عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 2010-02-23, 03:41 PM
طالب عفو ربي طالب عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
 
تاريخ التسجيل: 2009-02-28
المشاركات: 716
افتراضي لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ‏(‏ التين‏:4)

لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
‏(‏ التين‏:4)
بقلم الدكتور‏:‏ زغـلول النجـار
هذه الآية الكريمة جاءت في منتصف سورة التين‏,‏ وهي سورة مكية‏,‏ ومن قصار السور في القرآن الكريم‏,‏ إذ يبلغ عدد آياتها ثماني آيات فقط بعد البسملة‏,‏ وقد سميت بهذا الاسم لورود القسم في مطلعها بتلك الثمرة المباركة المعروفة باسم التين‏,‏ والتي وصفها المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ بقوله الشريف‏:‏ لو قلت إن فاكهة نزلت من الجنة قلت التين‏,‏ لأن فاكهة الجنة بلا عجم‏,‏ كلوا منه فإنه يقطع البواسير وينفع النقرس‏,(‏ وعجم جمع عجمة‏,‏ وهي النواة‏).‏

وهذه الآية الكريمة هي الوحيدة في كل القرآن الكريم التي جاءت فيها الإشارة إلي التين‏,‏ وأتبع القسم بهذه الثمرة المباركة بثلاث صيغ أخري من القسم بالزيتون‏,‏ وطور سينين‏,‏ وبالبلد الأمين‏(‏ وهو مكة المكرمة‏)‏ علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق الإنسان في أحسن تقويم‏,‏ والله‏(‏ تعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏.‏
ويدور المحور الرئيسي للسورة الكريمة حول قضايا خمس يمكن ايجازها فيما يلي‏:‏

‏(1)‏ أن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو خالق الإنسان وخالق كل شئ‏,‏ وأن الله الخالق البارئ المصور هو القائل‏:‏
‏(‏لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم‏*)‏
‏(‏التين‏:4)‏

بمعني أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد كرم الإنسان بخلقه في أجمل تركيب‏,‏ وأعدل هيئة‏:‏ في تفاصيل جسده‏,‏ واستقامة عوده‏,‏ وارتفاع هامته‏,‏ وتناسق أبعاده ورجاحة عقله‏,‏ وحرية إرادته‏,‏ وطلاقة لسانه‏,‏ وقوة بيانه‏,‏ وقدراته النفسية والروحية الهائلة‏,‏ وملكاته العديدة وفطرته السليمة‏,‏ وغير ذلك من الصفات التي خصه الخالق العظيم بها‏,‏ وفضله بذلك علي كثير ممن خلق تفضيلا‏.‏

‏(2)‏ أن هذا التكريم الالهي للإنسان يقتضي ترفعه عن الدنايا‏,‏ والتزامه بالمحافظة علي سلامة الفطرة التي فطره الله‏(‏ تعالي‏)‏ عليها‏,‏ والارتقاء بنفسه إلي مناطات التكريم التي كرمه الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ بها‏,‏ وأولها فهم رسالته في هذه الحياة‏,‏ وحقيقة عبوديته لله‏.‏ فيعبده‏(‏ تعالي‏)‏ بما أمر‏,‏ وبحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض بعمارتها وإقامة عدل الله فيها‏.‏ فإذا انحرف عن هذه الرسالة‏,‏ أو تمرد عليها رده الله‏(‏ تعالي‏)‏ إلي أسفل سافلين‏,‏ وعاقبه في الآخرة بنار الجحيم وبالذل المهين‏,‏ وتصبح المخلوقات غير المكلفة من دونه أرفع منه قدرا عند الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏),‏ لاستقامتها علي الفطرة‏,‏ وقيامها بالسجود والتسبيح وبغير ذلك من أوجه العبادة التسخيرية لله‏(‏ تعالي‏),‏ وأداء وظيفتها في هذه الحياة علي الوجه الذي سخرها له الله بعلمه وحكمته وقدرته‏.‏

‏(3)‏ وتستثني الآيات من هذا الارتكاس إلي أسفل سافلين‏,‏ والبقاء عند مناطات التكريم الذي كرم الله‏(‏ تعالي‏)‏ به بني آدم من وصفتهم بالايمان والعمل الصالح‏,‏ الذين يحافظون علي فطرتهم السليمة‏,‏ ويجودونها بالمواظبة علي عبادة الله‏(‏ تعالي‏)‏ بما أمر‏,‏ وبحسن القيام بواجبات الاستخلاف في الأرض وبإقامة عدل الله فيها فيرتقون في معراج الله الذي لاتحده حدود حتي يلقوا الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ وهو راض عنهم فيجزل لهم المثوبة‏,‏ ويضاعف لهم الأجر‏,‏ ولذلك أردفت الآية الكريمة بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):..‏ فلهم أجر غير ممنون‏*.‏

