رد: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا من يشمر يا منكري السنة
الأخ الفاضل / موحد مسلم
طلبت منك التفسير لآيات سورة الحشر ولكنك لم تقم بالتفسير،، ولو كنت قمت بالتفسير لوفرت على نفسك كل هذا المجهود في البحث عن كلمة إيتاء
ولذلك انحرف الحوار عن مساره الصحيح
أذكرك فقط بالحوار الأصلي
الأخ أحمد الجزائري طلب معرفة عبارة (ما آتاكم الرسول) في الآية رقم (7) من سورة الحشر وقال بالحرف الواحد :
الذي يهمني في الأية الشطر الأتي:
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"
العبارة 1
"وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ "
ماذا يدخل تحت هذه العبارة بمعنى ماذا أتانا الرسول عليه الصلاة و السلام ؟
العبارة 2
"وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا"
نفس الشيء عن ماذا نهانا ؟
إذا هو طلب معرفة ما أتانا الرسول من هذه الآية،،،، وما نهانا عته دون الدخول للسياق القرآني
وكان ردى أن قلت له :
ما الذى يحمله الرسول أساسا حتى يأتينا منه،، أو ينهانا عنه
وهذا سؤال يحمل الحجة في داخله لأنه من الوضع الطبيعي إن كل من يعطى ،،، لابد أن يملك ما سوف يعطيى منه سواء عن طريق الملك أو الهبة أو التوكيل
ولكن حضرتك دخلت في الحوار بطريقة عجيبة جدا وبسرد أشياء لا علاقة لها بالسؤال وقمت بوضع الفرق بين النبي والرسول ...الخ الكلام اللى حضرتك كتبته في ردك رقم (10)
وهكذا إنحرف الحوار
ولذلك عندما طلبت منك تفسير آيات سورة الحشر حتى تعلم إن عبارة (ما آتاكم الرسول) هي جملة المقصود بها توزيع الفيء،،، وإن جملة (ما نهاكم عنه) هي أيضا النهي عن أخذ حق غير حقهم
للأسف لم تستطيع تفسير الآيات ،، لإنك لا تملك أدوات تفسير القرآن والتي كانت أهمها كما جاءت في كتاب (المدخل الفطرى إلى التوحيد) للعالم الإسلامي (محمد السعيد مشتهرى)
اللسان العربي
السياق القرآني
آليات عمل القلب
آيات الآفاق والأنفس
منظومة التواصل المعرفي
وإليك تفسير الآيات التي عجزت حضرتك عن تفسيرها بالأدلة القطعية الثبوت من كتاب الله ....
السياق القرآني يتكلم توزيع الغنائم والفيئ
والفرق بين الغنائم والفيئ من خلال معاجم اللغة العربية هو :
1/ الغنيمة
ما أخذ من أموال أهل الحرب من الكفار بقتال،
2/ الفيء
ما اخذ من الكفار بغير قتال،
فإذا ذهبنا إلي الغنائم سنجد الآية رقم 41 من سورة الأنفال
وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَى عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
أما عن الفيء وهو موضوع الآية موضوع الحوار :
فإذا قمت بتدبر لسياق الآية، ستعلم أن الأمر بطاعة الرسول، أو النهي عن معصيته، قد سبقه حديث عن توزيع مال الفيء،
وهذه الآية من سورة الحشر، تقوم ببيّان مدى مسئولية رسول الله عن توزيع هذا الفيء، بصفته القائد الأعلى للجيش. ويبدو أن خلافا قد نشب بين صحابة رسول الله، بخصوص هذا التوزيع، فنزل الوحي القرآني يحسم هذا الخلاف، كما يبيّن ذلك سياق آيات سورة الحشر التالية:
لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَاناً وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الصَّادِقُونَ (8)
وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ [9] الحشر
وكما هو ملاحظ، فإن جملة “مِمَّا أُوتُوا”، في هذه الآية، تشير بالدلالة القطعية إلى قوله تعالى، في الآية [7] من سورة الحشر: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ”، وهو ما يتعلق بتوزيع الفيء، ونهي الصحابة أن يتكلموا في هذا التوزيع. ولقد كان للمنافقين موقف من توزيع رسول الله للصدقات، فإذا رأوها تُوزّع على غيرهم طعنوا ولمزوا..، فيقول الله تعالى في سورة التوبة:
وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ [أُعْطُوا] مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ [لَمْ يُعْطَوْا] مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ [58] وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا [آتَاهُمْ] اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ [سَيُؤْتِينَا] اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ [59] التوبة
وتدبر العلاقة بين قوله تعالى: “وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ”، وقوله في هذه الآية: “مَا “آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ”. لا شك أن إيتاء الله هو عين إيتاء الرسول، فالله تعالى هو المشرع، ورسوله هو القائم على تفعيل شريعة الله بين الناس
وعلى هذا فإن ردى على الأخ أحمد الجزائرى هو إن الآية تتكلم عن توزيع الفيئ وليس عن بيان سنة الرسول سواء جاءت في البخارى عند أهل السنة أو في الكافي عند أهل الشيعة
تحياتي وشكرا للحوار.،،،
مصادرى
1/ كتاب المدخل الفطرى إلى التوحيد
2/ كتاب القرآن وأزمة التدبر
|