2009-04-12, 03:12 AM
|
عضو متميز بمنتدى أنصار السنة
|
|
تاريخ التسجيل: 2008-11-30
المكان: مــصـــر مــقــبرة الـروافــض
المشاركات: 907
|
|
الرقـم المسلسل 6207
الموضوع حول عذاب القبر ونعيمه
التاريخ 10/04/2005
الســــؤال
اطلعنا على الطلب المقيــد برقــم 963 لسنــة 2005م المتضمن : أرجو بيان الحكم الشرعي فيما يسمى بعذاب القبر ونعيمه .
الـجـــواب
أمانة الفتوى
من المقرر عقيدةً أن عذاب القبر ونعيمه حق ؛ فقد أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت : قـال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: « عَذَابُ الْقَبْرِ حَقٌّ »، وهذا ثابت في الإسلام بأدلة متكاثرة ، منها قول الله عز وجل عن آل فرعون : {وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ العَذَابِ * النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُواًّ وَعَشِياًّ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ} (غافر 045-046) أي أن العذاب السيئ يحيق بآل فرعون ، وهو أنهم يعرضون على النار في قبورهم صباحًا ومساءً قبل قيام الساعة ، وهي القيامة ، فإذا قامت القيامة قيل لملائكة العذاب : {أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ العَذَابِ} (غافر 046) ،
وهو عذاب النار الأليم ، وقال الله عز وجل عن الفاسقين الكافرين : {وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ العَذَابِ الأَدْنَى دُونَ العَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (السجدة 21) ،
فقد ذكر المفسرون أن العذاب الأدنى – أي الأقرب أو الأقل – هو عذاب القبر ، وأن العذاب الأكبر هو عذاب يوم القيامة ، قال الله تعالى : {وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً} (طه 124) ، قـال أبـو سعيـد الخـدري وعبد الله بن مسعود : ضنكًا : عذاب القبر .
وقال رسـول الله صلى الله عليه وسلم: « إِنَّمَا الْقَبْرُ رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ » رواه الترمذي ؛ فقوله صلى الله عليه وسلم: « أَوْ حُفْرَةٌ مِنْ حُفَرِ النَّارِ » دليل على أن عذاب القبر ثابت .
وروى زِرُّ بن حُبَيش عن علي رضي الله عنه قال : كنا نشك في عـذاب القبر حتى نزلت هذه السـورة : {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ * كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ} (التكاثر 001-003) يعني في القبور .
أخرج الشيخان وابن أبي شيبة عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « نَعَمْ إِنَّهُمْ لَيُعَذَّبُونَ في قُبُورِهِمْ عَذَاباً تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ » مسند أحمد ، وأخرج الشيخان وابن أبي شيبة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مّر على قبرين فقال : « إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ في كَبِيرٍ ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ الْبَوْلِ ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ». ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً فَشَقَّهَا بِنِصْفَيْنِ ثُمَّ غَرَزَ في كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً. فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، لِمَ صَنَعْتَ هَذَا ؟ فَقَالَ : « لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا ».
وقال أبو هريرة : يُضَيَّق على الكافر قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ، وهو المعيشة الضنك ، وروى أبو هريرة رضي الله عنه عن رسـول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أتدرون ما المعيشة الضنك ؟ " قالـوا : الله ورسوله أعلم . قـال : " عذاب الكافر في القبر ، والذي نفسي بيده أنه ليسلط عليه تسعة وتسعون تنينًا ، أتدرون ما التنين ؟ تسعة وتسعون حية ، لكل حية تسعة أرؤس ينفخن في جسمه ، ويلسعنه ويخدشنه إلى يوم القيامة ، ويحشر في قبره إلى موقفـه أعمى " ، ولقد أخرج أحمد والحكيم الترمذي في نوادر الأصول والبيهقي في كتاب عذاب القبر ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ : كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي جَنَازَةٍ فَلَمَّا انْتَهَيْنَا إِلَى الْقَبْرِ قَعَدَ عَلَى شَفَتِهِ فَجَعَلَ يَـرُدُّ بَصَرَهُ فِيهِ ثُمَّ قَـالَ : " يُضْغَطُ الْمُؤْمِنُ فِيهِ ضَغْطَةً تَزُولُ مِنْهَا حَمَائِلُهُ ، وَيُمْلأُ عَلَى الْكَافِرِ نَارا . ثُمَّ قَالَ : أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ عِبَادِ اللَّهِ : الْفَظُّ الْمُسْتَكْبِرُ، أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ عِبَادِ اللَّهِ : الضَّعِيفُ الْمُسْتَضْعَفُ ذُو الطِّمْرَيْنِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّ اللَّهُ قَسَمَهُ " ، والحمائل هنا : عروق الأنثيين ،
وأخرج أحمد والحاكم والترمذي والطبراني والبيهقي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِ قَالَ : خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يوْما إِلَى سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ حِينَ تُوُفِّيَ ، قَالَ : فَلَمَّا صَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَوُضِـعَ في قَبـْرِهِ وَسُوِّيَ عَلَيْهِ سَبَّحَ رَسُـولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم َفسَبَّحْنَا طَوِيلاً ثُمَّ كَبَّرَ فَكَبَّرْنَا ، فَقِيـلَ : يَا رَسُـولَ اللَّهِ ، لِمَ سَبَّحْتَ ثُمَّ كَبَّرْتَ ؟ قَالَ : " لَقَدْ تَضَايَقَ عَلَى هَذَا الْعَبْدِ الصَّالِحِ قَبْرُهُ حَتَّى فَرَّجَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهُ " .
وعلى ما سبق : فإن عذاب القبر ثابت بالقرآن والسنة والإجماع ، ولا يجوز لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن ينكر عذاب القبر ونعيمه .
والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الإجابة بتاريخ 10/04/2005
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=6207 <!-- / message -->
|