‏(4)‏ أن وسيلة الإنسان لمعرفة ذاته‏,‏ وخالقه‏,‏ ورسالته في هذه الحياة‏,‏ ومصيره من بعدها هو الدين الذي علمه الله‏(‏ جل جلاله‏)‏ لكل من أبينا آدم وأمنا حواء‏(‏ عليهما السلام‏)‏ لحظة خلقهما‏,‏ ثم أنزله علي فترة من الرسل‏,‏ وأكمله وأتمه وحفظه في رسالته الخاتمة التي أنزلها علي خاتم أنبيائه ورسله‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏)‏ ولذلك تعهد بحفظها في نفس لغة وحيها‏(‏ اللغة العربية‏)‏ علي مدي الأربعة عشر قرنا الماضية وإلي أن يرث الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ الأرض ومن عليها‏.‏ والدين هو بيان من الله‏(‏ جل شأنه‏)‏ للإنسان في القضايا التي لايستطيع الإنسان أن يضع لنفسه فيها أية ضوابط صحيحة‏,‏ وذلك من مثل قضايا العقيدة‏(‏ وكلها غيب مطلق‏),‏ والعبادة‏[‏ وكلها أوامر مطلقة من الله سبحانه وتعالي أو من رسوله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)],‏ والأخلاق والمعاملات‏(‏ وكلاهما من ضوابط السلوك‏,‏ والتاريخ يؤكد لنا عجز الانسان دوما عن أن يضع لنفسه بنفسه ضوابط للسلوك‏)‏ ومن هنا كانت ضرورة الدين‏,‏ وضرورة أن يكون الدين ربانيا خالصا لا يداخله أدني قدر من المداخلات البشرية‏,‏ لأن الإنسان لايستطيع أن يحيا حياة سوية علي هذه الأرض بغير دين‏,‏ وأن الدين لايمكن أن يكون صناعة بشرية‏,‏ وانطلاقا من ذلك يتضح لنا بجلاء أن الدين الوحيد الذي تعهد ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ بحفظه هو الدين الخاتم الذي بعث به النبي الخاتم‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ والذي قال فيه‏(‏ عز من قائل‏):‏
إن الدين عن الله الإسلام وما اختلف الذين أوتوا الكتاب إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بآيات الله فإن الله سريع الحساب‏*‏
‏(‏آل عمران‏:19)‏

وقال‏(‏ جل شأنه‏):‏
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون‏*‏
‏(‏الحجر‏:9).‏
ولذلك يأتي الخطاب في الآية السابعة من سورة التين بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏

فما يكذبك بعد الدين‏*‏؟
والخطاب هنا موجه للانسان الكافر‏,‏ المكذب بالدين‏,‏ ولذلك جاء بصيغة التوبيخ والتقريع‏,‏ والاستفهام الإنكاري‏,‏ بمعني‏:‏ أي شئ يضطرك إلي أن تكون كاذبا بسبب تكذيبك بالدين‏,‏ والدين حق‏,‏ وكل مكذب للحق فهو كاذب‏.‏

‏(5)‏ تقرير أن الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ هو أحكم الحاكمين‏,‏ وتورد الآية الثامنة في ختام سورة التين هذه الحقيقة في صيغة الاستفهام التقريري المنفي للتأكيد علي صحة ما جاء بعد النص فيقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
أليس الله بأحكم الحاكمين‏*‏؟
أي‏:‏ أليس الله بأعدل العادلين‏,‏ وأليست حكمته في قضائه بين عباده تدل علي أنه أبلغ القضاء وأحكمه‏,‏ وأحقه وأعدله؟ ولذلك يروي عن أبي هريرة‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ أن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قال‏:..‏ فإذا قرأ أحدكم‏(‏ والتين والزيتون‏)‏ فأتي آخرها‏:(‏ أليس الله بأحكم الحاكمين‏*)‏ فليقل‏:‏ بلي وأنا علي ذلك من الشاهدين‏.‏
وقد يشير هذا الاستفهام التقريري في ختام سورة التين أيضا إلي إتقان الصنعة وحسن التدبير في خلق الانسان في أحسن هيئة‏,‏ وأعدل قامة‏,‏ مزودا بالعقل والإرادة الحرة‏,‏ وبالقدرة علي السمع والبصر والنطق والتعبير عن الذات‏,‏ وعلي كسب المعارف والمهارات‏,‏ وبغير ذلك من الملكات التي خصه بها الله‏(‏ تعالي‏).‏

