رد: حوار بين عمر ايوب و يوسف نور
الأخ الفاضل / عمر أيوب
تحياتي :
سأعتبر إنك قرأت قواعد (واو) العطف ،،، وعلى هذا فستكون ردودي على أساس هذه القواعد
تقول في المداخلة (14)
فالآية بدأت بالكلام عن الفيء ثم جاءت واو العطف فعطف العام ( اتاكم ) على الخاص ( الفيء )
هذا كلام جانبه الصواب وعليك الرجوع إلي قواعد اللغة العربية لإن حرف الـ(واو) هو واو إستئناف وليس (واو) عطف على ما قبله
وبذلك أصبحت جملة (وما آتاكم الرسول ) جملة استئنافية جديدة لا علاقة لها بما قبلها قي الإعراب وإن إشتمل في مضمونها تشريع الفيء
وعلى ذلك فكل الأمثلة التي استخدمتها لا تخص (واو) الاستئناف ،،،، ولكنها تخص (واو) العطف
أما باقى المداخلة رقم (14) فقد أجبت عليها كاملة في المداخلة (15)
الآن وبعد حوارنا ومداخلتنا لنري التفسير النهائي للجملة محل الخلاف بيننا (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)
أولا علينا أن نحدد الفرق بين النبي والرسول لإن هذا مهم جدا في حوارنا
وسأكتفي بفارق واحد فقط لإنه هو الذى يخص الحوار القائم بيننا وهذا الفارق وهو :
الرسول = نبي + رسالة......... أي رسول يحمل رسالة يتكلم بها فإذا تكلم (تكلم تشريعا إلهيا ) وإذا قام بالتنفيذ فإنه ينفذ أيضا (تشريعا إلهيا) وسواء القول أو الفعل فهو تشريع من كتاب الله
أما النبي لا يحمل رسالة ،،،،،، فإذا تكلم بصفة النبوة فلا يشترط أن يكون ما يقوله تشريع
إذا فكلام الرسول لابد أن يحمل الشريعة الإلهية فقط ،، ولذلك لم تأتي في القرآن أبدا جملة (أطيعوا النبي) ولكن كل الطاعة كانت طاعة معطوفة على (الرسول) فقط
وهذه الطاعة واجبة في الإبلاغ بتشريعات الله والقيام بتنفيذها ،،، وعلى هذا تكون سنة الرسول الحقيقية تنطق بها كل آية قرآنية
أما إذا تكلم النبي فكلامه ليس شرطا أن يكون شريعة
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً }الأحزاب
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التحريم
كما تري إن النبى قد أطاع الكافرين في أشياء لم يكلف بها من الله تعالى ،،،، وحرم أشياء حللها الله تعالى
وعلى هذا الأساس عندما جاءت جملة ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ ) فإن الواو لابد أن تستأنف جملة جديدة لإظهار عمومية إيتاء الرسول من تشريعات ليكون الأمر الإلهي أمر عام في كل ما يؤتيه الرسول
فهل جاءت (واو) الاستئناف لتتضمن ما جاء في مسألة الفيء
طبعا جاءت تتضمن مسألة توزيع الفيء لإنه بمنتهي البساطة إن عملية توزيع الفيء كانت أيضا تشريع
وبما إن كل ما يقوله أو يفعله الرسول هو تشريع
إذا من البديهي جدا إن جملة ما آتاكم الرسول تضمنت عملية توزيع الفيء
ثانيا السياق القرآني
إن جملة (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ) كما قلنا هو تشريع عام لكل ما يأتي به الرسول – وتذكر إننا نقول الرسول – وليس النبي،،،
إلا إن سياق الآيات يؤكد إن الكلام كله ينصب على توزيع الفيء لماذا ؟!!!
تعالى نفهم هذا الأمر
1/ قد قلنا إن الإيتاء هو إيتاء الشريعة
والشريعة تحمل في داخلها التحليل والتحريم (أي الفعل وعدم الفعل) فتدبر معي كمثال عام قول الله تعالى
يَأْمُرُهُم) بِالْمَعْرُوفِ و(َيَنْهَاهُمْ) عَنِ الْمُنكَرِ و(َيُحِلُّ) لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَ(يُحَرِّمُ) عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ)
إذا فجملة ( وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ ) قد حملت في داخلها التحليل والتحريم
إذا فماذا تعني جملة (وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ).... إذا كان حرف الـ(واو) في هذه الجملة هو حرف (واو) للمغايرة طبقا لقواعد اللعة العربية،،، فعلى هذا الأساس جاءت كلمة (نهاكم)مغايرة لكلمة (آتاكم) وهو ما يفهم منها :
إن ما آتاكم من شريعة وما نهاكم أيضا من شريعة..... أي إن الرسول سوف يسمح بإيتاء تشريعات وسوف ينهي أيضا عن تشريعات فهل هذا معقول أن يقال عن رسول الله
ولكن من المعقول في هذه الحالة إن الإيتاء والنهي كانوا خاصين بتوزيع الفيء كأساس ضمن أساسيات الشريعة التي أتاها الرسول نقلا عن الله تعالى
2/ إن سياق الآيات التالية للآية (7) من سورة الحشر جاء يفسر لماذا شرع الله تعالى هذا التوزيع ،،، فجاء في أول الآية رقم (8) قوله تعالى :
لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا ....... (الآية 8)
إذا الآية توضح لماذا تضمن التشريع الإلهي في مسألة التوزيع (الفقراء) ولم يجعل الفيء خاص بالأغنياء رغم إنهم هم من قاموا بتمويل الحرب... وخصوصا إن الفيء هو ما أوخذ من أهل القري - الفارين من القري لعدم قدرتهم على المواجهة - بدون حرب
ومن هذه الآية نستنتج إن السياق مازال عن موضوع توزيع الفيئ
ثم تأتي الآية رقم (9) والتي تخص رفض صحابة رسول الله من الأنصار هذا الإيتاء فيقول الله تعالى :
وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ
إن جملة ( وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا (أُوتُوا) لا شك عائدة على جملة (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ)
فإذا كان إيتاء الرسول هو التشريعات الإلهية
فهل صحابة رسول الله يرفضون هذه التشريعات
إن سياق الآيات جاء يروى قصة واقعية دارت أثناء الحرب بين المسلمين والكفار،،، وقد روى الله تعالى هذه القصة التي تحكى عن توزيع فيء إختص رسول الله بتوزيعه حتى يكون تشريع واجب الإتباع ،، لذلك لم يقل الله تعالى (وما آتاكم النبي) حتى لا يصبح أمر من الممكن مناقشته مع النبي،،، ولكنه قال (وما آتاكم الرسول) حتى يكون تشريعا واجب النفاذ
ومع ذلك ذكر الله تعالى سبب هذا التوزيع
وطلب منهم أن يتعاملوا مع الأمر كما تعامل صحابة رسول الله مع توزيع الفيء
هذا رأيى مستخدما
1/ الأدلة القطعية من كتاب الله
2/ اللغة العربية وقواعدها
3/ السياق القرآنى
تحياتي ،،،، أعتقد إنى لن أستطيع أن أضيف شيئا آخر وفي انتظار نقدك لأدلتي
|