في الحقيقة أنا لم أنوي الخروج عن الموضوع أبداً، بل ما أتيت به هو من صلب مناقشتنا فهذه الآيات تنهى عن القول بغير علم على الله تعالى وهذا ما نجده في أحاديث الظن، وهو بالمناسبة من مؤلفاتي وليس نسخاً و لصقاً وعندما أنسخ وألصق سأخبر بذلك وأضعه مقتبساً. اقرأه فهو موضوعنا
أما عن ما تعتبره تهرباً من أسئلتك فقد يكون هناك لبس، لقد أخذت تعريف الظن اللغوي وبيينت من القرآن الكريم ( والذي بكل تأكيد هو ما أريده أن يحكم بيننا ويسعدني أنك توصلت إلى هذا الشئ البديهي، فكثير ممن يناقشونني يجعلون الأحديث مرجعية) أن الظن المنهي هو الخاص بالتشريع الإسلامي وصفات الله تعالى وأوامره ونواهيه. وبينت النوع الثاني الذي يعمل به في الشهادات الدنيوية وليس القول على الله تعالى وهو الظن الراجح. فهنا إجابات لكل أسئلتك ما هو الظن؟ (قد عرفته) وما هي أنواعه؟ (وقد بينتها) وهل كل الظن منهي عنه؟(لا وقد بينت النوع المباح) وهل ترضى بحكم القرآن بيننا؟ السؤال البديهي
لكن اللبس هو كما أحسب أنك تريدني أن أجيب عن سؤالك المتعلق بأنواع الظن بإقتباس أقوال السلف وتعريفهم للظن الراجح والمرجوح-وهذا خلافي معهم ولا أعتد به-الذين يجعلون العمل بالظن الراجح حسب تصنيفهم واجباً فهم يقول أن الأخبار الآحادية توجب العمل دون العلم وهذا هو الخلاف بيننا والذي نريد بحثه من القرآن الكريم، فكيف تريدني أن أجيب بما تريده أنت سيدي ونحن في جدال.
عن القرآن و أهل الحديث، فاعلم سيدي أني لا أريد أن أنظر إلى سلفي إن كانوا ضالين، تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا ولا نسئل عما كانوا يعملون، إنما أتبع سلفي إن كانوا على حق. لا أريد أن أكون ممن تنطبق عليهم آيات القرآن المخبرة بالذين يألفون آباءهم ضالين، دون تفكير وإعمال عقل أو ممن يقدمون نقلاً ظنياً يشكون فيه على عقل، القرآن كله دعوة إلى الحقيقة عبر العقل أفلا تعقلون،أفلا تنظرون ،أفلا تذكرون، أفلا تدبرون، أفلا ترون، أفلا تفقهون، أفلا تسمعون.
هذا القرآن هو نعمة من الله للناس أجمعين فإن طبعه مسلم أو صوفي أو سني أو شيعي أو مشرك، في مطبعة آلاتها صنعت في بلاد الكفر بتقنيات من بلاد الكفر بأيدي كفار في مكتبات عمالها كفار شحنت بناقلات كفار، في مسجد بنوه مهندسون وعمال كفار، تلى بجهاز صوتي صنعه الكفار نشر في شبكة صممها كفار في منتديات صممها كفار بحاسوب صممه كفار، فهذا لا قيمة معنوية له،و لا يؤثر في نظرتنا إلى القرآن الكريم فالكلام من الله تعالى وهذه رسالته التي يريد أن يوصلنا لها بأيدينا أو بأيدي الشيطان إن شاء. لا تمنوا علىّ هذا. وهؤلاء الكفار الذين صمموا هذه الوسائل لن يشفع لهم القرآن الوعيد في القرآن لا يستثني أحداً بهذه الطرق، فإن وجدت الوعيد موجهاً إليك وهذا ما أؤمن به فاتق الله ولا تركن إلى سراب فلن تجد شيئاً لا يضرك. هذا بالطبع دون رد دون خوض في جدال عن الصحابة الذي نشروا القرآن من وجهة نظر مشتركة وهذه كلامكم (فستبدأ بالمنسوخ والمنسي، لكل هل أوامر الصاحبة هذه منسوخة أيضاً؟ وهل ما بعد النبي منسوخ أيضاً؟)
من مقال على موقع
#### بقلم د. أحمد
#### أقتبسُ:
اقتباس:
وأولئك الذين دونوا الأحاديث في ذلك العصر العباسي بعد موت النبي بقرنين إعترفوا بأن النبي والخلفاء الراشدين نهوا عن كتابة أي شئ غير القرآن.
