[أبو جهاد الأنصاري]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن

:خالص:السلام على الجميع...
نحن نعلم ان الله تعالى لا يمكن اسباغ الصفات البشريه عليه ........فالله تعالى غير محدود الزمان و المكان .........و بكل بساطه يمكن ان نقول اننا لا نستطيع ان نتخيل حتى الكيفيه التي يتعامل بها مع عباده .......
الذي شجعني على هذا الموضوع هو انني في موضوع اخر .....قلت العبقريه الالهيه .....و جاء رد يقول لي بانه الافضل ان اصف الله تعالى بصفات وصفها لنفسه .......

السلام عليكم
من أكثر الأبواب التى ضل فيها الملاحدة عن الإسلام باب صفات الله سبحانه وتعالى ، وهنا يجب أن أبين فى إيجاز عقيدةأهل السنة والجماعة فى صفات الله ، وأترك التفصيل لموضع آخر من الحوار إن استلزم الأمر.
فعقيدتنا فى صفات الله تعالى أنها : إثبات بلا تشبيه ، وتنزيه بلا تعطيل.
فنحن :
1- نثبت لله ما أثبته لنفسه وما اثبته له نبيه من غير تشبيه ولا تمثيل ولا تكييف ولا تعطيل. وهذه تسمى قاعدة الإثبات.
2- وننفى عن الله ما نفاه عن نفسه وما نفاه عنه نبيه مع ثبوت كمال ضد المنفى ، لله تعالى. فمثلاً ننفى عنه الموت ونثبت له كمال الحياة. وننفى عنه الضعف ونثبت له كمال القدرة وهكذا. وهذ تسمى قاعدة النفى.
3- نسكت عما سكت عن الله ورسوله . وهذ تسمى قاعدة السكوت.
ونؤمن أن كل ما بخيالك فالله بخلاف ذلك.
وأن الصفات المذكورة عن الله لها ثلاث مراتب من الإيمان:
1- الإيمان باللفظ. فنثبت اللفظ كما ثبت بالنصوص الشرعية.
2- الإيمان بالمعنى : فنثبت لامعنى كما هو معلوم من لغة العرب وكما هو معروف لدى جميع العقلاء.
3- تفويض الكيفية ونقطع الطمع عن إدراكها وطلبها مصداق قوله تعالى : ليس كمثله شئ .
ونؤمن كذلك أن أى صفة اتصف بها رب العالمين سبحانه ثم اتصف بها أحد من المخلوقات ، فإن المشابهة بين صفة الله وصفة المخلوق ما هى إلا مجرد تشابه لفظى فى مسمى الصفة وليس فى حقيقتها ولا ماهيتها.
ولله المثل الأعلى ، فأنت لك يد وللحقيبة يد فهل يدك كيد الحقيبة؟! رغم اتفاقكما فى مسمى الصفة؟ هذا مجرد مثال بسيط لتقريب المسألة إلى الذهن. وهذا الكلام سيفيدك فى الرد على بند العرش كذكلك.

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمن

التساؤال الأول :
العرش
"رب العرش العظيم "
الفكرة هنا التي احب ان اوضحها .......لماذا التقييد المكاني لله .......طيب و لنقل مبدئيا انه تشبيه انساني حتى يدركه الناس .......طيب لماذا العرش : الا نعرف جميعا ان العرش يخص الملوك و الاباطرة .......
انا بصراحه هذه نقطه تثير في دماغي الكثير من التساؤلات ......طيب الا يوجد تشبيه خاص بالله تعالى يدل على لا مكانيته غير هذا التشبيه ؟؟؟؟

