الموضوع: النفس
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2022-09-14, 05:33 PM
معاوية فهمي إبراهيم مصطفى معاوية فهمي إبراهيم مصطفى غير متواجد حالياً
مشرف قسمي العيادة الصحية والمجتمع المسلم
 
تاريخ التسجيل: 2018-02-05
المشاركات: 2,735
افتراضي النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :-
(( النفس ))
عندما رفض إبليس لعنه الله أن يسجد لأدم عليهِ السلام لم يكن هناك الشيطان فمن هو الذي وسوس لهُ ؟؟؟ سؤال خطير جداً! الشيطان حينما عصى الله من كان شيطانهُ؟؟؟:
إذاً من هو الشيطان الحقيقي لنا !
إن كلمة نفس هي كلمة في منتهى الخُطُورة، وقد ذكرت في القرآن الكريم في آيات كثيره، ففي سورة ق يقول المولى عزَّ و جلِّ : ( ولقد خلقنا الإنسان و نعلم ما توسوس له نفسهُ و نحن أقرب إليهِ من حبل الوريد)،
نحن نؤمن بالله عزَّ و جلَّ و نذكرهُ و نقرأ القرآن و نتوضأ و نصلى لهُ و نصوم و نتصدق و نعبدهُ وووووو إلى أخره،
و بالرغم من ذلك لا نزال نقع في المعاصي و الذنوب لماذا يحدث لنا ذلك؟؟؟.
السبب الحقيقي في ذلك هو أننا تركنا العدو الحقيقي و ذهبنا إلى عدو ضعيف يقول الله في محكم كتابهِ ( إن كيد الشيطان كان ضعيفاً)... إنما العدو الحقيقي هو النفس، نعم فالنفس هي السلاح الفتّاك و المؤدية الى الهلاك في داخل الإنسان، ففي سورة الإسراء يقول رب العزة ( إقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا) وفي سورة غافر ( اليوم تُجزى كل نفس بما كسبت لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب)، وفي سورة المدَّثر (كُلُ نفسٍ بما كسبت رهينة)، وفي سورة النازعات ( و أما من خاف مقام ربهِ و نهى النفس عن الهوى) ، وفي سورة التكوير( علمت نفسٌ ما أحضرت).
من هنا نلاحظ أن كل هذه الأيات السابقة تدور كلها حول كلمة النفس! .
فما هي هذهِ النفس؟؟؟
يقول العلماء أن الألهة التي كانت تُعبد من دون الله ( ألآآت و العُزة و منات و سواع و ود و يعوق و يغوث و نسرا)، كل هذهِ الأصنام هُدِّمت ما عدا إلهٌ مُزيّف ما زال يُعبد من دون الله ، يقول الله تبارك و تعالى: ( أفرأيت من إتخذَ إلههُ هواهُ) ، ومعنى ذلك أن هوى النفس إذا تمكن من الإنسان فإنه لا يُصغي لشرعٍ ولا لوازعٍ دينّي و لذلك الإنسان يفعل ما يريد.
ففي جريمةِ قتلِ قابيل لأخيهِ هابيل يقول الله تبارك و تعالى: (فطوعت لهُ نفسهُ قتلَ أخيه) ، عندما تسأل إنسان وقع في معصيةٍ ما و بعد ذلك نَدِم و تاب و تسألهُ ما الذى دفعك لفعلِ هذا سوف يقولُ لك أغواني الشيطان، وكلامهْ هذا يؤدي أَّن كل فعل مُحرَّم ورائهُ الشيطان إذاً كل عملٍ مُحرَّم أو معصيةٍ ورائهُ شيطان،
إنًَ السبب الحقيقي في المعاصي و الذنوب إمّا من الشيطان و إمّا من النفس الأمارة بالسوء، فالشيطان خطر و لكنَّ النفس أخطر منهُ بكثير، إذاً فإنَّ مدخل الشيطان على الإنسان هو النسيان، فهو يُنسيِكََََ الثواب و العقاب و مع ذلك
تقع في المحذور، قال تبارك و تعالى:( و ما أُبَّرئُ نفسي إنَّ النفس لأمارةً بالسوء).
و أخيراً نتضرع إلى الله و نقول اللهمَّ إننا ظلمنا أنفُسنا ظُلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلاَّ أنت فاغفر لنا و ارحمنا فأنت أرحم الراحمين.
إعداد و تحضير الفقير لرحمةِ الله.
معاوية فهمي إبراهيم.
§§§§§§§§§§§§§
رد مع اقتباس