عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-10-07, 10:12 PM
السمهري السمهري غير متواجد حالياً
عضو جديد بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2010-10-06
المشاركات: 21
افتراضي لماذا كل هذه الحرب ضد المناظرة في المذهب السلفي

لماذا نرى المذهب السلفي لا يناظر في عقيدته أبدا إلا ما ندر أي أنه يعتبر عقيدته غير قابلة للمناظرة ؟؟
هل هذا الأمر له أسباب جعلت من السلفية يهابون المناظرة ((إلا ما ندر)) وكأنك قلت له سيحطم مذهبك وأنت ستخسر بكل تأكيد إن دخلت في مناظرة.
فمن الوصايا التي ينقلونها عن إمامهم ((أحمد بن حنبل)) قوله في كتاب أصول السنة ما نصه:" وأن لا يخاصم أحدا ولا يناظره ولا يتعلم الجدال فإن الكلام في القدر والرؤية والقرآن وغيرها من السنن مكروه ومنهي عنه " ويؤكد عليهم النصيحة بعدم المناظرة فيقول"وإياك ومناظرة من أخذل فيه ومن قال باللفظ وغيره ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله فهذا صاحب بدعة "ألا يبدو واضحا أن هذا الكلام يعبر عن نفسية منهزمةلا تستطيع مقارعة الحجة بالحجة فأفضل طريقة هي لا تناظر ولا تجادل .ويستمر أيضا في التأكيد هذا المعنى حتى يصاب القارئ بضحك شديد فيقول"وأن النبي قد رأى ربه فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه و سلم صحيح رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ورواه الحكم بن إبان عن عكرمة عن ابن عباس ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهران عن ابن عباس والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم والكلام فيه بدعة ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحدا "أنتم ترون إلى التجسيم الصريح يقول أن الرسول رأى ربه وهذا على ظاهره والشيء الذي يجعلك تضحك من قلبك هو القول"ولا نناظر فيه".
ونستمر مع مسلسل هجمة السلفية على المناظرة والمجادلة فيقول في نفس الكتاب:" ويوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر والإيمان به والتصديق به والإعراض عن من رد ذلك وترك مجادلته "
ولعلكم إخوتي تقرأون هذه القصة الجميلة التي ذكرها ابن كثير في البداية والنهاية حيث قال:" وفي ذي القعدة منها أحضر أبو جعفر محمد بن جرير الطبري إلى دار الوزير عيسى بن علي لمناظرة الحنابلة في أشياء نقموها عليه، فلم يحضروا ولا واحد منهم."

إذن هل يحق لنا أن نقول((لا غرابة من رفض الشيخ ابن باز لمناظرة شيخنا الخليلي لأن هذا الشيء من قوانين مذهبهم كما أن له سلف في ذلك)).

والمشكلة هي أن حتى من يرد المناظرة يجد وكأن أهل المذهب لا يتقبلونه ومن ذلك ما أورده ابن الأثير في الكامل ما نصه:" وفيها، في جمادى الأولى، توفي أبو الوفا علي بن عقيل بن محمد بن عقيل، شيخ الحنابلة، في وقته، ببغداد، وكان حسن المناظرة، سريع الخاطر، وكان قد اشتغل بمذهب المعتزلة في حداثته على أبي الوليد، فأراد الحنابلة قتله ".

أرجو أن تناقش هذه القضية من باب الإصلاح ليس إلا وأن يراجع السلفية أنفسهم مع أن هناك بوادر تبشر بخير ولكنها ما زالت شحيحة حيث أن نفوس السلفية ما زالت لا تتحمل النقد ولا المناظرة وإن ضربت أمثلة في هذا العصر فلن أجد مثالا واضحا مثل الشيخ الألباني ففي كتب للأسف قذائف من الكلام الجارح هذا مع أتباع نفس المدرسة أما من خارج المدرسة فحدث ولا حرج فإنك ترى بعض السلفية وكأنه أوكل إليه هدم مذهب بأكمله وأوهم بأنه يستطيع ذلك .

النقطة الثانية هي إستغرابي من أن السلفية إذا حدث و تناقشت مع مذهب آخر فإنك غالبا ما تجدهم يبتعدون قدر طاقتهم عن المواضيع العقائدية وإنما يركزون جل جهدهم على مواضيع تأريخية وعلى تشنيعات أستخرجت من ثنايا كلام العلماء وزلاتهم.فهل عاد السلفية إلى الموضوع الأساس ثم إلى التفريعات .

عسى أن نجد الحوار الهادئ المليئ بالروح المتقبلة للنقد ومحاورة الآخر في هذا الموضوع!!!
__________________
صميدع مثل صدر السمهري له ......... في هضبة المجد اجدال وأغصان
رد مع اقتباس