[أبو جهاد الأنصاري]

الأخ الكريم / المنشد على
أهلاً وسهلاً بك فى منتدى أنصار السنة.
لعلك تعلم أخى أن السنة هى طريقة النبى وما عدا ذلك فهو البدعة. وكثير من علماء الأمة - أخى - لم يسلم من بعض البدع. وواجبنا هو أن نبين هذه البدع ونحذر إخواننا من ذلك ، مصداق قول ربنا سبحانه وتعالى : وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون
فهى صيحة تحذير أخى. لا خير فينا إن لم نقلها ، ولا خير فى من لم يقبلها!!
ويجب أن تفرق فى النقد عزيزى بين نقد المنهج ونقد الأشخاص. فما يهمنا هو نقد المناهج لا الأشخاص ، إلا من كان منهم رأساً فى بدعته أو مشيداً لها أو داعياً إليها.
ولنا فى سلف الأمة قدوة حسنة ، فهذا على بن المدينى - رحمه الله - عندما سألوه عن والده ومدى إتقانه وحفظه لعلم الحديث أطرق ساكتاً ولم يجب وقد علاه العرق ، فلم ألحوا عليه السؤال قال : " إنه الدين ، هو ضعيف ". وهذا أبو داود السجستانى - رحمه الله - صاحب السنن المعروف ، عندما سألوه عن ابنه قال - بلا تردد : " هو كذاب ".
فالأسماء التى ذكرتها أنت لنا أنت لست بأحب إليها من حب على بن المدينى لأبيه ، ولا من حب أبى داود لإبنه. فانتبه - أخى - ولا تجعل حبك للأشخاص يفوق حبك على الإسلام ، ولا تجعل انتماءك لحزب أو جماعة أو طائفة يغلب حبك وتمسك بعقيدتك الصحيحة.
ونحن لا نبخس حق أى مسلم عادياً كان أم عالماً إذا ما فعل شيئاً - ولو صغيراً - من أجل الإسلام ، اتباعاً لقول ربنا جل وعلا : ولا تنسوا الفضل بينكم وقوله تعالى : ولا تبخسوا الناس أشياءهم وأخيراً فالحق أحق أن يُتبع.
واعلم - حبيبى فى الله - أن الحق لا يُعرف بالرجال ، ولكن اعرف الحق تعرف أهله.
ولاشك أن حركة الإخوان كان لها مثالب كثيرة وأخطاء فادحة منذ يومها الأول ، ولعلك تذكر أن حركة الإخوان المسلمين هم الذين أنتجوا من قال فيهم حسن البنا - نفسه - : " ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين ".
ولا ننسى أن فتاوى الشيخ سيد قطب - غفر الله له - هى التى أعطت الضوء الأخضر للتكفيريين الذين عاثوا فى الأرض الفساد وقتلوا من الأبرياء الذين سيحاجونهم أمام الله يوم القيامة.
ولاشك أن جماعة الإخوان لا تزال تقع فى أخطاء كثيرة منهم اعتقادهم أن جماعة الإخوان المسلمين هى جماعة المسلمين ، وهذا الأمر معناه تكفير كل من خالفهم ، وإن كانوا لا يعلنون هذا صراحة ، ومن أخطائهم أنهم حولوا الإسلام وأظهوره على أنه مجرد حركة سياسية ،وأنه لا هدف للإسلاميين (!!) إلا الوصول للحكم وبأى طريقة حتى ولو كانت مداهنة النصارى ووصفهم بأنهم إخوان لهم ، وكم من المنشورات التى أطلقوها وذكروا فيها هذا صراحة ، ولعل فى هذا رد على الشيخ وجدى غنيم الذى ذكر قوله تعالى : ومن يتولهم منكم فإنه منهم نحن أيضاً نوجه له هذه الآية ونقول لهم كيف تتولون النصارى فى مصر أمن أجل الكرسى(!!)
ناهيك عن توظيفه الخطأ لآيات القرآن الكريم فى غير موضعها ، ومحاولة ( أسلمته ) لبدعة المظاهرات التى استوردوها من الكفار والمشركين ، والتى يروح ضحيتها الكثير من الدم المسلم البرئ ، حيث يتصدى فيها المتظاهر العصبى المنفعل أمام جندى قوات مكافحة الشغب المغلوب على أمره ، فيلتقى المسلمان بسيفيهما ، فما بالك بهذه الصورة هل تراها صواب؟؟!!
وعلى كل حال نحن فى حال - الآن فى أحداث غزة - لا نحب أن نروج فيه للخلاف ولا للفرقة بين المسلمين ، بل نحاول لم الشمل قدر الإمكان ، كذلك يجب ألا توظف هذه الأحداث من أجل الترويج أو التسويق المذهبى بأى حال.
أما لِبس الشيخ وجدى غنيم لزي عسكري - أمريكي (!!!) وليس حتى مصري - فهو ترويج جديد لبدعة المظاهرات الغربية المستوردة ، وعمل دعائى ( تليفزيونى !!) لن يقدم ولن يؤخر.
ولا خلاف لنا على الجهاد بضوابطه الشرعية بلا خروج ولا ابتداع فى الدين.
وجزاك الله خيراً.