عرض مشاركة واحدة
  #55  
قديم 2016-08-05, 06:12 PM
التائه الحزين التائه الحزين غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2016-02-10
المشاركات: 31
افتراضي

خامساً: مكاسب النبوة وموضوع السيرة النبوية:
أما بالنسبة لمكاسب النبوة في نظري كما قال الأخ أيسر يكفي بالنبوة مكسبا فهو أعلى من الملك والجاه والمال..فهو يأتي بالملك والجاه والمال، وقد كان معروفاً عند العرب عظمة الأنبياء وتاريخهم فقد كانت الجزيرة العربية مليئة بالأديان من اليهود والنصارى وغيرهم.
وإذا فرضنا كما نقول أن النبي عرض عليه الملك من قريش وأنه كان رجلا من أشراف قريش ، وكان يقال عليه الصادق الأمين قبل البعثه، فذلك الأمر مشكوك به من ناحيتين :
أولا: تناقضه مع الآيات الواردة في القرآن في وصف النبي:
مثال ذلك:
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (31) الزخرف
قال ابن كثير في تفسيرها أي : هلا كان إنزال هذا القرآن على رجل عظيم كبير في أعينهم من القريتين ؟ يعنون مكة والطائف.
وهذا دليل واضح أن النبي لم يكن من أشرافهم ولا من عظمائهم وهذا يشكك في أمر أنه عرض عليه الملك كما ورد في السيرة.
وأيضا آية:
(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً) (41) الفرقان
فكأنه استنقاصاً للنبي أن الله لم يجد غير هذا بأن يرسله رسولا، وهذا أيضا فيه علامة بأن النبي لم يكن من عظمائهم ولا من المحمودين عندهم.
وأيضاً كثيراً وصف من قومه بالمجنون والساحر وغيره..
فمن خلال ذلك ليس لدينا دليل على أنه من أشرافهم أو أنه عرض عليه الملك إلا من السيرة، ومن هنا نأتي للأمر الثاني.

ثانيا: إشكالية كتابة السيرة:
من المعلوم أن أول من كتب في السيرة هو ابن اسحاق ، وكان وقت كتابته لها بعد 120 سنة من وفاة النبي ، ولكن كتابه لم يصل لنا فهو من المفقود ، ولكن الذي وصل لنا هو ما جمعه ابن هشام مما جمعه طالب ابن اسحاق (البكائي).
فلماذا كتب تاريخ النبي بعد وفاته بـ 120 سنة ، وكيف يمكننا أن نثق في ذلك وكاتبها الذي جمعها بعد انقضاء هذه المدة ويقال انه جمعها شفهياً وهو الكتاب الوحيد للسيرة، وأيضاً لم تصل لنا كاملة بل منقحة ومحذوفة منها أشياء كما ورد في مقدمة ابن هشام حيث قال:
(وتارك بعض مَا يذكرهُ ابْن إِسْحَاق فِي هَذَا الْكتاب مِمَّا لَيْسَ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيهِ ذكر، وَلَا نزل فِيهِ من الْقُرْآن شَيْء، وَلَيْسَ سَببا لشَيْء من هَذَا الْكتاب، وَلَا تَفْسِيرا لَهُ، وَلَا شَاهدا عَلَيْهِ، لما ذكرت من الِاخْتِصَار، وأشعارا ذكرهَا لم أر أحدا من أهل الْعلم بالشعر يعرفهَا، وَأَشْيَاء بَعْضهَا يشنع الحَدِيث بِهِ، وَبَعض يسوء بعض النَّاس ذكره).

فهنا تأتي أسئلة كثيرة:
لماذا لم يصل لنا كلام ابن اسحاق إلا منقحاً؟
ماهي الأشياء الشنيعة والتي يسوء ذكرها عن النبي التي ذكرها ابن اسحاق ولم يستطع ذكرها ابن هشام؟
كيف يمكننا ان نثق في النقل الشفهي بعد انقضاء كل هذه الفترة من موت النبي؟ وهل هذا منطقي؟
ونحن نعلم كيف هي نقل الأخبار الشفهية من فرد لفرد ، فلا يمكن أن ينقل خبر من شخص ليصل إلى سلسلة من أشخاص وهو بنفس الدقة ، بل دائما تتدخل المشاعر الإنسانية والحالة النفسية للفرد ناقل الأخبار فيتغير الخبر و دقته عند كل فرد يصل له الخبر، وقد اقيمت دراسات نفسية في ذلك.

أضف إلى ذلك أنه لا يوجد ولا كتاب تاريخ في تلك الفترة يذكر شيء عن النبي ( لا في تاريخ الرومان ولا تاريح الفرس ولا تاريح الهنود) فقد بحث في ذلك أكثر من مؤرخ في زماننا هذا للبحث عن تاريخ غير التاريخ الاسلامي في تلك الحقبة الزمنية يذكر أمر نبي أو شخصاً أسمه محمد، ولم يجدوا شيئا.

على الرغم من انه معروف أن الرومان بهم مؤرخين عظماء ، سجلوا كثيراً من التاريخ ، حتى أن بعضاً منهم ممن عاصورا النبي عيسى ذكروا قصته في كتبهم رغم عدم ايمانهم به ، وقد ذكر أمر العرب في كتبهم ولكن لم يذكر سيرة النبي محمد.
فهل هوا معقول إلا توجد سيرته في كتب تاريخ الرومان والفرس؟ وقد أرسل النبي رسائلا للفرس والروم كما هو مذكور في السيرة ، ولكن لم يذكر ذلك أبداً في تاريخهم.
رد مع اقتباس