رد: حوار بين عمر ايوب و يوسف نور
الأخ العزيز / عمر أيوب
تحياتى
تقول :
لا احب الحيدة يا صاحبي ، و عليه لن اجيبك حتى ترجع للمشاركة 14 و ترد على ما فيها بخصوص الواو و السياق
حاضر سأرد على المداخلة (14) وأتعهد بذلك أمام كل المتابعين
ولكن
عندما بدأت الحوار معك كنت أظن إنه لا خلاف بيننا في مفهوم قواعد اللغة العربية
وعندما بدأت أحس بأن هناك اختلاف بيننا في بعض القواعد طلبت منك في أحد المداخلات بعدم الدخول في قعدة (واو) العطف اللغوية لإني أعلم إن هناك اختلاف في هذه القاعدة بين العلماء
ولذلك يجب توحيد المفهوم بيننا في شأن (واو) العطف حتى يتثني لي الرد على المداخلة (14) والرؤية واضحة بيننا
ولذلك سأذكر لك قاعدة (واو) العطف كما تعلمتها من خلال دراساتى وكذلك على يد بعض العلماء ومنهم العالم الإسلامي الدكتور محمد مشتهري حتى لا تتهمنى إني نقلت من بعض الشبكات
وعليك أن تقرأ ما كتبته ،،، فإذا كان هناك اعتراض فلتكتب اعتراضك وعندما نصل إلي الحق في موضوع (واو) العطف سأبدأ في الرد على المداخلة (14) بعد أن نكون اتفقنا علي قاعدة التفسير الأساسية
فإذا اتفقنا على القاعدة فيكفي أن تقول (متابع) حتى أستكمل الرد على المداخلة (14)
أولًا:
الواوُ العاطفه
ومعناها مُطلق الجمع، فتعطف الشيء على مُصاحبه وتجمعُ بينَهما، ولا يُشترَط التّرتيب بل قد يجوزُ: نحو (فأنجيناهُ وأصحابَ السّفينةِ) وعلى سابِقِه نحو: (ولقدْ أرسلنا نُوحاً وإبراهيم) وعلى لاحقه نحو: (كذلكَ يُوحى إليكَ والى الذينَ من قبلك) وقد اجتمع هذان العَطْفانِ في قولِه تعالى: «وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ» ويجوز أن يكون بين المعطوفِ والمعطوفِ عليه تقاربٌ أو تراخٍ: نحو (إنا رادّوهُ إليكِ وجاعلوهُ من المُرسلين) فإن ردّه إلى أمّه بُعيدَ إلقائه في اليمّ، وأمّا إرساله فعلى رأس أربعين سنة. وتتميّزُ الواوُ العاطفةُ وتنفردُ عن سائر أحرف العطف بأحكامٍ، منها:
١- احتمالُ معطوفها للمعاني الثلاثة السابقة: أن تجمعَ بين المتعاطفينِ أو تعطف الشيء على سابِقه، أو تعطفَه على لاحقِه.
2- اقترانها بـ «إمّا» نحو: (إما شاكراً وإما كفوراً).
٣- اقترانها بـ «لا» إن سُبِقَت بنفي: نحو ما قام زيدٌ ولا عمرٌو، ومنه قولُه تعالى: (وما أموالُكمْ ولا أولادكمْ بالتي تُقرّبُكمْ عندنا زُلفى) ولا يجوز نحو: قام زيدٌ ولا عمرو وإنما جاز (ولا الضّالّين) لأن «غير» تدلّ على معنى النّفي «غير المغضوب عليهم» معنى النفي.
٤- اقترانها بـ «لكن»: نحو (ما كانَ محمّد أبا أحدٍ من رجالِكم ولكنْ رسولَ الله) أي ولكن كان رسولَ الله.
٥- عطف الصفات المفرقة مع اجتماع منعوتها كقوله: بكيتُ، وما بُكا رجلٍ حزينٍ ... على ربعين مسلوبٍ وبالِ
٦- عطف ما لا يستغنى عنه كـ «اختصمَ زيدٌ وعمرو»، و«اشتركَ زيدٌ وعمرو». وهذا دليلٌ على عدمِ إفادتِها التّرتيبَ بالضّرورة، ومن ذلك: جلستُ بين زيدٍ وعمرٍو. وتشاركها في هذا الحكم «أم» المتصلة: في نحو: سواءٌ علي أقمتَ أم قعدتَ فإنها عاطفة لِما لا يستغنى عنه.
