[quote=لاديني لا دنيوي;85947]
وهل التفكير منوط بالدماغ فقط أم هناك أدوات أخرى مساعدة في التفكير ,
[/quote]
ليست عملية التفكير هى جوهر العملية الإيمانية ، فالتفكير معرفة ، بينما الإيمان اختيار ، وقد يعلم الإنسان الصواب من الخطأ ولكن عند الاختيار فإنه قد ينحرف عن الجادة ، فكل المدخنين يعلمون أن التدخين ضار جداً بالصحة ، ورغم هذا فإنهم لا يقلعون عنه. لماذا؟ لأن هناك مؤثرات أخرى تؤثر على قراره.
فهناك ممن عاصر النبى ورأى المعجزات بأم عينيه ولكنه لم يؤمن به! لماذا؟ لأن له صارف عن الحقيقة المعرفية التى وصلته كاتباع الآباء ، أو الخوف من فوات السلطان على الضعفاء أو كما فسرها هامان لفرعون حين قال له سيدنا موسى ( إن تتبعنى وتؤمن بى أضمن لك ملك مصر فى الدنيا والجنة فى الآخرة ) فقال له هامان : ( أبعد أن كنت إلهاً تُعبد ، تصير عبداً تَعبد ؟!) فانصرف عن الإيمان. رغم أنه يعلم أن موسى هو بنى الله حق ، ولم لا فقد عاين فرعون الآيات بأم عينيه!
ومن ذلك فى عالم الإلحاد أنك تجد المرأ من هؤلاء يكون على الإسلام فإذا تعرض لبعض الشبهات من جانب الملاحدة ، تجده يسارع فى الكفر ، وعلى الجانب الآخر ، عندما يصير ملحداً ثم تسوق له عشرات أو مئات الشبهات التى تطعن فى الإلحاد تجده لا يتزعزع ويبررها بتبريرات واهية. فدل هذا على ن هناك أمور أخرى تتعلق بالإيمان والكفر ، وهى غير متعلقة بالتفكير.
فلا يتصور مثلاً أن يكون كل الأمر معرفى عندما تجد عالم ذرة هندى يسجد لفأر أو يشرب من بول الإله البقرة! رغم أن معارفه تفوق معارفنا بمراحل؟؟!!
[quote=لاديني لا دنيوي;85947]
وهل العقل هو المنتج للنص أم النص هو المنتج للعقل
[/quote]
العقل البشرى منتج للنص البشرى. أما النص الإلهى فلا يكون إلا من عند الحكيم العليم.
وعلى نحو مقابل قد يكون للنص دور كبير فى صياغة أسلوب تفكير العقل ، بل ويؤثر على عملية اتخاذ القرار بشكل كبير. والأمثلة على ذلك عديدة. أسوق على هذا مثال قرأته فى كتاب الإعلام والاتصال بالجماهير للخبير الإعلامى الكبير الدكتور / إبراهيم إمام ، رحمه الله حين كان يتحدث عن أسباب صياغة العقول ، وما أثر على جيل كامل من النازيين الذين سعوا لاحتلال أوربا ثم العالم كله باعتبار أن الإلمان هو الجنس الفائق ، فذكر أن سبب ذلك يرجع على قضية تعليمية كان يلقنها النازيون الكبار للنازيين الصغار ففى كتاب الجغرافيا للصف الأول الابتدائى ، كان أول ما يفاجئ التلميذ الصغير فى أول صفحة من الكتاب كانوا يصطدمون بهذا السؤال:
ما هى ألمانيا؟
وكان الجواب يأتى مباشرة فى السطر الثانى :
ألمانيا هى الوطن الذى يحيط به الأعداء من كل جانب!!
لقد كان مثل هذا التلقين سبباً فى صياغة عقول وإنتاج جيل من النازيين الذى أوشك أن يدمر العالم انطلاقاً أن الجنس الآرى هو الجنس السامى وأنه الأصلح والأحق بقيادة العالم.
العقل والنص بينهما عملية تفاعلية تبادلية مؤثرة.
أما فى النص الإلهى فإن الأمر يختلف ، فالنص الإلهى مؤثر فى العقل البشرى ، تأمل كيف أن الآيات والأحاديث التى تحث على الجهاد فى سبيل الله وتبين فضله ، كيف أن مثل هذه النصوص عندما أثرت فى عقول أصحابها ، قادت بملايين من الناس إلى تقديم أرواحهم من أجل نشر هذا الدين!!
ولكن يبقى السؤال المهم : النصوص موجودة فلماذا تأثر بها البعض دون البعض الآخر؟؟
وعلى الناحية المقابلة فإن العقل البشرى ليس له تأثير على النص الإلهى ، وجل ما يمكن للعقل أن يفعله هو أن يقترب قدر الإمكان للتعرف على مراد الله من الأمر أو النهى. فإن وافق الفهم البشرى عمق النص الإلهى ، فالعقل هنا قد أصاب وللمجتهد أجران ، وإن خالف الفهم البشرى مراد الله من هذا النص ، فالخطأ يقع على العقل القاصر.
إشكالية العقل :
إن وجود شريحة من العباقرة بجوار شريحة أخرى من المجانين – الذين أزال عنهم الشرع التكليف – وبين هؤلاء وهؤلاء درجات كثيرة جداً من الذكاء البشرى ، وكل هذا يثبت أمر مهم يجب أن ندركه ونعيه جيداً ألا هو أنه لا وجود للعقل المطلق ، فما يقبله عقل يرفض عقل آخر، بل إن عملية تغيير وتبديل الآراء والأديان والمعتقدات تثبت هذا بشكل أكبر ، تثبت أن ما يقبله عقل اليوم قد يرفضه غداً. وما يرفضه اليوم قد يرفضه غداً.
إن حالاً كهذا يؤكد لدينا القناعات أنه من الخطأ الفادح أن يتحكم العقل فى النص. بل يبقى النص – وأقصد به النص الإلهى – هو الحقيقة الأكثر ثباتاً ورسوخاً ، بينما يتفاوت كمال العقل فى مدى قربه وبعده من إدراك مرامى هذا النص الإلهى.
__________________
قـلــت : [LIST][*] من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )). [*] ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )). [*] ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )). [*] ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ). [/LIST]
|