لا يوجد تقييد مكانى لله سبحانه وتعالى فهو سبحانه خالق كل الأمكنة ، وهو خالق كل الأزمنة ، فهو سبحانه الظاهر الذى ليس فوقه شئ ، وهو الباطن الذى ليس دونه شئ ، فهذه إحاطة مكانية ، الأرض جميعاً قبضته والسموات مطويات بيمينه .
وهو الأول فليس قبله شئ ، وهو الآخر فليس بعده شئ ، فهذه إحاطة زمانية.
والعرش خلق من مخلوقات الله ، بل هو أعظمها ، وحتى تعلم ما هو عرش الرحمن سخبرك بما أخبرنا به النبى حيث شبه السموات السبع والأراضين السبع بحلقة أو خاتم ملقى فى صحراء واسعة هى الكرسى فكم نسبتها إليه؟! وشبه الكرسى بحلقة ملقاة فى صحراء هى العرش فكم تكون نسبته إليه؟
ارجو ن تستحضر فى هذه الحالة أرقام ومسافات وابعاد علم الفلك وتقرأ فيه بعض الشئ لتعلم مدى عظم وامتداد واتاع وضخامة ورحابة السماء الدنيا التى هى جزء من سبع سموات ، حتى تعلم ما هو العرش ،وحتى يرسخ فى يقينك أن هذا العرش قد احاط بكل الأماكن.
وعرفاً وعقلاً فإن العرش هو سرير الملك ، الذى يجلس عليه الملك ، ونحن لا نعلم كيفية هذا العرش ، فالله لم يخبرنا بأوصافه ، فقط أخبرنا أن له عرشاً ، ولاعرش هو علامة وأمارة على المُلك. فهل رايت ملكاً بلا عرش؟ ولم تقول أن عرش الرحمن مأخذو من عرش الملك البشرى الإنسان ، ولا تقول أن الله سبحانه وتعالى قد انعم على الإنسان بصفة من صفاته هو ألا وهو العرش لمن كان له ملك وصولجان؟! ولكن طبعاً أعطاه عرشاً يليقان به ذاك العبد الضعيف الحقير ، الذى نزل من مجرى البول مرتين ، مرة من أبيه ومرة من أمه. فما بالك بخالق السموات والأرض سبحانه وتعالى عما يصفون ، ما قدروا الله حق قدره .
ولا يتوهم عقلك كيف يكون عرش الرحمن وهل هو مكان أم لا ولا تتخيل ولا تتوهم كيف يكون استواء الله عليه فكل هذا خيالات شيطانية ليس لها من الحق نصيب ، وتأمل أننا نقول أن الله عل العرش استوى ولا نقول جلس ، فالجلوس صفة من صفات البشر ، وهى غير ثابتة فى حق الله سبحانه وتعالى ولا يوجد عليها دليل ، ولكن نقول ما قال ربنا : الرحن على العرش استوى والاستواء معلوم وكيفه مجهول ، ومعناه العلو والتمكن والارتفاع.
فالعرش ليس تشبيهً إنسانياً بل هو اقتباس ربانى ، يعنى فى الصل أن الله اتخذ له عرشاً قبل خلق السموات والأرض واستوى عليه قبل خلق الإنسان ، ثم أنعم عليه بأن يكون له عرش يتناسب مع حاله فلا نقول بعد هذا أن عرش الرحمن تشبيه إنسانى؟؟!!
فالفرع يجب أن يرد لى أصله وليس العكس.
ولا يتوهم خيالك أن تقول أن الله ملاصق أم مفارق أم محازى للعرش فكل هذه خيالات وأوهام لا محل لها من الحق ، وخير للإنسان أن يقف بعقله عند حدوده التى حده الله بها ، ولا يشتط فيضل ولا يكلف نفسه ما لا يطيق ، هب أن إنساناً منذ خمسة آلاف عام ، أخبروه بأن الحديد سوف يطير فى الهواء وسوف يتكلم وأنه يستطيع أن ينتقل من المغرب إلى الصين فى عدة ساعات وأنه يستطيع أن يرى سط القمر ترى هل كان سيصدق شيئاً من هذا مهما قربنا له الصورة وأطلنا له الشرح؟؟!!
إن كان هذا الحال فى دنيانا فما بالنا فى أعلى عليين؟!
من العقل أن نتوقف هنا.
يتبع إن شاء الله ....