فيروى مُسلم وأحمد والدرامي والترمذي والنسائي أن النبي قال " لا تكتبوا عني شيئاً سوى القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه " ويروى الدرامي " انهم إستأذنوا الرسول في الكتابة عنه فلم يأذن لنا ".
دخل زيد بن ثابت على معاوية في خلافته فسأله عن حديث وأمر إنسانا أن يكتب ما يرويه زيد بن ثابت فقال زيد " إن رسول اللــه أمرنا ألا نكتب شيئاً من حديث " فمحاه معاوية. وبعد وفاة النبي جمع أبوبكر الناس وخطب فيهم وقال: " إنكم تحدثون عن رسول اللــه أحاديث تختلفون فيها والناس بعدكم أشد إختلافا فلا تحدثوا عن رسول اللــه شيئاً فمن سألكم فقولوا بيننا وبينكم كتاب اللــه فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه". وفي خلافة عمر جمع الرواة من الصحابة، ابن مسعود وابا حذيفة وابا الدرداء وعقبة بن عامر وقال " ما هذه الأحاديث التي أفشيتم عن رسول اللــه في الآفاق ؟ أقيموا عندي واللــه لا تفارقني ما عشت ". وفي رواية أخرى أن عمر حبس ابن مسعود وأبا الدرداء وأبا مسعود الأنصاري وقال " أكثرتم الحديث عن رسول اللــه". ثم أطلقهم عثمان فيما بعد
وقال عُمر لأبى هُريرة " لتتركن الحديث عن رسول اللــه أو لألحقنك بأرض دوس ". وقد سافر جماعة من الصحابة في عهد عُمر للعراق فقال لهم عُمر وهو يودعهم: " أتدرون لم مشيت معكم؟ قالوا لا، قال إنكم لتأتون بلدة لأهلها دوى بالقرآن كدوى النحل فلا تصدوهم بالأحاديث فقال " إنى كنت أريد أن أكتب السُنن وانى ذكرت قوما كانوا قبلكم كتبوا كُتبا فاكبوا عليها وتركوا كتاب اللــه، وانى واللــه لا اشوب كتاب اللــه بشئ أبدا". وروى القاسم ان عمر جمع ما كُتب من أحاديث فأحرقها وقال " واللــه لا أجعلها مثناة كمثناة أهل الكتاب، إنه قرءآن فحسب ". ولم يجرأ أبو هريرة على الرواية في عصر عُمر، ولكن بعد موت عُمر طفا ابوهُريرة للسطح واخذ في الرواية ويعترف قائلا " إنى محدثكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عُمر لضربنى بالدُرة ". وقال " ما كُنا نستطيع ان نقول قال رسول اللــه حتى قُبض – أي مات – عُمر ". ثم إستمر يقول " اكنت محدثكم بهذه الأحاديث وعُمر حى ؟ أما واللــه إذن لأيقنت أن الدُرة ستباشر ظهرى، فإن عُمر كان يقول " إشتغلوا بالقرآن فإن القرآن كلام اللــه ".
وفي الفتنة الكبرى إنتشرت الأحاديث وصارت مجالا من مجالات الصراع بين الطوائف ومع ذلك فإن على ابن أبى طالب خطب في خلافته فقال " أعزم على كل من عنده كتاب إلا رجع فمحاه، فإنما هلك الناس حيث تتنعوا احاديث عُلمائهم وتركوا كتاب ربهم ". ويعترف البخاري في أحاديث بأن النبي ما ترك غير القرآن كتابا مدونا. يروى ابن رفيع: " دخلت أنا وشدا بن معقل، اترك النبي من شئ؟ قال : ما ترك إلا ما بين الرفتين". أي المصحف.. قال: ودخلنا على مُحمد بن الحنفية فسألناه فقال : ما ترك إلا ما بين الرفتين" البخاري 6-234 ) .
|
#### تنبيه ####
يمنع وضع أسماء أو روابط مواقع تروج للبدع
شكراً لتفهمكم
المراقب العام