وتبدأ السورة الكريمة بقسم من الله تعالي بكل من التين والزيتون‏,‏ وربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏)‏ غني عن القسم لعباده‏,‏ ولكن إذا جاءت الآية القرآنية الكريمة بصيغة القسم كان هذا من قبيل التنبيه الي أهمية الأمر المقسم عليه‏,‏ فما هي الأهمية لهاتين الثمرتين المباركتين‏(‏ التين والزيتون‏),‏ وما هي أهمية منابتهما الأصلية؟
روي عن ابن عباس‏(‏ رضي الله عنهما‏)‏ قوله‏:(‏ هو تينكم الذي تأكلون‏,‏ وزيتونكم الذي تعصرون منه الزيت‏),‏ ولكن نظرا للعطف علي هذا القسم بقسم آخر بمكانين مباركين هما طور سينين‏(‏ سيناء‏),‏ والبلد الأمين‏(‏ وهو مكة المكرمة‏)‏ لجأ بعض المفسرين إلي استنتاج الدلالة بالتين والزيتون علي منابتهما الأصلية من الأرض‏,‏ فطور سينين هو الجبل الذي نودي موسي‏(‏ عليه السلام‏)‏ من جانبه‏,‏ وهو جبل في شبه جزيرة سيناء أو سينا ومعناها‏:(‏ المباركة الحسنة‏),‏ والجبل معروف اليوم باسم طور سيناء‏(‏ أو جبل موسي او جبل المناجاة‏).‏ والبلد الأمين هو مكة المكرمة‏,‏ وحرمها الآمن‏,‏ وبه الكعبة المشرفة‏(‏ أول بيت وضع للناس‏),‏ وعلاقة هذين المكانين المباركين بوحي السماء لاينكرها إلا جاحد‏.‏
وعطف القسم بهذين المكانين المباركين علي القسم بكل من التين والزيتون حدا بأعداد من المفسرين إلي الاستنتاج بأن القسم بهاتين الثمرتين قد يتضمن من أحد جوانبه الاشارة الي كرامة منابتهما الأصلية من الأرض‏,‏ وذلك من مثل كل من بيت المقدس‏(‏ وبجواره طور زيتا‏)‏ وبه المسجد الأقصي المبارك الذي ندعو الله تعالي أن يطهره من دنس الصهاينة المجرمين‏,‏ وأن يعيننا علي تحريره‏,‏ وتحرير كامل أرض فلسطين من احتلالهم الجائر البغيض‏,‏ وتحرير كامل أراضي المسلمين المحتلة والمغصوبة من مثل أراضي العراق وأفغانستان‏,‏ وكشمير والشيشان من ربقة المحتلين الغاصبين‏,‏ أعداء الله‏,‏ والانسانية والدين‏,‏ اللهم آمين آمين آمين يارب العالمين‏.‏

ومن أشهر منابت كل من التين والزيتون‏(‏ بأنواعهما المتميزة‏)‏ كل من بلاد الشام‏,‏ وجنوب شرقي تركيا‏,‏ والأولي بها طور تينا بجوار دمشق‏,‏ وهي أرض المحشر‏,‏ والثانية بها مرسي سفينة نوح‏(‏ عليه السلام‏)‏ وبقايا مسجده علي جبل الجودي‏.‏
وعلي الجانب الآخر فإن كلا من طور سيناء‏,‏ وبيت المقدس‏,‏ ومكة المكرمة قد بعث الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ فيه نبيا من أنبيائه ورسولا من أولي العزم‏,‏ فبيت المقدس بعث الله‏(‏ تعالي‏)‏ فيه عبده ورسوله عيسي ابن مريم‏(‏ عليهما السلام‏),‏ وعلي الجانب الأيمن من طور سينين ناجي الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عبده ورسوله موسي بن عمران‏(‏ عليه السلام‏)‏ ومكة المكرمة بعث فيها خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏),‏ وزارها معظم أنبياء الله ورسله‏,‏ ومدفون بها عدد كبير منهم‏(‏ عليهم السلام‏).‏
وبعد هذا القسم المركب الذي استغرق الآيات الثلاث الأولي من سورة التين يأتي جواب القسم بقول الحق‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم‏*‏ ثم رددناه أسفل سافلين‏*‏ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون‏*‏
‏(‏التين‏:4‏ ـ‏6)‏

