الحقيقة ان فكرة الرد على كل تهمة بان راويها شيعي محترق او سني جامع حطب لا يمكن ان تقبل دوما لماذا لسبب بسيط جدا وهو
انكار اسقاط فاطمة لحملها لنفرض عدم صحته بل نؤكد لك ان هذا غير صحيح لكن هذا الانكار لا يعلل لنا سبب موت فاطمة
افهمت الان المقصد هي ماتت لكن هل ماتت من علة ابدا هي ماتت بسبب ما هو هذا السبب ويقوي الشك في سبب موتها قول الرسول لها وهذا بسند قوي اورده مسلم في باب فضائل الصحابة ونصه كالتالي : 2450 حدثنا أبو كامل الجحدري فضيل بن حسين حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت كن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عنده لم يغادر منهن واحدة فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فلما رآها رحب بها فقال مرحبا بابنتي ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم سارها فبكت بكاء شديدا فلما رأى جزعها سارها الثانية فضحكت فقلت لها خصك رسول الله صلى الله عليه وسلم من بين نسائه بالسرار ثم أنت تبكين فلما قام رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتها ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت ما كنت أفشي على رسول الله صلى الله عليه وسلم سره قالت فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما حدثتني ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت أما الآن فنعم أما حين سارني في المرة الأولى فأخبرني أن جبريل كان يعارضه القرآن في كل سنة مرة أو مرتين وإنه عارضه الآن مرتين وإني لا أرى الأجل إلا قد اقترب فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك قالت فبكيت بكائي الذي رأيت فلما رأى جزعي سارني الثانية فقال يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة قالت فضحكت ضحكي الذي رأيت
لاحظ ان الترضية هنا من الرسول لها وجعلها سيدة نساء العالمين هل هو بسبب البكاء ثم هي لما تبكي اصلا هل تبكي لان الرسول اخبرها انه سيفارق الحياة كل انسان يبكي على والده او والدته لكن هل هذا البكاء يجعل الرسول يقول لها فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك
وعلى ماذا يكون الرسول هنا خير سلف لها فهي لم تره يبكي على امه او ابيه ثم بفرض ان الرسول قال لها هذا القول اخبارا منه لها بدنو اجله فهل يحتاج ان يقول لها اتقي الله لاحظ الجملة فيها ثلاثة اهداف الاول اتقي الله والثاني اصبري والثالث ان الرسول هو خير سلف لها فهل هذه كلها تعني ان الرسول قال لها سوف اموت وانت اصبري وستكونين سيدة نساء اهل الجنة
طبعا لكن الرسول اسر لها بشيء لم تفش به ولما عزمت عليها عائشة اخبرتها ببعضه واخفت بعضه وعموا هذه رواية التي تردها وهي مقتل المحسن او جنين فاطمة منكرها لا يمكن ان يعلل سبب موت فاطمة فهي لم تمت موتة طبيعية والا كما قلنا لما قال لها الرسول : فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك
سيقول قائل انت تبني وهما على حديث ورد بعدة روايات نقول له نعم هذا حصل ونورد لك من نفس الباب في الكتاب السابق هذه الروايات
حدثنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد عن أبيه عن عروة عن عائشة ح وحدثني زهير بن حرب واللفظ له حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن أبيه أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت فقالت عائشة فقلت لفاطمة ما هذا الذي سارك به رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكيت ثم سارك فضحكت قالت سارني فأخبرني بموته فبكيت ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت
حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وحدثنا عبد الله بن نمير عن زكرياء ح وحدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا زكرياء عن فراس عن عامر عن مسروق عن عائشة قالت اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم فلم يغادر منهن امرأة فجاءت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال مرحبا بابنتي فأجلسها عن يمينه أو عن شماله ثم إنه أسر إليها حديثا فبكت فاطمة ثم إنه سارها فضحكت أيضا فقلت لها ما يبكيك فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت ما رأيت كاليوم فرحا أقرب من حزن فقلت لها حين بكت أخصك رسول الله صلى الله عليه وسلم بحديثه دوننا ثم تبكين وسألتها عما قال فقالت ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا قبض سألتها فقالت إنه كان حدثني أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل عام مرة وإنه عارضه به في العام مرتين ولا أراني إلا قد حضر أجلي وإنك أول أهلي لحوقا بي ونعم السلف أنا لك فبكيت لذلك ثم إنه سارني فقال ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمة فضحكت لذلك
في الرواية السابقة تجد لفظة سارني يعني ان الرسول اخبرها بدون ان تسمع عائشة وفي الرواية الثانية نفس الكلام مع ان النصوص فيها زيادات ونقص لكن كلها تجتمع على او تجمع على ان هنا سرا قاله الرسول لفاطمة فهل اخبارها بانه سيموت يعتبر سرا لماذا لم يقله لعائشة او غيرها من زوجات الرسول ويخبرهن انه سيموت لماذا يخص فاطمة بهذا انه سيموت فهنا نقول ان الرسول صحيح اخبرها بانه سيموت وبانه سيحصل لها امر اخر لما تخبر به فاطمة عائشة وهو سبب قول الرسول لها : فاتقي الله واصبري فإنه نعم السلف أنا لك كما اوردناه في الرواية الاولى ولا تجده في الروايات التي تليه ويلاحظ ان كلمة اتقي الله ليست امر دوما بتقوى الله بل نهي عن امر كمثال رجل ضرب رجل انت تقول اتق الله في هذا المسكين يعني تنهاه عن الاستمرار في الضرب فلعل الرسول هنا نهاها عن تدبير امر تتخلص به من ابو بكر وعمر وهذا النهي كما هو واضح مصحوب بأمر واضح لا يحتاج تدليل وهو اصبري يعني تصبر على هذا الابتلاء وعوضه من الله ان تكون سيدة نساء الجنة
دمتم بود
|