عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2018-05-10, 10:32 PM
ايوب نصر ايوب نصر غير متواجد حالياً
مسئول الإشراف
 
تاريخ التسجيل: 2012-10-23
المشاركات: 4,830
افتراضي لم يكن الله فاعلا !!! (2)

السلام عليكم و رحمة الله
كتبت قبل مدة مقالة تحت عنوان " لم يكن الله فاعلا !!! " تعرضت فيها لشبهة بعض الفلاسفة و المتكلمين ، و التي تقول : " " لم يكن الله قبل ان يخلق الخلق ، فاعلا و لا متكلما و لا رحيما ، فلم يكن هناك عباد يرحمهم او يكلمهم ، حتى نقول انه لم يزل فاعلا متكلما رحيما . "

و قد كان ردي على هذا الكلام كالتالي : " قال عز و جل في فاتحة كتابه : (( الحمد لله رب العالمين )) الفاتحة 1 ، و هذه الاية تبطل قولهم ، و لكن قبل ان ابين لك ذلك ، وجب ان تعرف ان القائلين بهذا القول ، كما نقل شيخ الاسلام عن الرازي و ابن سينا ، مجمعون على ان واجب الوجود واحد ، و الان نرجع للاية الاولى من الفاتحة ، و نقول : اذا كان الله قبل ان يخلق الخلق لم يكن فاعلا ، فان لازم القول يقتضي _ و حسب الاية _ انه _ سبحانه و تعالى عما يصفون _ لم يكن ربا قبل ان يخلق العالمين ،و هذه هي النتيجة الحتمية اذا مددنا معهم القول على استقامته ، و هذا فاسد باطل ، فمن لم يكن ربا لا يصبح ربا ،و اذا كان لازم القول و مقتضاه فاسدا ، فالقول ايضا فاسد . "

و بعد نشري لتلك المقالة ، توصلت برسالة ، هذا نصها : " هنا يقولون يلزمنا القول بالقدم النوعي.. مثلا : الرحمن على العرش استوى . فهل صفة الاستواء قديمة ام حادثة ؟؟ اذا قلت قديمة فيلزم القول بقدم العرش ... "

قلت : ما جاء في المقالة الاولى هو كاف لرد هذه الشبهة ، فقوله تعالى في فاتحة كتابه : ((الحمد لله رب العالمين )) يلجم كل متهوك متنطع يدنن حول هذه الشبهة او يقول بها ، فالعرش من المخلوقات ، و الله لا يحتاج للخق حتى يكون ربا ، فهو الغني ، و انما هو رب قبل الخلق و بعد الخلق ، و كذلك لم يزل متكلما قبل ان يخلق الخلق و بعد ان خلقهم ، فهو يتكلم متى شاء و بما شاء ، و كذلك القول في صفة الاستواء ، و هي صفة فعل ، فالله لم يزل مستويا بمشيئته و قدرته متى شاء ، و ان لم يكن هناك خلق يستوي عليه ( العرش ) كما انه لم يزل متكلما و ان لم يكن هناك خلق يكلمهم ، فلا يلزم من استوائه وجود العرش ، كما لا يلزم من تكلمه وجود خلق يكلمهم ، و كما لا يلزم من كونه ربا وجود عالمين يكون ربا عليهم ، و من استمر في تهوكه و تنطعه ، فان دلالة قوله ، ان الله لم يكن فاعلا قبل الخلق ، تقتضي انه _ سبحانه و تعالى عما يصفون _ لم يكن ربا قبل ان يخلق الخلق ، و هذا من الكفر اوضح من ان يبين .

كتب : الخميس 24 شعبان 1439 ( 10/05/2018)
__________________
( فلعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا ) الكهف 6

كل العلوم سوى القرآن مشغلة ..... إلا الحديث وعلم الفقه في الدين
العلم ما كان فيه قال حدثنا ..... وما سوى ذاك وسواس الشياطين

آخر تعديل بواسطة ايوب نصر ، 2018-05-11 الساعة 07:58 PM
رد مع اقتباس