ثم ختمت السورة الكريمة بهذا الاستفهام الاستنكاري‏,‏ التوبيخي‏,‏ التقريعي لكل كافر‏,‏ ومشرك‏,‏ وضال عن الحق يقول له فيه ربنا‏(‏ تبارك وتعالي‏):‏
فما يكذبك بعد بالدين‏.‏ أليس الله بأحكم الحاكمين‏*(‏ التين‏8)‏

من الإشارات الكونية في سورة التين
‏(1)‏ القسم بكل من التين والزيتون تأكيدا علي ما فيهما من قيمة غذائية وصحية كبيرة‏,‏ وتكامل في المحتوي كغذاء للانسان‏.‏

‏(2)‏ القسم بطور سينين‏,‏ والطور هو الجبل المكسو بالخضرة‏,‏ وطور سينين هو الجبل الذي ناجي الله‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ عبده ورسوله موسي بن عمران من جانبه‏,‏ والجبل قائم بشبه جزيرة سيناء‏.‏

‏(3)‏ القسم بمكة المكرمة‏(‏ البلد الأمين‏),‏ والدراسات العلمية تؤكد توسطها لليابسة إشارة إلي كرامتها وخصوصيتها‏.‏

‏(4)‏ الاشارة الي خلق الإنسان في أحسن تقويم‏.‏

‏(5)‏ الاشارة الي امكانية ارتداد الانسان من مقامات التكريم الي أسفل سافلين في الدنيا والآخرة‏,‏ فهو أشرف مخلوقات الله إذا كان مؤمنا صالحا‏,‏ وهو أحقر هذه المخلوقات وأبغضها الي الله‏(‏ تعالي‏)‏ إذا كان العبد كافرا او مشركا‏,‏ أو ظالما متجبرا‏,‏ أو فاسقا فاجرا‏,‏ والملاحظات علي سلوك الناس من مثل ما تقترفه العصابات المجرمة علي أرض فلسطين‏,‏ وعلي أرض كل من العراق وأفغانستان من جرائم يندي لها الجبين تعطي صورا حية لارتداد الانسان الي أسفل سافلين‏,‏ ولانتكاسه عن مستوي الآدمية الذي كرمه به رب العالمين‏.‏

‏(6)‏ التأكيد علي حقيقة الدين الذي أنزله الله‏(‏ تعالي‏)‏ علي فترة من الأنبياء والمرسلين‏,‏ وأكمله‏,‏ وأتمه‏,‏ وختمه‏,‏ وحفظه في بعثة خاتم الأنبياء والمرسلين‏(‏ صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏).‏

‏(7)‏ التأكيد علي أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ هو أحكم الأحكمين‏.‏
وكل قضية من هذه القضايا تحتاج الي معالجة مستقلة‏,‏ ولذلك فسوف أقصر حديثي هنا علي الآية الرابعة من سورة التين والتي تؤكد خلق الإنسان في أحسن تقويم‏,‏ والدلالات العلمية علي تلك الحقيقة‏,‏ ولكن قبل الوصول الي ذلك لابد من استعراض سريع لأقوال عدد من المفسرين في شرح دلالة هذه الآية الكريمة‏.‏
من أقوال المفسرين
في تفسير قوله‏(‏ تعالي‏):‏
لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم
‏(‏التين‏:4)‏

‏*‏ ذكر ابن كثير‏(‏ رحمه الله‏)‏ ما مختصره‏:..‏ هذا هو المقسم عليه‏,‏ وهو أنه تعالي خلق الإنسان في أحسن صورة وشكل‏,‏ منتصب القامة‏,‏ سوي الأعضاء حسنها‏..‏

‏*‏ وذكر أصحاب الجلالين‏(‏ رحمهما الله‏)‏ ما مختصره‏:(‏ لقد خلقنا الإنسان‏)‏ الجنس‏(‏ في أحسن تقويم‏)‏ تعديل لصورته‏.‏

‏*‏ وذكر صاحب الظلال‏(‏ رحمه الله رحمة واسعة‏)‏ ما مختصره‏:..‏ فتخصيص الإنسان هنا وفي مواضع قرآنية أخري بحسن التركيب‏,‏ وحسن التقويم وحسن التعديل‏..‏ فيه فضل عناية بهذا المخلوق‏.‏ وإن عناية الله بأمر هذا المخلوق ـ علي ما به من ضعف‏,‏ وعلي ما يقع منه من انحراف عن الفطرة وفساد ـ لتشير الي أن له شأنا عند الله‏,‏ ووزنا في نظام هذا الوجود‏.‏ وتتجلي هذه العناية في خلقه وتركيبه علي هذا النحو الفائق‏,‏ سواء في تكوينه الجثماني البالغ الدقة والتعقيد‏,‏ أم في تكوينه العقلي الفريد‏,‏ أم في تكوينه الروحي العجيب‏...‏