٧- عطف العام على الخاص: نحو (ربِّ اغفرْ لي ولوالديَّ ولمنْ دخلَ بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات) وعطف الخاصّ على العامّ: نحو: (وإذْ أخذْنا من النّبيّينَ ميثاقَهُم ومنكَ ومن نوح)
٨- عطف الشيء على مُرادفه: نحو (إنما أشكو بثّي وحزني الى الله) ونحو (أولئكَ عليهمْ صلواتٌ منْ ربِّهم ورحمةٌ) ونحو (لا تَرى فيها عِوجاً ولا أمْتاً)
ثانيا:
واو الاستئناف:
واو الاستئناف، وهي الواو التي يكون بعدها جملة غير متعلقة بما قبلها في الإعراب. وتكون هذه الجملة إمّا اسمية أو فعلية. فمن أمثلة الاسمية قوله تعالى: (ثم قضى أجلاً، وأجل مسمى عنده)
ومن أمثلة الفعلية: (لنُبيّنَ لكمْ ونقرُّ في الأرحام ما نشاء) (هل تعلم له سمياً، ويقول الإنسان)
وهذه الواو تدخل على الجمل لا على المفردات، وهي غير الواو العاطفة، وإنما سميت واو الاستئناف لئلا يتوهم أن ما بعدها من المفردات، معطوف على ما قبلها إلا ضمنيا. ومن الأمثلة أيضا:
(منْ يضللِ اللهُ فلا هاديَ له ويذرُهمْ) (واتّقوا اللهَ ويعلِّمُكُم اللهُ) فالواو الاستئنافية تدخُلُ على الجملةِ الاسميّة أو الفعليّة لاستئناف معنى جديد، أو الإشارة إلي ما قبلها ضمنيا ، ولكنّ ما بعدَ واو الاستئنافِ منقطعٌ من النّاحيةِ الإعرابيّة عمّا قبلَه.
أمّا الواو العاطفة فتدخل على المفرداتِ والجمل لتعطف ما بعدها على ما قبلها وتُشرِكَه في الإعرابِ والمعنى. تطبيقاتٌ إعرابيّةٌ على الموضوع السّابِق *
«إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ...» - واستكبَروا عنها: الواو حرف عطف، عطفت استكبروا على كذّبوا. - ولا يدخلون الجنّة: الواو عاطفة، عطفت لا يدخلون على لا تفتّح. *
«إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ» - وكذلك نجزي المجرمين: الواو استئنافية لأنّها استُؤنِفَ بها كلامٌ جديد بعد كلام منقطع. *ولكنها أشارت ضمنيا لما قبلها من أنواع الجزاء (لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء وَلاَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ)
«لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ...» - ومن فوقهم غواش: الواو عاطفة، عطفت جملة «من فوقهم غواشٍ»، وهي جملة اسميّة، على جملة اسميّة سابقة وهي «لهم من جهنم مهاد» - وكذلك نجزي الظّالمين: الواو استئنافية لأنّها استُؤنِفَ بها كلامٌ جديد بعد كلام منقطع. * ولكنها أشارت ضمنيا إلى نوع الجزاء (لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ)
«وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ...» - والذين آمنوا: الواو استئنافية: كلام جديد منقطع عمّا قبلَه صناعة وإعرابا لا معنى. - وعملوا الصالحات: عملوا معطوف على آمنوا، فالواو عاطفة. *
«وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَـذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ» - ونزعنا...: جملة استئنافية والواو استئنافية أيضا. - وقالوا الحمد لله...: جملة معطوفة على جملة «ونزعنا» فالواو عاطفة لجملة على جملة. - وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله: «ما كنا لنهتدي» معطوفة على «الحمد لله...» - ونودوا...: جملة استئنافية تدلّ على انتقال المشهد واستئناف كلام جديد.ولكنها أشارت ضمنيا إلي الذين نزع من صدورهم الغل
الأخ الفاضل
كما ذكرت لكم إما أن توافق على قواعد حرف (الواو) التي ذكرتها مستخدما الأدلة القطعية
أو تعترض وتضع إعتراضك مدللا أيضا بالأدلة القطعية
وعندما نتفق سأبدأ في الإجابة على المداخلة (14) كما وعدتك
تحياتي
|