عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 2010-09-11, 02:45 PM
أبو جهاد الأنصاري أبو جهاد الأنصاري غير متواجد حالياً
أنصارى مختص بعلوم السنة النبوية
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-22
المكان: الإسلام وطنى والسنة سبيلى
المشاركات: 8,345
افتراضي


أخى صانع القرار ، طرح طيب ، وعرض جميل ، وأفكار حسنة صائبة بإذن الله.

كلامك صحيح كل مخلوق خلقه الله له - فى الحقيقة - ولاية كونية ، وكل هذه الولايات هى مقتضى أن الله سبحانه وتعالى هو القيوم على خلقه ، فالكريم لا يكون كريماً إلا بمقتضى كرم الله ، والرحيم لا يرحم إلا لأن الله وضع فيه هذه الخصلة ، وهكذا فى جميع أفعال الخير والشر ، العبد هو الفاعل لها ، والله سبحانه هو الخالق لها ، فهى ليست إذن مزية للمخلوق لأنها لم يكتسبها بنفسه ، بل هى عطاء أو منحة أو رزق من الله ، اختصه الله بها دون سواه ، من باب قوله تعالى : ففهمناها سليمان ولم يقل : ( ففهمها سليمان ) فأسند الفعل له سبحانه وتعالى ، لأن الفضل يرجع - كله - لله فى هذه المسألة ، ولا دخل للعبد فيها بالمرة ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، ويستوى فى هذا المؤمن والكافر ، الطائع والعاصى قل كلاً نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محذوراً فما هى المنقبة التى حصلها الإمام من كونه صاحب ولاية هو فى الأصل ليس له أى تدخل فى حصوله عليها؟؟!!

تأمل قول ربك : وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ فَمَا الَّذِينَ فُضِّلُوا بِرَادِّي رِزْقِهِمْ عَلَى مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَهُمْ فِيهِ سَوَاءٌ [ النحل : 71 ] فحتى من يعطيه الله رزقاً لا يستطيع أن يرد عنه نفسه هذا الفضل. تأمل!!!

فحتى لو سلمنا - فرضاً - أن لهؤلاء الأولياء أو الأئمة تصرفاً فى الكون فهذا لا يدعونا أن نغالى فيهم وننسب لهم الفضل بل الفضل ، كل الفضل لمن منحهم هذه المزية ، ولو فرضنا أن لهم هذه الخاصية فإن هذا باب تكليف عليهم لا منقبة لهم تصرف العباد من عبادة الله إلى عبادة غيره!!! ولو جاز هذا فى حياتهم لما جازبعد وفاتهم لأنهم عند ربهم قد أفضوا لما قدموا.

والله سبحانه وتعالى قد أوكل لبعض خلقهم - وأقصد الملائكة - بعض التصرفات فى الكون بإذنه تعالى فهناك ميكائيل الذى ينزل القطر ، وما قال مسلم من أهل القبلة أننا عندما ندعو حال الاستسقاء فإننا نتوجه غلى ميكائيل ، نسأله أو ندعوه أو نطلب منه أو نستغيثه ، ولكننا نستغيث ربنا سبحانه وتعالى ، الفاعل الأصلى لهذا!!

وشتان بين الملائكة وبين الناس ، فالملائكة ليس مكلفين ، بينما البشر مكلفون ، وما يعطيهم الله من فضل ، فإنما لينظر ماذا يفعلون بها فى الدنيا ، أيصلحون أم يفسدون الذى خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملاً [ الملك : 2 ] ، ولم يعطى الله البشر هذه الخصائص ليتحولوا إلى أرباب أو آلهة يعبدون من دونه.

فلو افترضنا جدلاً أن لهؤلاء تصرفاً فى الكون فهو لعلة تتعلق بعلاقتهم مع الله ، وليس لعلاقتهم ببنى جنسهم.

هذا لو افترضنا وجود هذا التصرف الكونى ، فما بالنا لو لم يوجد فى الأصل؟!

__________________
قـلــت :
[LIST][*]
من كفر بالسـّنـّة فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله تعالى يقول : (( وما آتاكم الرسول فخذوه )).
[*]
ومن كذّب رسولَ الله ، فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ،لأن القرآن يقول : (( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى )).
[*]
ومن كذّب أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فهو كافر بالسنة وكافر بالقرآن ، لأن الله سبحانه يقول فيهم : (( رضى الله عنهم ورضوا عنه )).
[*]
ومن كذّب المسلمين فهو على شفا هلكة ، لأن القرآن يقول : (( يأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) والنبي - صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال هلك الناس فهو أهلكهم ).
[/LIST]
رد مع اقتباس