‏*‏ وجاء في صفوة البيان لمعاني القرآن‏(‏ رحم الله كاتبها‏)‏ مانصه‏:(‏ لقد خلقنا‏....)‏ جواب القسم‏,‏ أي لقد خلقنا جنس الانسان في أعدل قامة‏,‏ وأحسن صورة‏,‏ مكملا بالعقل والمعرفة‏,‏ ومتصفا بالحياء والعلم‏,‏ والإرادة والقدرة‏,‏ والسمع والبصر والكلام‏,‏ والتدبير والحكمة‏.‏ والتقويم‏:‏ التثقيف والتعديل‏.‏

‏*‏ وذكر أصحاب المنتخب في تفسير القرآن الكريم‏(‏ جزاهم الله خيرا‏)‏ مانصه‏:‏ لقد خلقنا جنس الإنسان مقوما في أحسن ما يكون من التعديل‏,‏ متصفا بأجمل ما يكون من الصفات‏.‏

‏*‏ وذكر صاحب صفوة التفاسير‏(‏ جزاه الله خيرا‏)‏ ما نصه‏:‏ أي لقد خلقنا جنس الإنسان في أحسن شكل‏,‏ متصفا بأجمل وأكمل الصفات‏,‏ من حسن الصورة‏,‏ وانتصاب القامة‏,‏ وتناسب الأعضاء‏,‏ مزينا بالعلم والفهم‏,‏ والعقل والتمييز والنطق والأدب‏,‏ قال مجاهد‏:(‏ أحسن تقويم‏)‏ أحسن صورة‏,‏ وأبدع خلق‏....‏
من الدلالات العلمية للآية الكريمة
إن المقارنة بين بناء جسم الإنسان‏,‏ وبناء جسم أي مخلوق آخر من المخلوقات المدركة يؤكد بوضوح أن الله‏(‏ تعالي‏)‏ قد خلق الانسان في أحسن تقويم‏,‏ أي في أحسن صورة وشكل‏,‏ ومن مميزات ذلك ما يلي‏:‏

أولا‏:‏ انتصاب القامة‏:‏
يتميز الإنسان في بناء جسده بانتصاب القامة‏,‏ وهي ميزة يتفرد بها الانسان بين جميع المخلوقات الحية المتحركة وقد خطط الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ لهذه الهيئة المميزة بانتصاب القامة والانسان جنين في بطن أمه‏,‏ حيث يبدأ نمو أعضائه في مرحلة مبكرة جدا علي مراحل مميزة بمواضع الفصل والوصل تبني عليها الأعضاء شيئا فشيئا‏.‏ فيظهر الحبل الظهري في مرحلة العلقة‏,‏ وهو المحور الهيكلي الذي يبني حوله كل أجهزة الجسم ويسبق ظهور العمود الفقري الذي يمر بمراحل ثلاث كما يلي‏:‏

‏(1)‏ المرحلة الغشائية‏(‏ مرحلة النسيج السابق لتكون العظام‏):‏ وتظهر في الأسبوعين الخامس والسادس من عمر الجنين‏.‏

‏(2)‏ المرحلة الغضروفية‏:‏ وتبدأ في أواخر الأسبوع السادس من عمر الجنين‏.‏

‏(3)‏ المرحلة العظمية‏:‏ وتبدأ في الأسبوع السابع من عمر الجنين بظهور مراكز التعظم في جسم الغضاريف‏,‏ ثم في الأسبوع الثامن تظهر مراكز التعظم في أقواس الفقرات وتبدأ الأضلاع عندئذ في الظهور‏,‏ ثم تتكون العضلات حول العظام وتكسوها باللحم‏.‏
وتنقسم عظام جسم الإنسان إلي عظام من أصل غضروفي أي تبدأ علي هيئة الغضاريف ثم تتكلس وتتحول إلي العظام وتشمل معظم عظام جسم الانسان‏,‏ وعظام من أصل غشائي تبدأ علي هيئة الأنسجة الغشائية التي تتكلس بالتدريج متحولة الي العظام‏,‏ ومن أمثلتها أغلب عظام الجمجمة‏,‏ ماعدا عظام قاعها‏.‏

