الحمدلله ،، وبعد.. فإن التعامل بالأخلاق الفاضلة واجب على كل من نسب نفسه إلى دين الحق،وهو الخلق الذي نخالق به الناس جميعا بلا استثناء..
وأما عن الثوابت التي نحتكم إليها عند النزاع فجوابه{أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا وَالَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ } [الأنعام/114] {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }[النساء/65]،فالكتاب والسنة هما مرجعنا ومن قال بخلاف ذلك فقد نبذ كتاب الله وراء ظهره،وذلك مع عدم إغفال آلات الفهم لهذين الوحيين الشريفين ألا وهي لغة العرب الأقحاح والعقل{ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ [يوسف/2]{إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآَنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ }[الزخرف/3]، على أن مما أود إيضاحه هنا هو أن العقائد لا تؤخذ إلا من القطعي دلالة من كتاب الله تعالى والقطعي ثبوتا ودلالة من سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم،فالمتشابه من الكتاب العزيز لا يبنى عليه معتقد،والآحاد من أحاديثه عليه الصلاة والسلام كذلك - وإن اختلفنا في هذه المسألة إلى حد ما فعسى أن يكون فيما لديك من الأدلة القطعية على ثبوت الرؤية ما يغني عن الرجوع إلى آحاد الأحاديث- وقد طلبت منك أن تتفضل ببيان أصرح دليل عندكم من كتاب الله تعالى على ثبوت رؤية الله سبحانه في الجنة،فإنا وجدنا كتاب الله صريحا في ذكر سائر ما يتنعم به أهل الجنة من ماء ولبن وخمر وعسل ولحم وثمار وحور وغرف ولباس وغير ذلك،فهل توجد في كتاب الله آية صريحة كصراحة هذه الآيات تثبت رؤية رب الأرض والسماوات للمؤمنين والمؤمنات في غرف الجنات؟على أن تكون هذه الآية مستغنية بصراحتها ووضوحها عن بيان السنة وشرحها كاستغناء بقية الآيات المعددة لنعيم الجنة عن شروح السنة؟؟ تفضل مشكورا
|