(4)
قال كليلة لدمنة : عشت حياتك تتسكع من فرقة الى اخرى ، و تتخير في الاقوال ، فلم تهدأ على حال ، و لم تستقر في مكان ، و لم يكفك هذا ، فذهبت تنكر عذاب القبر ، و تكذب على الناس و تدلس ، و انت حر فيما تعتقده في قلبك ، و لكنك لست حرا فيما تعلنه على الناس ، فهل لك من دليل على انكارك عذاب القبر ، غير الذي قدمت ؟؟
قال دمنة : نفترض ان عذاب القبر موجود ، فكيف سيعذب الذين ماتوا حرقا ، او ماتوا غرقا ، او ماتوا تحت الانقاض ، و لم يتم دفنهم ؟؟؟
قال كليلة : اصبحت لا اشك انه اعتراك غباء المستشرقين ، و اصابك جهلهم ، و خذعت بلقب " مفكر اسلامي " حتى اصبحت تحاكي الاقوام الهالكة ، حين قالوا (( أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون أوآباؤنا الأولون )) الصافات 16.17 . فلم تجد دليلا تحتج به الا قول اهل الكفر و العصيان ، و نكبت عن سبيل هل الطاعة و الايمان اذ يقولون : قال تعالى (( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون)) يس 82.83 .
اقول : ان دمنة عصرنا و بلدنا ، لم يرزق كليلة ، حتى يعظه و يبذل له النصح ، و يرده عن سبيل الجاهلين ، و لكنه وجدنا عنده نصفعه ، و نكشف للناس جهله و كذبه و تدلسه ، و بيان ما يسير به بين الناس من ضلال ، و ما يهمس به من اثم و عدوان ، و الله الموفق
قال دمنة : ( 7 _ ان روايات عذاب القبر هي اخبار احاد ، و الاحاد لا يؤخذ به في العقائد ، و ان الحديث الاحاد هو رواية الواحد عن واحد عن واحد ، و لا يكننا ان نثبت عقيدة كبرى جدا بالاحاد )
قلت : و في قول دمنة ، كذب و تدليس و جهل ، فاما الكذب فهو قوله ان روايات عذاب القبر هي اخبار احاد ، و هذا كذب كذب كذب ، بل هي متواترة تواتر لفظي و معنوي ، و هنا لا يفوتني ان الزمه باحد الامرين ، فاما ان يقبل بها او يرد القران ؟؟؟ و له الخيرة من امره .
و اما التدليس : فهو تعريفه للاحاد بانه رواية الواحد عن الواحد من اول السند الى منتهاه ، و هذا تدليس ، لان ما ذكره هذا المدلس ليس الا نوعا من الاحاد ، و هو قليل ناذر . و احاديث عذاب القبر لا تدخل في اي نوع من انواع الاحاد ، و انما هي متواترة
و اما الجهل ، فهو قوله ان الاحاد لا يؤخذ به في العقائد ، و هنا اساله : اين اجد الاية الصريحة في القران على هذا الادعاء ؟؟؟
و عقيدة الصلب ثبتت بالتواتر ، و نفيت بالاحاد " قال _ صل الله عليه و سلم _ قال جبريل _ عليه السلام _ قال الله_ تبارك و تعالى _ ((وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا)) النساء 157 . و الذين يعتقدون بصلبه هم جمع بلغ التواتر ، و مع ذلك قدمنا عليه الاحاد الذي هو ( قال _ صل الله عليه و سلم _ قال جبريل _ عليه السلام _ قال الله_ تبارك و تعالى _ ) ، و الذي جاء فيه : (( و لكن شبه لهم )) و في هذا حجية الاحاد لمن كان له قلب او القى السمع و هو شهيد . "
فمن اصدق دمنة و اليهود ام الله ؟؟؟
و قد بسطت القول في حجية الاحاد في العقائد و في غيرها في مقالاتي الاربع '' حجية الحديث "
و تجدها هنا يا صاحبي اذا اردت الزيادة في العلم
http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=92119
و يستمر الفحص عن امر دمنة ، ان شاء الله ،
كتب : الثلاثاء 2 رجب 1439 ( 20/03/2018)