ومن مقومات انتصاب القامة عند الإنسان اتساع الحوض‏(‏ خاصة عند الإناث‏)‏ وكبر عظمة الفخذ ونتوءات الفقرة القطنية الخامسة‏,‏ ومرونة العمود الفقري‏,‏ وانحناءات الفقرات‏,‏ وارتكاز الفتحة القفوية الكبري أفقيا علي المحور الرأسي لعظام فقرات العنق حتي يستقر عليها الرأس عموديا‏.‏
ويتكون الهيكل العظمي للإنسان في المرحلة الجنينية من‏(144)‏ عظمة محددة بأنسجة غضروفية علي أطرافها تسمح لها بالنمو التدريجي وتعرف باسم مراكز التعظم الثانوية‏,‏ ويتم تعظم هذه المراكز وفق نظام محدد يتماشي زمنيا مع متطلبات النمو حتي سن العشرين تقريبا‏.‏

وعند تحول تلك الغضاريف بالتدريج الي عظام فإنها تلتحم مع بقية الأنسجة العظمية المتاخمة لها مكونة عظما واحدا‏,‏ حتي يتم تكوين الهيكل العظمي للإنسان البالغ والذي يتركب من‏216‏ عظمة علي النحو التالي‏:‏

‏*(33)‏ فقرة في العمود الفقاري‏(7‏ فقرات عنقية‏,12‏ فقرة ظهرية‏,5‏ فقرات قطنية‏,5‏ فقرات عجزية‏,4‏ فقرات عصعصية‏).‏
‏*(28)‏ عظمة متراكبة في الجمجمة‏.‏
‏*(24)‏ ضلعا مرتبطا بالعمود الفقري لتكون القفص الصدري‏.‏
‏*(3)‏ عظمات للقص‏.‏
‏*(2)‏ عظمتان تكونان لوحي الكتفين‏.‏
‏*(2)‏ عظمتان تكونان الترقوة‏.‏
‏*(2)‏ عظمتان للعضدين‏.‏
‏*(4)‏ أربعة عظام للزند والكعبرة في كل من اليدين‏.‏
‏*(16)‏ عظمة للرسغين‏.‏
‏*(10)‏ عظام للكفين‏.‏
‏*(28)‏ عظمة لسلميات اليدين‏.‏
‏*(6)‏ ستة عظام للحوض‏.‏
‏*(2)‏ عظمتان للفخذين‏.‏
‏*(4)‏ قصبتان وشظيتان بالساقين‏.‏
‏*(14)‏ عظمة بالقدمين‏.‏
‏*(28)‏ سلاميات أصابع القدمين‏.‏
‏*(10)‏ عظمات وتريه‏(‏ عظمتان وتريتان بكل من الإبهامين‏,‏ وثلاثة بكل من الإصبعين الكبيرين‏).‏
‏*(216)‏ المجموع مائتان وست عشرة عظمة
وهذا الهيكل العظمي المعقد البناء هو الذي يعطي لجسم الإنسان ميزته البنائية المنتصبة‏,‏ والتي ميزه الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها عن بقية مخلوقاته المعروفة لنا من الكائنات الحية المتحركة‏.‏ وهذا البناء العظمي الهائل المكون من‏(216)‏ عظمة كبيرة ودقيقة‏,‏ صمم كذلك لكي يعين الانسان علي الحركة بحرية كبيرة ولذلك فقد جعل الله تعالي بين تلك العظام مفاصل تسمح للانسان بالوقوف مستقيما‏,‏ وبالجلوس‏,‏ والاضطجاع‏,‏ والانحناء‏,‏ والتثني‏,‏ والبسط والقبض‏,‏ وغير ذلك من الحركات التي مكنت الإنسان من العديد من المهارات‏,‏ وبدون ذلك ما كان ممكنا للإنسان أن يستمتع بوجوده في هذه الحياة الدنيا‏.‏

وتنتظم عظام جسم الانسان في المجموعات الثلاث التالية‏:‏

‏(1)‏ الهيكل المحوري‏:‏ ويشمل العمود الفقري ومعظم الجمجمة‏.‏

‏(2)‏ الهيكل الأحشائي‏:‏ ويشمل القفص الصدري والفك السفلي‏,‏ وبعض أجزاء الفك العلوي‏.‏

‏(3)‏ الهيكل الطرفي‏:‏ ويشمل عظام الحوض‏,‏ وأحزمة الأكتاف وعظام وغضاريف الأطراف‏.‏

ويفصل هذا العدد الهائل من العظام‏(360)‏ مفصلا علي النحو التالي‏:‏
‏*(147)‏ مفصلا بالعمود الفقري‏(25‏ منها بين الفقرات‏,73‏ بين الفقرات والأضلاع‏,50‏ بين الفقرات عن طريق اللقيمات الجانبية‏).‏

‏*(24)‏ مفصلا بالصدر‏(18‏ منها بين القص والضلوع‏,2‏ بين الترقوة ولوحي الكتف‏,2‏ بين لوحي الكتف والصدر‏).‏

