عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 2007-10-23, 12:27 AM
مجاهد مجاهد غير متواجد حالياً
عضو فعال
 
تاريخ التسجيل: 2007-07-23
المشاركات: 141
افتراضي



9- أما الشبهة التي ذكرها أحد المستشرقين حول قصة زواج النبي r من زوجة ابنه بالتبني، فقد رواها مغلوطا وبرواية غريبة، وقد علل هذا المستشرق حسب هوى نفسه قصة هذا الزواج ليطعن في شخصية الرسول r وموقفه من النساء، وفيما يلي بيان بحقيقة هذا الزواج ومعالمه:<?xml:namespace prefix = o ns = "urn:schemas-microsoft-com:office:office" /><o:p></o:p>

قال ابن كثير في تفسيره: قال العوفي عن ابن عباس -رضي الله عنهما-: قوله تعالى: ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة ) الآية[الأحزاب:36].. وذلك أن رسول الله r انطلق ليخطب على فتاه زيد بن حارثة –رضي الله عنه- فدخل على زينب بنت جحش الأسدية –رضي الله عنها- فخطبها، فقالت: لست بناكحته. فقال رسول الله r:( بلى فانكحيه ). قالت: يا رسول الله أؤامر في نفسي؟ فبينما هما يتحدثان أنزل الله هذه الآية على رسول الله r:
(
وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً ) الآية.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
قالت: قد رضيته لي يا رسول الله منكحاً؟ قال رسول الله r:(نعم) قالت: إذن لا أعصي رسول الله r قد أنكحته نفسي.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وزيد كان قد سبي في الحرب واشترته خديجة رضي الله عنها وأهدته إلى الرسول r الذي خيّره بين أن يذهب مع أبيه أو يبقى معه، فقال: ما أنا بمفارق رسول الله r، فقال عليه الصلاة والسلام:( اشهدوا أنه حرّ وأنه ابني يرثني وأرثه ) فسمي لذلك زيد بن محمد<SUP>([1])</SUP>.<o:p></o:p>
عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن زيد بن حارثة مولى رسول الله r ما كنا ندعوه إلا زيد بن محمد حتى نزل القرآن : ( ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ) [الأحزاب:5]<SUP>([2])</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وأما الأسباب والظروف التي كانت وراء زواج زيد بزينب رضي الله عنهما ثم افتراقهما، وزواج النبي r بزينب فيمكن إيجازها بما يلي:<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
1- أن ذلك كان أمراً ربانياً أولاً وآخراً، لا نستطيع أن نجادل في ذلك بشيء، فهو أعلم بخلقه، وأعلم بشؤونهم جميعا، ما ينفعهم وما يضرهم، وينـزل إليهم ما تتحقق به مصالحهم وتسير بها أمورهم. فكان زواج زيد من زينب أمراً من رب ا لعالمين وكان طلاقها كذلك، وبالتالي كان زواج النبي r بزينب أيضاً أمراً ربانياً، والرسول r المبلغ والمنفذ لأمر خالقه عز وجل، فكل ما حدث بهذا الموضوع كان تدبيراً إلهياً عظيماً، يقول الله تعالى: ( ما كان على النبى من حرج فيما فرض الله له سنة الله فى الذين خلوا من قبل وكان أمر الله قدراً مقدوراً ) [الأحزاب:38].<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
2- كان في زواج زينب من زيد رضي الله عنهما -حسب ما تبين لنا- أمر إنساني عظيم وهو إزالة الفوارق الطبقية الموروثة والنظرة الدونية التي كانت سائدة في أوساط القبائل إلى غيرهم من العبيد والموالي، تحقيقاً لقول الله تعالى: ( يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) [الحجرات:13] ولا يتم ذلك إلا بتطبيق عملي، فكان زواج ابنة القبيلة بمولى من الموالي.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
3- إبطال عادة التبني التي كانت منتشرة عند العرب وهي: أن يعجب الرجل بأحد الأطفال أو الفتيان فيتبناه ويدعوه ابنه ويلحق بنسبه فيتوارث وإياه توارث النسب ويُعامل معاملة الابن في جميع الحقوق والواجبات. وتحدث عادة التبني غالباً في سبايا الحروب حين يؤخذ الأطفال والصبيان أثناء الغارات، فمن شاء أن يلحق بنسبه واحداً منه فعل ذلك من غير إحراج.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وردّ الأدعياء إلى آبائهم، لقول الله تعالى: ( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه وما جعل أزواجكم اللآئى تظاهرون منهن أمهاتكم وما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم والله يقول الحق وهو يهدى السبيل (4) ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله فإن لم تعلموا أباءهم فأخوانكم فى الدين ومواليكم ) [الأحزاب:4-5] ولاسيما وأن العلاقات بين زيد وزينب قد اضطربت وبدأ زيد يشكو إلى الرسول r هذا الاضطراب، وأنه غير قادر على الاستمرار معها.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
4- أن الله تعالى قد ألهم إلى الرسول عليه الصلاة والسلام أمر زواجه من زينب، ومع ذلك فإنه يقول عليه الصلاة والسلام لزيد رضي الله عنه
( أمسك عليك زوجك ) إلى أن يضعه الله تعالى أمام أمر لابد من إظهاره ومواجهة الناس به، وذلك بأن يتزوج من مطلقة ابنه بالتبني، فيقول الله تعالى: ( فلما قضى زيد منها وتر زوجناكها ) [الأحزاب:37].<o:p></o:p>

<o:p></o:p>
فعن أنس قال جاء زيد بن حارثة يشكو فجعل النبي r يقول:( اتق الله وأمسك عليك زوجك، قال أنس لو كان رسول الله r كاتما شيئا لكتم هذه)<SUP>(<SUP>[3]</SUP>)</SUP>.<o:p></o:p>
5- وكان في النهاية زواجه عليه الصلاة والسلام من زينب، حسب ما جاء في قوله تعالى: ( فلما قضى زيد منها وتر زوجناكها ) [الأحزاب:37].<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
حيث لم يعقد عليها كما عقد على سائر زوجاته، يقول أنس رضي الله عنه: فكانت زينب تفخر على أزواج النبي r تقول زوجكن أهاليكن وزوجني الله تعالى من فوق سبع سموات<SUP>([4])</SUP>.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
وأظن أن هذا البيان كاف لإزالة الشبهة، ودحض الافتراء الذي يردده المستشرقون وبعض أذنابهم حول قصة زواج النبي r من زينب رضي الله عنها.<o:p></o:p>
<o:p></o:p>
ومما تجدر الإشارة إليه هنا أن كثيرًا من المستشرقين وأذنابهم من بعض المستغربين يخافون من المد السكاني الإسلامي وخطره على أفكار شعوبهم وبلادهم ومصالحهم، مما يدفع بهم بين الفينة والأخرى إلى نشر الكتب وعقد الندوات والمحاضرات والمؤتمرات التي تطالب بالحد من التعدد، وتحديد النسل بحجة التنظيم أو بهدف الحصول على الرخاء الاقتصادي والاجتماعي في بلاد المسلمين التي يكثر فيها التعدد ويتزايد فيها الإنجاب.<o:p></o:p>

<HR align=right width="33%" SIZE=1>(([1] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ، ج14، ص193.<o:p></o:p>

(([2] صحيح البخاري، رقم 4782، ص840.<o:p></o:p>

(([3] صحيح البخاري، رقم 7420، ص1276.<o:p></o:p>

(([4] صحيح البخاري ، رقم 7420، ص1276.<o:p></o:p>
رد مع اقتباس