِحْدَى وَتِسْعِينَ وَمِائَتَيْنِ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ مَنْصُورٍ ، حَدَّثَهُمْ قثنا أَبُو مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، وَنَافِعٍ ، مَوْلَى آلِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : " خُلِقَتِ الْكَعْبَةُ قَبْلَ الأَرْضِ بِأَلْفَيْ سَنَةٍ ، قَالَ : كَيْفَ قَبْلُ وَهِيَ مِنَ الأَرْضِ ؟ قَالَ : كَانَتْ حَشَفَةً أَوْ حِشْوَةً عَلَى الْمَاءِ عَلَيْهَا مَلَكَانِ يُسَبِّحَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ أَلْفَيْ سَنَةٍ . فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَخْلُقَ الأَرْضَ دَحَاهَا مِنْهَا فَجَعَلَهَا فِي وَسَطِ الأَرْضِ فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْلُقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بَعَثَ مَلَكًا مِنَ الْمَلائِكَةِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ لِيَأْتِيَ تُرَابًا مِنَ الأَرْضِ فَلَمَّا هَوَى لِيَأْخُذَهُ ، قَالَتْ لَهُ الأَرْضُ : أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ أَنْ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ نَصِيبًا مِنْهُ غَدًا ، فَتَرَكَهُ فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى رَبِّهِ ، قَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَأْتِيَ بِمَا أَمَرْتُكَ ؟ قَالَ : سَأَلَتْنِي بِكَ فَأَعْظَمْتُ أَنْ أَرُدَّ شَيْئًا سَأَلَنِي بِكَ فَأَرْسَلَ آخَرَ ، فَقَالَتْ لَهُ : مِثْلَ مَا قَالَتْ لِلأَوَّلِ ، ثُمَّ أَرْسَلَ آخَرَ ، فَقَالَتْ لَهُ مِثْلَ قَوْلِهَا حَتَّى أَرْسَلَهُمْ كُلَّهُمْ ، ثُمَّ أَرْسَلَ مَلَكَ الْمَوْتِ فَهَوَى لِيَأْخُذَ فَقَالَتْ لَهُ : أَسْأَلُكَ بِالَّذِي أَرْسَلَكَ لا تَأْخُذَ مِنِّي الْيَوْمَ شَيْئًا يَكُونُ لِلنَّارِ نَصِيبًا مِنْهُ غَدًا ، قَالَ مَلَكُ الْمَوْتِ : إِنَّ الَّذِي أَرْسَلَنِي بِالطَّاعَةِ أَحَقُّ مِنْكِ فَأَخَذَ مِنْ وَجْهِ الأَرْضِ طَيِّبَهَا وَخَبِيثَهَا فَكَانَتْ قَبْضَتُهُ مِنْ مَوْضِعِ الْكَعْبَةِ فَجَاءَ بِهِ إِلَى رَبِّهِ فَأَمَرَهُ فَصَبَّ عَلَيْهِ مِنْ مَاءِ الْجَنَّةِ حَتَّى كَانَ حَمَأً مَسْنُونًا فَخَلَقَ مِنْهُ آدَمَ بِيَدِهِ فَمَسَحَ عَلَى ظَهْرِهِ فَقَالَ : تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ ، ثُمَّ تَرَكَهُ أَرْبَعِينَ لا يَنْفُخُ فِيهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ فَجَرَى فِيهِ الرُّوحُ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى صَدْرِهِ ، فَأَرَادَ أَنْ يَثِبَ ، فَتَلا أَبُو هُرَيْرَةَ ، خُلِقَ الإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ سَأُرِيكُمْ آيَاتِي فَلا تَسْتَعْجِلُونِ سورة الأنبياء آية 37 ، فَلَمَّا جَرَى فِيهِ الرُّوحُ جَلَسَ جَالِسًا فَعَطَسَ فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ ، فَقَالَ : رَحِمَكَ رَبُّكَ ، ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ إِلَى هَؤُلاءِ الْمَلإِ مِنَ الْمَلائِكَةِ فَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ ، فَقَالَ : السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ ، فَقَالُوا : وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَقَالَ : هَذِهِ تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ ، يَا آدَمُ أَيُّ مَكَانٍ أَحَبُّ إِلَيْكَ أَنْ أُرِيَكَ ذُرِّيَّتَكَ فِيهَا ؟ فَقَالَ : بِيَمِينِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ وَكِلْتَا يَدَيْ رَبِّي يَمِينٌ فَبَسَطَ يَمِينَهُ ، فَأَرَاهُ فِيهَا ذُرِّيَّتَهُ كُلَّهُمْ ، وَمَا هُوَ خَالِقٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، الصَّحِيحُ عَلَى هَيْئَتِهِ ، وَالْمُبْتَلَى عَلَى هَيْئَتِهِ ، وَالأَنْبِيَاءُ كُلُّهُمْ عَلَى هَيْئَتِهِمْ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ أَلا عَافَيْتَهُمْ كُلَّهُمْ ، فَقَالَ : إِنِّي أَحْبَبْتُ أَنْ أَشْكُرَ ، فَرَأَى فِيهِمْ رَجُلا سَاطِعًا نُورُهُ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا ؟ فَقَالَ : هَذَا ابْنُكَ دَاوُدُ ، فَقَالَ : كَمْ عُمْرُهُ يَا رَبِّ ؟ قَالَ : سِتُّونَ سَنَةً ، قَالَ : كَمْ عُمْرِي ؟ قَالَ : أَلْفُ سَنَةٍ ، قَالَ : انْقُصْ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً فَزِدْهَا فِي عُمْرِهِ ، ثُمَّ رَأَى آخَرَ سَاطِعًا نُورُهُ لَيْسَ مَعَ أَحَدٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِثْلَ مَا مَعَهُ ، فَقَالَ : أَيْ رَبِّ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا ابْنُكَ مُحَمَّدٌ عَلَيْهِ السَّلامُ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ ، فَقَالَ آدَمُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ مِنْ ذُرِّيَّتِي مَنْ يَسْبِقُنِي إِلَى الْجَنَّةِ ، وَلا أَحْسُدُهُ ، فَلَمَّا مَضَى لآدَمَ أَلْفُ سَنَةٍ إِلا أَرْبَعِينَ فَجَاءَتْهُ الْمَلائِكَةُ يَتَوَفُّونَهُ عِيَانًا ، قَالَ : مَا تُرِيدُونَ ؟ ، قَالُوا : أَرَدْنَا أَنْ نَتَوَفَّاكَ ، قَالَ : قَدْ بَقِيَ مِنْ أَجَلِي أَرْبَعُونَ سَنَةً ، قَالُوا : أَلَيْسَ قَدْ أَعْطَيْتَهَا ابْنَكَ دَاوُدَ ؟ قَالَ : مَا أَعْطَيْتُ أَحَدًا شَيْئًا ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : جَحَدَ آدَمَ ، وَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَنَسَى وَنَسَتْ ذُرِّيَّتُهُ " .
فكما ترى هنا الله عرض على ادم ذريته التي سيتواجدون فيها على الارض فهو شاهد ابنه داؤود بهيئته والصحيح بهيئته والاعمى بهيئته والمبتلى وكل ذريته بهيئاتهم التي خلقهم الله عليها فالحديث في خلق ادم على صورته يعني على هذه الهيئة التي نزل بها الى الارض والا ما معنى صار الخلق يتناقص
تعني ان الهيئة هذه صار فيها تغير في الطول فقط والباقي كما هو فادم له وجه ويدان وصدر ورجلان وذريته مثله تشبهه لكن طولهم نقص عن طول ابيهم فوضح لنا معنى الصورة بان الهيئة ولا حجة لمن قال بان الصورة هنا هي صورة الله ولنفرض ان هذا صحيح فهل الله يشبه ادم
ارجاع الهاء هنا الى الله يعني ان الله وادم لهما نفس الصورة التي نحن نسميها الهيئة وهذا لا يصح بسبب انه يحمل تجسيما واضحا ثم ان البشر كلهم يمرون بمراحل لم يمر بها ادم فهو لم يولد ولم يكن طفلا ولم ترضعه ام ولم ولم ولم الى اخره مما يختلف فيها عن ذريته الذين يمرون بمراحل فبعد هذا كله لا يصح ان يقال ان الهاء تعود على الله لكوننا نعلم ان ادم خلق على هذه الهيئة وكل تفسير اول تأويل مقبول لكون من تكلم هنا هو نظر لشيء ما وبه قال ان الصورة تعني هذا الشيء