المشاركة الأصلية كتبت بواسطة التائه الحزين
خامساً: مكاسب النبوة وموضوع السيرة النبوية:
أما بالنسبة لمكاسب النبوة في نظري كما قال الأخ أيسر يكفي بالنبوة مكسبا فهو أعلى من الملك والجاه والمال..فهو يأتي بالملك والجاه والمال، وقد كان معروفاً عند العرب عظمة الأنبياء وتاريخهم فقد كانت الجزيرة العربية مليئة بالأديان من اليهود والنصارى وغيرهم.
وإذا فرضنا كما نقول أن النبي عرض عليه الملك من قريش وأنه كان رجلا من أشراف قريش ، وكان يقال عليه الصادق الأمين قبل البعثه، فذلك الأمر مشكوك به من ناحيتين :
أولا: تناقضه مع الآيات الواردة في القرآن في وصف النبي:
مثال ذلك:
(وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَٰذَا الْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (31) الزخرف
قال ابن كثير في تفسيرها أي : هلا كان إنزال هذا القرآن على رجل عظيم كبير في أعينهم من القريتين ؟ يعنون مكة والطائف.
وهذا دليل واضح أن النبي لم يكن من أشرافهم ولا من عظمائهم وهذا يشكك في أمر أنه عرض عليه الملك كما ورد في السيرة.
وأيضا آية:
(وَإِذا رَأَوْكَ إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً) (41) الفرقان
فكأنه استنقاصاً للنبي أن الله لم يجد غير هذا بأن يرسله رسولا، وهذا أيضا فيه علامة بأن النبي لم يكن من عظمائهم ولا من المحمودين عندهم.
وأيضاً كثيراً وصف من قومه بالمجنون والساحر وغيره..
فمن خلال ذلك ليس لدينا دليل على أنه من أشرافهم أو أنه عرض عليه الملك إلا من السيرة، ومن هنا نأتي للأمر الثاني.
|