‏*(86)‏ مفصلا بالأطراف العلوية‏(2‏ منها بين عظام الكتفين‏,6‏ بين عظام الكوعين‏,8‏ بين عظام الرسغين‏,70‏ بين عظام اليدين‏).‏

‏*(88)‏ مفصلا بالأطراف السفلية‏(2‏ منها بين الفخذين‏,6‏ بين عظام الركبتين‏,6‏ بين عظام الكاحلين‏,74‏ بين عظام القدمين‏).‏

‏*(15)‏ مفصلا بالحوض‏(6‏ منها بين عظام الفخذ‏,1‏ مفصل الارتفاق العاني‏,4‏ بين فقرات العصعص‏,4‏ بين عظام الركبتين‏).‏
وهذه هي المفاصل المتحركة في جسم الانسان‏,‏ والتي تعطي لهيكله العظمي استقامته وانتصابه‏,‏ والقدرة علي الحركة بمرونة عالية‏,‏ وهي المقصودة بتعبير السلامي الذي ذكره المصطفي‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ في حديثه الشريف الذي رواه الإمام مسلم عن أم المؤمنين السيدة عائشة‏(‏ رضي الله عنها‏)‏ حيث قالت‏:‏ قال رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ إنه خلق كل إنسان من بني آدم علي ستين وثلاثمائة مفصل‏,‏ فمن كبر الله‏,‏ وحمد الله‏,‏ وسبح الله‏,‏ واستغفر الله‏,‏ وعزل حجرا من طريق الناس‏,‏ أو شوكة أو عظما عن طريق الناس‏,‏ وأمر بمعروف‏,‏ ونهي عن منكر‏,‏ عدد تلك الستين والثلاثمائة سلامي فإنه يمشي يومئذ وقد زحزح نفسه عن النار‏.‏
وروي البخاري عن أبي هريرة‏(‏ رضي الله عنه‏)‏ أن رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏)‏ قال‏:‏ كل سلامي من الناس عليه صدقة‏,‏ كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين الاثنين صدقة‏,‏ وتعين الرجل علي دابته فتحمله عليها‏,‏ أو ترفع له عليها متاعه صدقة‏,‏ والكلمة الطيبة صدقة‏,‏ وبكل خطوة تمشيها إلي الصلاة صدقة‏,‏ وتميط الأذي عن الطريق صدقة‏.‏
وهناك فواصل ثابتة كتلك الموجودة بين عظام الجمجمة فلا تدخل في عداد السلامي‏.‏
ومن مقومات انتصاب القامة عند الانسان اتساع الحوض‏,‏ وكبر عظمتي الفخذين‏,‏ وتحدب الفقرات الظهرية إلي الخلف‏,‏ مع تحدب باطن القدم ليتكيف تماما مع المشي علي الرجلين وعلي نقاط التقائهما بالأرض‏,‏ واتزان الرأس علي استقامة الجسم عند الوقوف وذلك بدقة الوضع الأفقي للفتحة التي تصل بين عظام الرأس وفقرات العنق‏.‏

ثانيا‏:‏ تناسق أطوال الأطراف مع طول العمود الفقري‏:‏
تظهر براعم أطراف الجنين البشري في بداية الأسبوع الخامس من عمره‏,‏ وتسبق الأطراف العلوية الأطراف السفلية في الظهور ببضعة أيام‏,‏ ويحتوي البرعم الطرفي في أول الأمر علي خلايا غير متميزة‏,‏ تتحول في الأسبوع السادس إلي خلايا غضروفية‏,‏ ثم تبدأ هذه الخلايا الغضروفية في التكلس التدريجي متحولة إلي العظام‏.‏ ولكل عظمة في الهيكل العظمي للجنين منطقة مركزية يتم تعظمها‏,‏ وتنتهي أطرافها بنسيج غضروفي قابل للتحول إلي عظام فيما بعد حتي يسمح ذلك بالنمو الطولي للجنين ولأطرافه التي تنمو بمعدلات متناسبة وبدقة بالغة‏,‏ وتسمي الأنسجة الغضروفية علي أطراف العظام باسم مراكز التعظم الثانوية‏,‏ ويبلغ عددها عند بدء ظهور العظام‏(144)‏ مركزا‏,‏ يتم تعظمها بالتدريج وفق برامج زمنية تتماشي مع متطلبات النمو حتي سن العشرين‏,‏ وبتحول اجزاء من هذه الغضاريف إلي عظام فإنها تلتحم مع العظام المتاخمة لها لتصبح عظما واحدا‏,‏ ويصل عددها في الإنسان البالغ إلي‏216‏ عظمة بما فيها من العظمات العشرة الوترية‏.‏ ويكتمل نمو عظام الحوض عن الإناث قبل الذكور بسنتين علي الأقل‏,‏ وتتشكل عظام الحوض عندهن بما يلائم مستقبلهن كأمهات‏,‏ فالحوض في الأنثي أعرض منه في الذكر‏.‏
ويتناسق طول الهيكل العظمي مع حجم الجسم‏,‏ ومراحل النمو المتتالية حتي البلوغ كما يتناسق طول الأطراف مع كل ذلك تناسقا واضحا‏.‏

