خامسًا صفات السواك
يستحب أن يكون الاستياك بعود متوسط في غلظ الخنصر، لا رطبًا يلتوي، ولا يابسًا يجرح اللثة، ولا يتفتت في الفم، والمراد أن يكون لينًا المجموع شرح المهذب للنووي ، والمغني لابن قدامة
مسألة هل يستاك بغير العود؟
أجاز بعض الفقهاء الاستياك بغير العود، مثل الغاسول والأصبع، واعتبروه محصلاً للسنة، ونفاه آخرون ولم يعتبروه الموسوعة الفقهية
والقول بالجواز هو الأرجح قال النووي «وهو المختار؛ لحصول المقصود به وهو الإنقاء» المجموع
ويمكن أن يلحق بالغاسول كل ما يُستخدم لتنظيف الأسنان كمعجون الأسنان وغيره

سادسًا كيفية الاستياك وآدابه
يستحب إمساك السواك باليد اليمنى؛ لأن النبي كان يحب التيمن، كما روت عائشة رضي الله عنها
«كان النبي يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله» البخاري ،
ومسلم وفي رواية عنه «وسواكه»
واستحب أكثر أهل العلم أن يبدأ من الجانب الأيمن للفم، ويستاك عرضًا؛ لأن استعماله طولاً قد يجرح اللثة المجموع ، غاية النهاية ، حاشية الخرشي على مختصر خليل
وقال الشيخ ابن عثيمين يرجع إلى ما تقتضيه الحال، فإذا اقتضت الحال أن يستاك طولاً استاك طولاً، وإذا اقتضت الحال أن يستاك عرضًا استاك عرضًا؛ لعدم ثبوت سنة عن النبي في ذلك الشرح الممتع
ثم بعد ذلك يمر السواك على أطراف الأسنان العليا والسفلى ظهرًا وبطنًا، ثم يمر على كراس الأضراس، ثم على اللثة واللسان وسقف الحلق بلطفٍ، ومن لا أسنان له يستاك على اللثة واللسان وسقف الحلق؛ لأن السواك وإن كان معقول المعنى إلا أنه ما عري عن معنى التعبد، وليحصل له ثواب السنة، وهذه الكيفية لا يُعلم فيها خلاف الموسوعة الفقهية
فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال
«أتينا رسول الله نستحمله، فرأيته يستاك على لسانه»
وفي رواية قال «دخلت على النبي وهو يستاك، وقد وضع السواك على طرف لسانه، وهو يقول «إهٍ إه» يعني يتهوع» أبو داود ، وحسنه الألباني

يستحب أن يلين السواك إذا كان يابسًا بغسله أو غير ذلك؛ لما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت دخل عبد الرحمن بن أبي بكر وبيده السواك إلخ الحديث البخاري
ويستحب للمرء أن يغسل سواكه بعد أن يستاك به حتى يخلِّصه مما يعلق به من الأذى؛
لما روت عائشة رضي الله عنها قالت
كان النبي يستاك، فيعطيني السواك لأغسله، فأبدأ به فأستاك، ثم أغسله وأدفعه إليه أبو داود ، وحسنه الألباني
يُندب أن يُحفظ السواك في مكان لا يصل إليه فيه مستقذَر
هذا ما تيسر لنا جمعه فيما يتعلق بالسواك من أحكام وآداب، نسأل الله أن يتقبل منا، وأن يعفو عن زلاتنا، فهو ولي ذلك والقادر عليه،
ونكمل حديثنا عن سنن الفطرة في الحلقة القادمة، إن شاء الله تعالى
مجلة التوحيد

__________________
وقال أبو الوفا بن عقيل رحمه الله:
انظر كيف اختار لمرضه بيت البنت، واختار لموضعه من الصلاة الأب، فما هذه الغفلة المستحوذة على قلوب الرافضة عن هذا الفضل والمنزلة التي لا تكاد تخفى عن البهيم فضلا عن الناطق.
و ما ضر المسك معاوية عطره
أن مات من شمه الزبال والجعل
رغم أنف من أبى
|