ثالثا‏:‏ كبر حجم المخ‏:‏
من الواضح أن الإنسان البالغ يتمتع بحجم للمخ يتراوح بين‏1200‏ إلي‏2000‏ ملليلتر‏(‏ بمتوسط‏1500‏ ملليمتر‏)‏ وبجهاز عصبي في غاية التعقيد‏,‏ مما يميزه عن غيره من المخلوقات‏(‏ الحية المتحركة‏)‏ بالذكاء‏,‏ والقدرة علي التفكير‏,‏ والتخيل‏,‏ وعلي التعلم واكتساب مختلف المهارات ثم تعليمها وعلي الانفعال‏,‏ والتعبير عن انفعالاته‏,‏ وعلي استيعاب كل من الذات والغير‏,‏ وعلي الفضول وحب الاستفسار عن الغامض من الأشياء‏,‏ وعلي إدراك الفوارق بين المستويات المختلفة من البشر‏,‏ وتميز بعضهم عن بعض‏,‏ والقدرة علي المحافظة علي توازن في الحالة الصحية بدنيا‏,‏ ونفسيا‏,‏ وعقليا‏,‏ وعلي المشاركات الاجتماعية المختلفة وبغير ذلك من الصفات المميزة للإنسان‏.‏

رابعا‏:‏ تناسق تفاصيل الرأس والوجه‏:‏
من الميزات التي ميز بها الخالق‏(‏ سبحانه وتعالي‏)‏ الانسان عن غيره من المخلوقات الحية المتحركة‏:‏ ارتفاع الرأس واستدارته‏,‏ وتفلطح الوجه‏,‏ واستقامة الجبهة‏,‏ ووضوح الذقن‏,‏ واستقامة الكتفين‏,‏ وتسطح الصدر‏,‏ والوضع الزاوي لتجويفي العينين مما يساعد علي الرؤية المجسمة بالعينين‏(Binocularvision),‏ ودقة ترابط عظام وغضاريف وأعصاب الأطراف خاصة اليدين مما أعطاهما القدرة علي التحكم بهما في كثير من الأمور مثل الكتابة‏,‏ والرسم‏,‏ والعزف وتناول الأشياء برعاية ودقة‏,‏ ومن تلك الميزات الأسنان الصغيرة المرتبة ترتيبا يتناسب مع نظامه في تناول الطعام‏,‏ وبالجلد الذي يغطي جسده وتنتهي إليه الأطراف العصبية‏,‏ ويمتليء بالخلايا العرقية‏,‏ ويتغطي بالقليل من الشعر‏.‏

خامسا‏:‏ ميزة النطق بالكلام المرتب المتناسق‏:‏
يدعي كثير من الدهريين أن اتساع حنجرة الإنسان‏,‏ وقدرتها علي إصدار العديد من الأصوات‏,‏ وتقليد أصوات الحيوانات‏,‏ وأصوات الطبيعة ربما أعان الإنسان علي الكلام‏.‏ ولكن علماء اللغة يؤكدون أن مصدرها هو الإلهام من الله‏(‏ تعالي‏)‏ والقرآن الكريم يؤكد لنا أن بيان الإنسان نعمة من الله‏(‏ تعالي‏)‏ بها عليه فيقول‏(‏ عز من قائل‏):‏
الرحمن‏*‏ علم القرآن‏*‏ خلق الإنسان‏*‏ علمه البيان‏*(‏ الرحمن‏:1‏ ـ‏4)‏
فاللغة والبيان من نعم الله‏(‏ تعالي‏)‏ التي أنعم بها علي الإنسان‏,‏ كما أنعم عليه بالعديد من النعم ومنها خلقه في أحسن تقويم‏,‏ فالحمد لله علي عظيم نعمه والصلاة والسلام علي خاتم أنبيائه ورسله صلي الله وسلم وبارك عليه وعليهم أجمعين‏,‏ وعلي من تبعهم بإحسان إلي يوم الدين‏
رد مع اقتباس